| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 21/9/ 2011

 

        أمتحان جديد للشعب العراقي 

عبد الرزاق الصافي

   في ظل تفاقم الصراعات بين الكتل البرلمانية الكبيرة والخلافات المتزايدة حول جملة من الامور ومن بينها موضوع مجلس السياسات العليا وكيفية تشكيله وصلاحياته ، والاتفاق على تسمية الوزراء الامنيين،وتطبيق اتفاقية اربيل، والتوتر الناجم بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية بسبب طرح قانون النفط والغاز الذي تعترض عليه حكومة الاقليم بشدة ، واستمرار اعمال الارهاب والتخريب ، والفساد الاداري والمالي والسياسي الذي ينخر كل مرافق الدولة ،واستقالة رئيس لجنة النزاهة او طلبه الاحالة على التقاعدبسبب ضغوط جرت ممارستها عليه للاقدام على ذلك ،كما اعلن هو نفسه ، والتشظي الذي تعاني منه كل الكتل النيابية تقريباً، والخلافات بين مكونات كل كتلة .وفي ظل استمرار قصف القرى الحدودية مع ايران وتركيا،وعدم وضوح موقف غالبية الكتل النيابية من موضوع الانسحاب العسكري الامريكي من العراقفي نهاية العام ، والخلافات الموجودة بشأن الموقف من ميناء مبارك الكبير. وفي ظل استمرار المطالبة الشعبية بمكافحة الفساد والقضاء على البطالة وتأمين الخدمات،وفي مقدمتها الكهرباءوالماء الصالح للشرب ، وغير ذلك مما يشغل بال الرأي العام ويؤرق ابناء الشعب المبتلين بكل هذه الامور وينغص عليهم عيشهم ، في ظل كل هذا حدثت جريمة "النخيب" ، التي اقدم عليها مجرمون وحوش تصدوا لحافلة تحمل مايزيد عن الثلاثين راكباً من نساء ورجال ، واوقفوها في عرض الصحراء لينتزعوا اثنين وعشرين راكباً من الرجال الابرياء وقتلهم بطريقة وحشية والفرار من موقع الحدث.

   الشهداء المغدورون من ركاب الحافلة كانوا مواطنين بسطاء من سكان كربلاء في غالبيتهم، قاصدين سوريا لزيارة مرقد السيدة زينب في ضواحي دمشق عبر الطريق الصحراوي الذي يمر بمحافظة الانبار.

   ومن الواضح ان استهداف ركاب الحافلة  بهذه الطريقة الاجرامية لم يكن يستهدفهم هم بالذات ، بقدر ما كان يستهدف اثارة الفتنة الطائفية من جديد على شاكلة ما حدث في اعقاب تفجير مرقد الامامين على الهادي وحسن العسكري قبل سنوات من اعمال عنف طائفي وقتل على الهوية وحرق مساجد وتشريد مئات الالوف من السنة والشيعة من مناطق سكناهم داخل الوطن وخارجه ، مما بقيت آثاره شاخصة حتى الآن مع الاسف الشديد.

   وبرغم ما اعقب هذه الجريمة النكراء من تصرفات غير مسؤولة وتصريحات متوترة من بعض الجهات ، التي اشاعت جواً من التوتر، لبعض الوقت ، فقد امكن تلافي تدهور الوضع الى ما لا تحمد عقباه ، إذ تنادى ابناء المحافظتين الى الوقوف بوجه الفتنة . وقام ابناءالانبار بزيارة كربلاء والمشاركة في مراسيم اقامة الفاتحة على ارواح الشهداء وتقديم تعازيهم الحارة الى ذوي الشهداء والى ابناء محافظة كربلاء . كما اسهم في هذا الجهد للحيلولة دون اشتعال نار الفتنة مسؤولون كبار ، إذ ظهر رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ورئيس مجلس الوزراء نوري المالكي في مؤتمر صحفي مشترك للاعلان عن الجهد المشترك لتلافي الآثار السلبية للجريمة والاعراب عن العزم على السعي الجاد لملاحقة مرتكبي الجريمة والافراج عمن اعتقلوا خطأ من دون دليل من ابناء الانبار.

   وهكذا اثبت الشعب العراقي انه اوعى من ان ينجر مجدداً لصراعات طائفية تدينها الغالبية الساحقة من ابناء الشعب ولا تدع لذوي النوايا الشريرة من التكفيريين وتنظيم القاعدة وبقايا النظام الدكتاتوتري المقبور مجالاً لزج ابناء الشعب في فتنة طائفية جديدة .

   وتتسع هذه الايام الدعوة للعودة الى الشعب والاستناد اليه في حل الاشكالات الحاصلة عن طريق اجراء انتخابات جديدة بالشروط التي تطرحها القوى الديمقراطية ، بإلغاء التعديل اللادستوري الذي اجراه البرلمان السابق وسن قانون ديمقراطي للاحزاب واجراء الاحصاء السكاني وغير ذلك من امور تستلزمها الإنتخابات الحرة النزيهة التي تضمن التعبير عن رأي الشعب.

 

 

free web counter