| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

                                                                                       الأربعاء 9/2/ 2011

 

 الخليجي 21 والعراق !

عبد الرزاق الصافي

عقد مجلس النواب العراقي يوم السبت الماضي 5/2/2011 جلسة كانت اول فقرة في جدول عمله الاستماع الى محافظ البصرة الذي شرح للنواب التحضيرات التي تقوم بها المحافظة لضمان النجاح في إدارة الخليجي 21 لكرة القدم ، المقرر اقامته في البصرة في بداية العام 2013. وطلب المحافظ في ختام مطالعته دعم مجلس النواب لطلبات المحافظة لتأمين المبالغ اللازمة لتهيئة الملاعب والفنادق والبنى التحتية التي يتطلبها انجاح الخليجي 21. وحظي طلبه بدعم اعضاء مجلس النواب بالاجماع .

ان هذه الواقعة إن دلت على شيء فهي تدل على اهتمام العراق حكومة وشعباً ، ليس فقط في انجاح الخليجي 21،بل والاهتمام بقيام العراق بدوره في انجاح فعالية خليجية تعزز الاواصر بينه وبين دول مجلس التعاون الخليجي في جميع المجالات ، ومن بينها مجال الرياضة الذي تتعاظم اهميته في عالم اليوم .

ومما هو جدير بالتسجيل في هذا المجال ان مجلس النواب العراقي بحث هذا الموضوع واتخذ بشأنه قرار دعم الفعالية بالاجماع في نفس الوقت الذي يعمل العراق على انجاح عقد القمة العربية في بغداد في الشهر القادم . هذه القمة التي من المؤمل ان تسهم في حمل جميع الدول العربية على استكمال تمثيلها الدبلوماسي مع العراق بعد ان ظل عدد منها يتردد في ذلك حتى الآن مع الأسف .

ولاشك في ان هذا الامر يثير في الذهن ، من جديد ، موضوع عضوية العراق في مجلس التعاون الخليجي . إذ ليس هناك الآن من خلاف في كون العراق دولة خليجية . واذا كان هناك من مبرر لبقائه خارج عضوية مجلس التعاون الخليجي ايام النظام الدكتاتوري السابق، لما كان ذلك النظام يحمله من نوايا عدوانية ضد دول الخليج ،وظهرت هذه النوايا الشريرة بكامل بشاعتها في الغزو الغادر للكويت الشقيق في العام 1990 ، فقد سقط هذا المبرر بسقوط النظام المذكور .

ولعبت الاوضاع غير المستقرة وكون العراق اصبح ساحة لأعمال الإرهاب والتخريب من قبل الارهاب الدولي ممثلا بتنظيم القاعدة ، وبنشاط بقايا النظام الدكتاتوري الارهابي التخريبي ، لسنوات عديدة دوراً في تأخر استعادة العلاقات الطبيعية بين العراق ودول الخليج ،فإن الوضع الآن لم يعد كما كان . ولعل خير دليل على ذلك قبول الدول العربية الشقيقة عقد القمة القادمة في بغداد في الشهر القادم.

ولذا فإن من المبرر تماماً إثارة موضوع انضمام العراق الى مجلس التعاون الخليجي لما لذلك من اهمية في تعزيز التعاون بين الطرفين ، واسهام العراق في المشاركة في المشاريع الطموحة لدول مجلس التعاون الخليجي ، ومن بينها سكة التواصل التي يؤمل ان ترى النور في العام 2017 . وهي السكة التي ستربط دول المجلس من سلطنة عمان جنوباً حتى الكويت شمالاً . وقد سبق لي ان اقترحت دراسة الجدوى الاقتصادية لربط هذه السكة بالعراق مستقبلاً لضمان ربط الخليج بالبحر الابيض المتوسط عن طريق ربط العراق بسوريا ، وبربطها بأوربا عن طريق السكة الحديد التي تربط بغداد بإسطنبول حالياً . وهو ماسمـّي بالقناة الجافة ، تمييزاً لها عن قناة السويس . هذه القناة الجافة التي يجمع الخبراء الاقتصاديون على جدواها الاقتصادية وغير الاقتصادية الكبيرة من حيث سرعة النقل وإنخفاض تكاليفه وتعزيز صلة الخليج بدول الصين وفيتنام وكل دول جنوب شرقي آسيا واستراليا بالشرق الاوسط و بأوربا. وهو امر يعم نفعه على العراق ودول مجلس التعاون الخليجي . ولاجله فليعمل العاملون على المصالح المشتركة للعراق ودول الخليج، ليسدوا خدمة كبرى لتعزيز الاواصر بين جميع الدول العربية وتقديم مثال ملموس لما يمكن القيام به للسير قدما نحو الاتحاد العربي المنشود والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية .
 

لندن 9/1/2001

 

free web counter