| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الصاحب الناصر

 

 

 

الأربعاء 10/3/ 2010

 

هل سيقبل الدكتور علاوي بمنصب رئيس وزراء الظل / المعارضة ؟

عبد الصاحب الناصر *

ليس هذا بالسؤال الصعب و يمكن الاجابه عليه بسهوله لو كان الدكتور علاوي كثير الدوام او التواجد في العراق او لنقل قد زار مجلس النواب السابق كثيرا ، لانه يمكن ان يكون قائد للمعارضة كما هو الحال في سائر بلدان العالم الديمقراطي . الا ان الامر اكثر تعقيدا لمن تعرف على اخلاق و تطلعات السيد علاوي و استمع الى مقابلاته المتلفزة .

من خلال الاشهر الماضية و من خلال حملات الانتخابات و ما بعدها بايام ، نعرف ان السيد علاوي لن يقبل بمنصب اقل من منصب رئيس الوزراء ، لكن هذا المنصب يبدو بعيدا جدا وحسب التوقعات الفرنسية نقلا عن راديو سوا . و لم تعد تلك المخاوف الذي كان يبثها الرجل قبل الانتخابات بان الوضع في العراق بعد الانتخابات مقبلا على عدم الاستقرار و مقبلا على التصارع و غيرها من المخاوف اي انه كان يحذر من نتيجة عدم انتخابه كرئيس للوزراء العراقية ، لان تصريحات الجنرال الامريكي اودرنو الاخيرة تؤكد غير ذلك حيث بدد من اي مخاوف في العراق ونتيجة لمسيرة الانتخابات التي يحلو للعراقيين بتسميتها محقين بالعرس العراقي .

ولو خاب ظن السيدة ميسون ولم تحصل العراقية على خمسة وثمانون بالمائة من الاصوات ، ولو لم يتمكن السيد علاوي من اجراء تحالفات تأتي (بعد) عدم تمكن السيد المالكي من تشكيل الحكومة التي اصبحت برسم المؤكد ، لو لم يتمكن المالكي من تشكيل الحكومة ولو جاءت العراقية بالموقع الثاني كمل يحلو لمحبيها توقعه ، على علاوي حينها ان يجري تحالفات مع كتل اخرى و هي اولا ( الائتلاف الوطني العراقي لو جاءوا ثالثا ؟ ) و مع التحالف الكردستاني و مع التوافق . ليتمكن من تأليف حكومة سيصادق عليها في البرلمان العراقي الجديد باكثرية النصف زائد واحد .

لنحلل هذا الاحتمال بالتفاصيل من منطلق ومتطلبات كل مكون . في تصريحات الاخوة الكرد الاخيرة بانهم يتطلعون لمنصب رئيس الجمهورية و بان يكون من نصيب السيد جلال الطلباني ، لعدم توفر منصب اخر للسيد جلال ضمن الاقليم حيث قد وزعت المناصب العليا باتفاق الحزبان الرئيسيان ، فماذا سيكون موقف السيد طارق الهاشمي الحليف الكبير لعلاوي الذي صرح وبوضوح و مؤخرا ان منصب رئيس الجمهورية يجب ان يكون من نصيب المكون السني اي من محصته وان لم يسمي نفسه مباشرة . هل ستبقى القائمة العراقية موحدة قبل انتخاب جلال الطلباني لرئاسة الجمهورية ؟

نعود الان الى المعضلة الاهم و الاكبر وهي تحالف علاوي مع الائتلاف الوطني العراقي واذا اصر علاوي على منصب رئيس الوزراء و كما هو معرف لكل الناس ، ماذا سيكون موقف الرجل الاكبر من علاوي نفسه اي موقف الدكتور عادل عبد المهدي ؟ ، كلنا نعرف تطلع السيد عبد المهدي لهذا المنصب منذ مدة طويلة اي اطول من الدورة السابقة لمجلس النواب اي قبل تسنم الدكتور الجعفري للمنصب . هل سيتنازل عبد المهدي لهذا المنصب ليسلمه هدية للسيد علاوي و سيعطية اكثر من ثلاثة اشهر قبل تنحيته ؟ ، لا اعتقد ذلك لاني لا احب ان اوصف بالمخبول . هذا اذا تناسينا تطلع السيد الجعفري و السيد الجلبي و السيد بيان جبر مؤقتا . فكيف سيتم الاتفاق و كيف ستوزع المناصب السيادية كما سماها هويشار زيباري مؤخرا . ممن سيتكون التحالف الذي عليه ان يجمع مئة وثلاثة و ستون مقعدا نيابيا لتنال الحكومة الجديدة ثقة البرلمان ، فمن اين سيتمكن علاوي من جمع هؤلاء النواب اذا اراد ان لا يخل بتطلعات اي من المكونات التي سيتحد معها ؟

يبقى الاحتمال الديمقراطي الاخر و الذي تسير عليه كل الشعوب الديمقراطية التي تسير على طريق و على شاكلة وهداية الدكتور علاوي ، اي ان يتصدر السيد علاوي منصب رئيس المعارضة العراقية . ولنحبب التسمية هذه للسيد علاوي اكثر توخيا لتقبله بهذه التسمية اي منصب رئيس وزراء حكومة الظل .

نترك هذا للسيد علاوي ليجيب عليه ضمن واقع الحال و ضمن معطيات الامور اليوم .

لن يتكلم عن تخطي و عبور العقبات الاخري التي ستواجه السيد علاوي من القوائم الاخري التي تتطلع للحصول على استحقاقها . وذلك لاننا نرى بعض القوائم ابتدأت بالكلام عن نوع من المحاصصة و التي سماها البعض بالتوافق الديمقراطي .

هل حقيقة سيقبل السيد علاوي بمنصب رئيس حكومة الظل ؟ الامر الذي يتطلب منه الدوام الدائم في مجلس النواب و متابعه و مراقبة الحكومة العراقية الجديدة . لا اعتقد بان للسيد علاوي حوصلة تتحمل كل هذه الامور . انه يتطلع لمنصب المصون غير المسؤول و الا فلا .

سيصحى السيد علاوي من هذا الحلم الطويل و سيحزم امتعته ليحط في احدى البلدان العربية ليتمتع بعنوان رئيس الوزراء العراقي الاسبق و سيعيد فتح بيته في لندن ليقضي اكثر ايامه هناك و سنراه في الحفلات و الاعراس يتكلم عن الظلم الذي احل به و عن عدم ديمقراطية الشعب العراقي و عدم اعترافهم بالجميل و سيدعى لمحاضرات ولقاءات سياسية يتكلم بها عن خبرته في تأسيس الدولة العراقية الجديدة و كيف انه هو من اقنع الامريكان بإحتلال العراق الا انهم و لانهم اغبياء كما قالها سابقا ، لانهم اغبياء و لم يستمعوا لنصائحة بتبديل رأس الدولة و الابقاء على النظام البعثي برئاسته .

يمكن ان يكون السيد علاوي رئيس للمعارضة في مجلس النواب العراقي الجديد لو لم يكن الرجل نرجسي العظمة من النوع الاول و بامتياز . و لكن هل سيتقبل ان يكون السيد المالكي رئيس لوزراء العراق ؟ للجواب على هذا السؤال يتطلب مليارات من الدنانير العراقية .

 


* مهندس معماري / لندن

 

free web counter