| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 4/4/ 2012

 

القمة العربية انتهت والقمة العراقية مازالت تتعثر

عبد الرزاق الصافي

انتهت بنجاح في بغداد يوم الخميس الماضي القمة العربية التي كانت مهددة بالفشل لكثرة ما تعرضت له من محاولات القوى المعادية للعملية السياسية الجارية في العراق داخلية وخارجية .

ولم يكن هذا النجاح مجاناً بل كلف العراق حكومة وشعباً الكثير من المال والمعاناةالتي استمرت وقتاً ليس بالقليل. واقتصر النجاح حتى الآن على انعقاد القمة واقرار الوثائق الي صدرت عنها بتوافقات عديدة اثرت على معالجة عدة ملفات بما كان ينبغي ان تعالج به من حزم وصراحة كانت تطمح اليها شعوب البلدان العربية في شتى اقطارها. والامل معقود على مواصلة النضال من اجل تطبيق القرارت التي اتخذت في القمة بما ينسجم مع مصالح الامة العربية جمعاء ، لا ان تظل حبراً على ورق كما كان حال الكثير من قرارات القمم العربية السابقة .

اما القمة العراقية التي اتخذت اسم الإجتماع الوطني بين ممثلي الكتل البرلمانية المشاركة في الحكومة الحالية، بدل المؤتمر الوطني العام الذي جرت الدعوة له ليشمل كل القوى التي شاركت في العملية السياسية ،داخل الحكومة والبرلمان وخارجهما وممثلي المجتمع المدني ، لكي يجري تناول الازمة المستعصية للنظام بكل جوانبها والخروج بحلول تبعد عواقب استمرار الازمة المفتوحة على احتمالات لا تحمد عقباها. غير ان ممثلي القوى المتنفذة في البرلمان والحكومة اصرت على جعل القمة العراقية لها دون الآخرين لتظل هي المتحكمة بمجريات الامور ، رغم ان تحكمها هو عامل اساسي من عوامل الأزمة.

لقد طـُرح موضوع المؤتمر/ الاجتماع منذ نحو ثلاثة اشهر في ظل خلافات حول مكان انعقاده وموعده وجدول اعماله. وكان المبادر للدعوة لإنعقاده،هذه المرة، رئيس الجمهورية جلال الطالباني . ولما تأخر انعقاده جرى تأجيله لحين عودة الرئيس من سفره للخارج للعلاج . وعند العودة لم يتحرك الموضوع بإتجاه تذليل الخلافات التي سببت عدم انعقاده . ولذا تواصلت اجتماعات اللجنة التحضيرية للاجتماع حتى بلغت خمسة اجتماعات دون التوصل الى نتيجة . ولما اقترب موعد عقد القمة العربية اواخر الشهر الماضي تداخل الصراع حول الاجتماع مع موضوع القمة العربية وموعدها. فقد اصر طرف ،هو القائمة العراقية بقيادة د.اياد علاوي على عقده قبل القمة العربية ، ورفض ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي رئيس الوزراء ومن معه في الائتلاف الوطني ذلك ،وإصروا،على تأجيل عقده الى ما بعد القمة العربية . وكان لهم ما ارادوا.

وها قد انتهت القمة العربية ، ودعا الرئيس جلال الطالباني الى عقد الاجتماع يوم غد الخامس من هذا الشهر . ولكن انعقاده يوم غد امر مشكوك فيه . ذلك ان القائمة العراقية تشترط تطبيق اتفاقية اربيل قبل انعقاد الاجتماع ، والائتلاف الوطني يرفض اي شرط!

ومن مفارقات الوضع العراقي ان الاطراف المشاركة في الحكومة المدعوة للاجتماع تتحدث عن اتفاقية اربيل وتمتنع عن نشر نصوص هذه الاتفاقية على الرأي العام . وهكذا تستمر هذه القائمة الطويلة من التأجيلات التي تعود بمردودات سيئة على الوضع العام في العراق بما يحمله من الاخطارالناجمة عن الارهاب والتخريب والاختراقات الامنية والفساد وهما وجهان لعملة واحدة ، الامر الذي يتحمل نتائجه السلبية ابناء الشعب الذين يتوقون للامان والخدمات والخلاص من البطالة والفقر والى التمتع بالعيش الكريم في وطنهم الغني بالثروات.

ان الجمهرة الواسعة من ابناء الشعب العراقي تُحمـّل القوى المتنفذة كلها مسؤولية الاوضاع الصعبة التي يعيشونها ويطالبونها بالتخلي عن التعنت والتمسك بمصالحها الفئوية الضيقة وتقديم التنازلات المطلوبة للخروج بالبلاد من هذه الازمة . وفي حالة عجزها عن ذلك الرجوع الى الشعب واجراء انتخابات مبكرة بالشروط التي تضمن نزاهتها ومراعاتها للدستور  ليقول الشعب كلمته بشأن مجريات الامور، لأنه صاحب الحق الدستوري في ذلك.   

 

free web counter