| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 6/7/ 2011

 

حل الازمة سيطول!

عبد الرزاق الصافي

حينما يحين موعد نشر هذا المقال في السادس من هذا الشهر تكون قد مضت سنة كاملة واربعة اشهر، بالتمام والكمال ،على انتهاء الانتخابات التي جاءت بالبرلمان الحالي بتركيبته المعقدة. التركيبة التي صعـَّبت تشكيل الحكومة على مدى ثمانية اشهر .ولما تشكلت جاءت ناقصة التكوين. وها قد مرت نحو سبعة اشهر اخرى من دون ان تستطيع الكتل النيابة التي تشكلت منها الحكومة من الاتفاق على الوزراء الامنيين. ذلك ان الكتل التي فازت بالانتخابات ، التي لعبت فيها الهويات الطائفية والقومية الدور الاكبر في النتيجة التي اسفرت عنها الانتخابات ، ومكنت هذه الكتل من الاستحواذ على ما حصلت عليه من الاصوات وما لم تحصل عليه وفقاً للتعديل الذي اجرته هذه النخب على الضد مما يقضي به الدستور، كما افتت المحكمة الاتحادية العليا .

ولعب في تحقيق هذا التعثر اعتماد ما سـُمـّي بالتوافق و"حكومة الوحدة الوطنية" ومن ثم "حكومة الشراكة الوطنية ". وهي منطلقات لا غبار عليها لو جرى اعتمادها على اساس مراعاة المصلحة الوطنية العليا ، وليس المصالح الفئوية الضيقة والتناحر والصراعات من اجل الحصول على الجزء الاكبر من كعكة الحكم والامتيازات والنفوذ .

ولما اشتدت الصراعات بين الكتل المكونة للحكومة، وجرى تبادل الاتهامات والتهديدات بين اقطاب هذه الكتل والناطقين بإسمها والمبرزين من اعضائها ، الامر الذي اثار الرأي العام ، وتعالت الاصوات مطالبة بإنهاء هذا الوضع الشاذ ، وبمكافحة الفساد والوقوف بحزم ضد الارهابيين والمخربين ،وبإكمال التشكيل الحكومي وتأمين الخدمات ، وخصوصاً الكهرباء والماء وتوفير مفردات البطاقة التموينية كاملة وبنوعية تصلح للاستهلاك البشري وتخفيف البطالة واحترام حق ابناء الشعب في التظاهر وفقاً لما يقضي به الدستور وغيرها من المطالب المشروعة جرى اللجوء الى الوعود بالشروع في تحقيق المطالب الشعبية خلال المئة يوم التي طلبها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي . وعندما انتهت المئة يوم لم يكن قد تحقق شيء جدي مما طالب به ابناء الشعب في اعتصاماتهم ومظاهراتهم وما اسهبت الصحف في الحديث عنه طيلة طيلة الاشهر المنصرمة .

وجرت قبل اسبوعين إثارة الآمال بتصفية الخلافات بين الكتل عن طريق مبادرة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني لجمع اقطابها في وليمة غداء سياسية . غير ان هذه الوليمة لم تسفر عن شيء . إذ حتى ما قيل يومها من انها انهت الحملات الاعلامية بين الكتلتين الرئيستين اللتين تتشكل منهما غالبية الحكومة ، لم يجد طريقه الى الواقع. وعقـّدت الامور اكثر تصريحات رئيس البرلمان السيد اسامة النجيفي في امريكا عن احتمال انفصال السنة ، "إذا ما استمر تهميشهم" ،او الدعوة الى اقامة اقاليم على اساس مذهبي ، اي تقسيم العراق على الطريقة التي كان قد دعا اليها نائب الرئيس الامريكي بايدن قبل سنوات .

وتجاه هذا الواقع القاتم يرى المراقبون السياسيون ان الازمة ستطول . خصوصاً وقد اضيف عامل جديد لهذه الإطالة وهو الحديث عن "ترشيق الحكومة ". هذا الترشيق الذي يرى الكثيرون انه صعب التنفيذ . وحتى اذا ما جرى وفق ما يعلن عنه من اجراءات لن يقضي على ترهل الحكومة ، وعجزها عن العمل بجدية كافية لمعالجة ما يعانيه الوطن من مشاكل ومحن.

ويظل الامل في إنهاء هذه الحالة على  تنامي الوعي لدى جمهور الناخبين الذين جاءوا بهؤلاء النواب الى البرلمان وفقاً للتعديل اللاديمقراطي لقانون الانتخاب ، في الانتخابات المبكرة التي تجري المطالبة بإجرائها ، او في الانتخابات القادمة بعدنحو ثلاث سنوات . ومن هنا جاء القول بأن حل الازمة سيطول.

 

free web counter