| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 3/8/ 2011

 

التعثر مستمر الى اجل غير مسمى !

عبد الرزاق الصافي

والتعثر المقصود هو التعثر الذي يلف العملية السياسية في العراق وعجز قادة الكتل الكبيرة التي تتحكم بهذه العملية عن ايجاد الحلول للخلافات التي تعرقل استكمال تشكيل الحكومة رغم مرور مايزيد على الستة عشر شهراً على انتهاء انتخابات العام الماضي . إذ ما تزال الوزارات الامنية شاغرة وموضوع تشكيل المجلس الوطني للسياسات الستراتيجية وكيفية تشكيله وصلاحياته موضع خلاف شديد .ومضى مايزيد على الشهروقادة الكتل يجتمعون بدعوة من رئيس الجمهورية ً في مواعيد تتأخر عن تلك التي يحددونها مسبقاً، بأمل ايجاد حلول للقضايا المختلف عليها ، ويؤجلون البت بالقضايا المطروحة ويعيدون تكليف اللجان المشكلة سابقاً والمتوقفة عن العمل بسبب الخلافات.

وفي هذه الاثناء تزداد الخلافات بدل ان تنقص .وقد انتقلت الخلافات الى داخل الكتلة الاكبر في البرلمان وهي كتلة التحالف الوطني التي تضم ائتلاف دولة القانون الذي يقوده المالكي رئيس الوزراء ومجموعة المجلس الاعلى الاسلامي بقيادة عمار الحكيم ومنظمة بدر وحزب الفضيلة وذلك بسبب سعي ائتلاف دولة القانون الى سحب الثقة من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بسبب ما نـُسب اليها من فساد وثبت عند الاستجواب الذي اُجري لها في البرلمان . وقد سبـّب خذل الكتل التي تشكل التحالف الوطني لإئتلاف دولة القانون في التصويت الذي جرى في الإسبوع الماضي بشأن سحب الثقة من المفوضية الى بروز خلافات حادة بين اطراف هذا التحالف وتبادل تصريحات خشنة في ما بينها في مؤتمرات صحفية ، ربما تهدد بانفراط عقد هذا التحالف مستقبلاً.

وفي هذه الاثناء جرى طرح موضوع الترشيق الحكومي لتقليص عدد الوزارات والوظائف الكبيرة التي تستهلك جزءا ليس بالقليل من موارد الدولة ، العدد الذي لجأت اليه الكتل عند تشكيل الحكومة في نهاية العام الماضي لإرضاء الجميع في التمتع بغنيمة الحكم وتوزيع كعكته على جميع الأطراف بعيداً عن المصلحة العامة والحفاظ على المال ومنع هدره .الامر الذي اثار الرأي العام ودفع الى المطالبة بمعالجته بإعتباره مظهراً من مظاهر الفساد المستشري في البلاد . وبرغم اجماع الاطراف على الترشيق إلا ان النقاش طال في مجلس النواب ولم ينته إلا بعد وضع صيغة في القرار تقول بعدم المس بإستحقاق اي طرف او مكوّن ، وذلك للحفاظ على صيغة المحاصصة التي كانت ولاتزال سبباً اساسياً في ما تعانيه العملية السياسية من تعثر . ومن المتوقع ان تسبب هذه الصيغة تعثراً يطيل فترة الترشيق المطلوب وتثير خلافات جديدة بين الكتل.

اكتب هذه الأسطر قبل عقد اجتماع قادة الكتل المقرر عقده يوم الاثنين المصادف للاول من شهر آب/اغسطس الحالي، وهو اجتماع يتوقع له المراقبون ان يكون على شاكلة اجتماعات سابقة ينتهي بتأجيل البت في القضايا والمشاكل المطلوب حلها للإنهاء التعثر الذي تعانيه العملية السياسية، التعثرالذي يسبب الخلل الكبير في الخدمات وتعثر الاعمار والتصدي الحازم للارهاب والتخريب والفساد والبطالة وغيرذلك من المشاكل التي تعاني منها الجمهرة الواسعة من ابناء الشعب ولا تلقى الاهتمام المطلوب من لدن النخب المتحكمة بالعملية السياسية الجارية في البلاد.

 

لندن في 31/7/2011
 

 

free web counter