| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الجمعة 12/11/ 2010

 

أنقلاب في مجلس قيادة الثورة … قبل تشكيله

عبد الصاحب الناصر

ما زلت لا افهم ما يصبو أليه علاوي ، أجده و كأنه عدو نفسه . يفسد ما يبني بنفسه و يخلق له أعداء اكثر من أصدقاء .
ربما قلمي لاذع و ربما أقول ما لا يتجرأ عليه كثير من الناس غيري لكني احلل ما أرى و ما اسمع و ما أطلع عليه لأصل ألى نتيجة ربما أصيب الحقيقة أو انحو عنها .

ماذا حصل امس في مجلس النواب ؟ أتى السيد علاوي مشحونا و بدون ربطة عنق و كأنه داخل الى قاعة الاجتماع الذي عقده صدام حسين عند تسلمه السلطة في سنة تسعة و سبعون فازهق أرواح أصحابه بالجملة .
لم يوفق علاوي في أظهار نفسه كقائد سياسي و لا كقائد كتلة و لا حتى من يقود تجمع انتخابي . لقد ضرب علاوي الكل بعصا من يحقد على كل الناس و بضمنهم أصحابه .

تصوروا ان قائد يصرح كما صرح به علاوي امس . بانه لم يقرأ الورقة الا انه قد وقع عليها . بربكم ان كنتم تؤمنون به . هل يعقل ان يقود بلد بهذا الحجم رجل لا يقرأ ما يوقع عليه . ماذا لو وقع على وثيقة احتلال السويد او طرد جزر القمر من مجلس الامن ؟؟؟ هل يصلح رجل كهذا ان يقود بلدنا الغالي علينا كلنا ؟؟؟
انه أتي لينهش و يهرب فقط ( Cut and run ) .
 
فبعد ان قد ثبّت السيد النجيفي كرئيس لمجلس النواب أراد علاوي و معه محمد تميمي ان يقلب الطاولة على رؤس الكل بضمنهم أعضاء القائمة العراقية و أصدقائه من التحالف الكردستاني و حتى من يثق به من الأمريكان و لكنه لم يملك هذه المرة ما يجادل به أو يستند أليه او ان يدافع عن نفسه به .

لنحلل خيوط الانقلاب البعثي . اتخذ محمد تميم مقعدا في الخلف ليكون بارزا عندما يتكلم و تكلم بدون أذن و بدون مقدمات ، انبرى بعدها حيدر الملا بالتزامن معه ليشهر ورقة الاتفاق التي جلبها معه قصدا ، أصر النجيفي على أدراج الموضوع جبرا في جدول أعمال المجلس ليعيق عملية انتخاب السيد رئيس الجمهورية . وبالرغم من أعتراف كل المتكلمين من الضد منه ليؤكدوا انهم ملتزمون بما قد تم الاتفاق عليه وبضمنهم السيد رئيس الوزراء . قرأ النجيفي الورقة و لم تكن تحمل اي ذكر لمناقشتها في هذا الجلسة الا اللهم ما ذكر بأن تعلن على مجلس النواب . و حدث ذلك بالرغم من اعتراض الأكثرية الساحقة من النواب . سمح للتميمي بالكلام (أربعة مرات) و بدون مقاطعة و أصر رئيس مجلس النواب على أجراء التصويت وعلى أدراج الموضوع للنقاش أم عدمه بعد أن حاول تأجيل الاجتماع لأربعة مرات لم يوافق نوابه على ذلك . ففشل المشروع و لم يصوت له. عندها و بنفس التوقيت وقف الملا و بيده أوراقه يشر إلى أعضاء العراقية بالخروج من القاعة و بدون حتى استشارة رئيس قائمته (علاوي) او التشاور مع قيادة القائمة العراقية ( لان الأمر مدبر مسبقا ) . فخرج أكثرية أعضاء القائمة العراقية بضمنه علاوي . و من الملاحظ ان بعض قيادة العراقية قد دهشوا من هذا التصرف مثل الهاشمي في البداية و حسن العلوي و غيرهم .

أما تصرف رئيس مجلس النواب الجديد فلم يكن موفق ، هتف التميمي من الخلف يؤنب هذا الرجل على انه لم يتصرف كعضو في القائمة العراقية فرد عليه الرئيس الجديد بانه رئيس مجلس نواب كل العراق ( هذه لصالحه ) . الا انه لم يتمكن من الاستمرار بهذا الموقف فترك الجلسة بعد ان اعلن انه ملتزم بمواقف العراقية ، اي انه تنصل من ما قد تفوه به بأقل من خمسة دقائق فترك القاعة ثم عاد لشعوره بخطأه بهذا الأجراء الخاطئ فاشرف على عملية العد و الفرز لانتخاب السيد رئيس ألجمهورية بدون ان يعلل تصرفاته تلك .

ماذا قد حصل عليه علاوي ؟ لقد فقد ثقة الأخوة الكرد حين أراد ان يفسد عليهم عملية انتخاب مام جلال و سوف لن ينسوا له هذا الموقف الخطأ لانه ينطوي على حقد دفين قد تأكدوا منه اليوم . ثم فقد كل ثقة الأمريكان الذين ساندوه طول الطريق و بكل قواهم عندما صدقوا ادعائه بالحرية و الديمقراطية و إمكانيته القيادية . ثم طلب علاوي بفترة استراحة لمناقشة الموضوع بين القادة و كان هدفه التأجيل وذلك ليتبعه تأجيل أخر و تمديد ثم تأجيل الى ان نصل الى ما بعد العيد اي الى الطائف . و كما قال القائد الأمريكي شفارتسكوف عن صدام حينها ، بانه لا قائد و لا محنك و لا عسكري استراتيجي و لا هم يحزنون .

افقد علاوي كل ما قد حصلت عليه القائمة العراقية من شعبية و من مؤازرة سيفتقدونها لاحقا . وفقد ثقة كل أصدقائه الذين أزروه مثل العلوي و غيره و اثبت لهم انه لا يختلف عن صدام حسين صاحبه في جهاز حنين .
خرج أكثرية القائمة العراقية من قاعة مجلس النواب و دخلوا الكافتريا و اغلقوا خلفهم الأبواب ، هناك ، شعروا بهذا الفعل غير اللائق و غير الذكي و شعروا بالخسارة لأنهم اعتقدوا انهم سيلغون و يشلون النصاب ، الا ان النصاب كان اكثر من اللازم أي 227 نائب اي اكثر من الثلثين 217 نائب . ثم وقف على المنصة خارج قاعة البرلمان وقف حيدر الملا و بيده ورقة الاتفاق (قميص عثمان) ليشتم و يلوم ( دولة القانون فقط ) و ذكرهم بالاسم أربعة مرات و أخذ يتملق للسيد البرزاني يمتدحه ليصّلح ما قد افسدوه على الأخوة الكرد بتأجيل انتخاب السيد الطلباني . الا انه لم يتمكن من أيجاد سبب حقيقي واحد لهذا الأجراء غير الديمقراطي . لأننا و من مضمون الورقة ( مصحف معاوية ) لم نجد ما يدعو الى هذا الأجراء لانه و من مضمونها تشير الى ان تناقش في جلسات مجلس النواب ضمن السياقات القانونية و الدستورية .

سؤال . هل حقا أن السيد علاوي تصرف كقائد ؟ لا اعتقد ذلك . و أنا أجيب على هذا السؤال ، شكرا للصدف ان يكون من يحاول تشتيت الصف و لا يؤمن بالديمقراطية انه لم يتمكن من تسنم منصب عالي في أدارة البلد . و أقول بعد إلى السيد المالكي . أن الذي قد حدث يؤشر الى ان حكومة بهذه التشكيلة ستكون مشلولة و طريقها مملوء بالعثرات و الحواجز و الالغام من هذا النوع و لن تتمكن من أجراء اي تغيير في وضع الشعب العراقي البائس ، فاستفد من هذه الفرصة و كون حكومة ( الأكثرية الانتخابية ) و لا لوم بعد الذي حدث من اي إنسان . كما أذكر السيد المالكي وهذا هو ألاهم . بان لا نخلق من جديد مجلس قيادة الثورة المشؤوم . حتى ولو بتسمية مختلفة هذه المرة ، اي المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية . لان علاوي تربى على الأخلاق البعثية و ليس بوسعه التخلي عنها .

كلمة أخيرة . ان السيد علاوي لا يرغب حتى بقيادة المجلس الوطني للسياسات ، وربما سيقنعه أصدقائه بذلك بعد اليوم ، الا انه سوف لن يكون لاعب ضمن الأغلبية لانه و كما كتب احد محرري جريدة الفاينانشيال تايمس اليوم ، ان علاوي ليس لاعب ضمن فريق (Allawi is not a team player)
 

* مهندس معماري / لندن

 

free web counter