| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 7/9/ 2011

 

بإنتظار 9/9/2011

عبد الرزاق الصافي

في الوقت الذي ينشغل فيه الاعلام العالمي ،الى حد ما ، بإقتراب موعد الذكرى السنوية العاشرة للحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 ، يوم الهجوم على برجي نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن ، اي بعد اربعة ايام من اليوم، يترقب العراقيون ما سيحدث بعد غد ، في التاسع من ايلول،أي يوم الجمعة القادم، وما يمكن ان يتمخض عنه من احداث. فمن المعروف ان جهات عدة تعتزم تنظيم مظاهرات حاشدة في هذا اليوم مواصلة لحملة الاحتجاجات والاعتصامات في المدن العراقية وفي الخارج للمطالبة بإصلاح النظام وتوفير الخدمات ،وفي مقدمتها الكهرباء، ومكافحة الفساد المستشري في اجهزة الدولة ومكافحة البطالة وتوفير العمل للعاطلين ، وخصوصاً الشباب منهم وخريجو الجامعات ، واتخاذ الاجراءات الحازمة لمكافحة الارهاب والخروقات الامنية التي تواصلت في ازهاق ارواح المئات من ابناء الشعب الابرياء ، وافلات المجرمين القتلة وهروبهم من المعتقلات في حوادث تحوطها شبهة التواطؤ بين هؤلاء المجرمين واوساط فاسدة في الاجهزة الامنية ، والمطالبة بإجراءانتخابات برلمانية مبكرة بعد تعديل قانون الانتخابات ومعالجة الخرق الدستوري الذي ادخله البرلمان السابق لضمان استمرار تحكـّم الكتل المتنفذة في العملية السياسية لرعاية مصالحها الضيقة ، واصدار قانون ديمقراطي للاحزاب واجراء الاحصاء السكاني الذي طال انتظاره وجرى تأجيل انجازه عدة مرات خلال السنوات السابقة ، والعمل على ازالة سبب اساسي من اسباب الازمة التي تلف النظام حاليا ألا وهو المحاصصة الطائفية والقومية ، التي حالت عملياً دون تنفيذ المطلب الشعبي بوضع المواطن المناسب في المنصب المناسب ، وازالة الحيف الناجم عن تهميش دور المرأة في العملية السياسية وفي اتخاذ القرارات المهمة . وغير ذلك من المطالب الشعبية ، التي رفعتها الجماهير في تحركاتها الشعبيةً منذ مايزيد على العام .  

   ولم تغفل المنظمات التي دعت للتظاهر يوم الجمعة القادم موضوع الدفاع عن سيادة العراق ورفض الاعتداء على سيادته من قبل الجيران المتمثل بقصف القرى الحدودية مع ايران وتركيا بذريعة نشاط قوى كردية معارضة تطالب بحقوق قومية مشروعة .

   ومما هو جدير بالملاحظة تعاظم الاستياء من الطائفية السياسية ، الامر الذي حمل المجلس الاعلى الاسلامي على تبديل تسمية كتلته البرلمانية من "كتلة شهيد المحراب" الى "كتلة المواطن" وتغيير شعار المنظمة ليرمز الى الوطن ككل. الامر الذي عدّه بعض المراقبين السياسيين خطوة في الاتجاه الصحيح، إن صدقت النوايا وجرى تعزيز الخطوة بخطوات اكثر وضوحاً بهذا الاتجاه .

   ولا يمكن ان نغفل في هذا السياق سعي اعداء العملية السياسية واعداء الديمقراطية لإستغلال المناسبة في ظل تصاعد الصراعات بين الكتل الكبيرة ، للتشويش على المطالب الشعبية العادلة بطرح شعار اسقاط النظام وليس اصلاحه كما تطالب اكثرية ابناء الشعب . الامر الذي يتطلب الانتباه من قبل الحريصين على سلامة التحرك الشعبي لحمايته من التشويه .

   وليس من شك في ان الاصلاح المنشود يتطلب جهوداً مثابرة ووقتا ليس بالقصير للخلاص مما خلفه الاحتلال والصراعات اللامبدئية بين الكتل المتنفذة المتحكمة بالعملية السياسية حتى الآن من شوائب خطيرة في الوضع السياسي خلقت الازمة المستحكمة الحالية .    

 

free web counter