| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 20/4/ 2011

 

مأساة العلماء العرب !

عبد الرزاق الصافي

لعل العنوان الاصح ينبغي ان يكون مأساة شعوب البلدان العربية بمن فقدتهم وتفقدهم من علمائها المبرزين وكوادرها العلمية ، الذين يعملون خارج بلدانهم بسبب ما تعانيه غالبية هذه البلدان من تخلف واستبداد وازدراء واهمال لطاقات وابداع ابنائها المبرزين في حقول العلم ، وعدم توفير البيئة الصالحة لبقائهم في بلدانهم وخدمة شعوبهم . وللتعرف على الواقع بهذا الخصوص نشير، بإعجاب ، الى ما تقوم به مجلة "ارابيان بزنيس" منذ سبع سنوات من نشر اسماء الاشخاص الاكثر نفوذاً في العالم العربي . وكانت تنشر في البداية اسماء مئة شخصية . ثم زادتها الى خمسمئة شخصية . وفي القائمة المخصصة لعام 2010 -2011 التي غطت مختلف مجالات الحياة كالمجتمع والاقتصادوالسياسة والعلوم والتكنولوجياوالفن والطب والمجتمع المدني وغيرها ، يهمنا في هذا المقال الحديث عن العلماء العرب الاكثر نفوذاً ، الذين يبلغ عدد من اوردت المجلة اسماءهم التسعة عشر عالماً يتوزعون على لبنان الذي يحتل الصدارة من حيث العدد ، والعراق ومصر والجزائر والكويت والامارات العربية المتحدة . ونجد بين الاسماء اللامعة في هذه القائمة العالم المصري الامريكي الدكتور احمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999 والدكتور شارل العشي وهو لبناني –امريكي يشغل منصب مدير مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الامريكية (ناسا) وهو الذي قاد الفريق العلمي الذي اشرف على هبوط روبوتين امريكيين على سطح المريخ في العام 2003 . والدكتور صباح جاسم العراقي الحامل للجنسية البريطانية . وهو رئيس شبكة البيوتكنولوجي التابعة للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، الفريدة من نوعها عربياً في مجال خدمة التنمية المستدامة وبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة في الدول العربية .ولم تخلُ قائمة العلماء من ذكر عدد من النساء المبرزات ومن بينهن الدكتورة لحاظ الغزالي العراقية المقيمة في الامارات وتعمل في جامعتها . وهي مختصة في العيوب الخَلقية والجينوم البشري. ويطول الحديث لو اردنا ذكر كل العلماء العرب ومنجزاتهم الرائعة في الحقول العلمية ، الذين اوردت المجلة ذكرهم بما لا يتيحه المجال المخصص لهذا المقال . الامر الذي يحرمنا من امكانية الحديث عن المأساة المضاعفة التي يعيشها العلماء العراقيون والكوادر العلمية وخصوصاً الاطباء . ويكفي ان نذكر ان بريطانياً وحدها تضم نحو خمسة آلاف طبيب عراقي !
وفي مذكرة رفعتها مؤخراً رابطة الاكاديميين العراقيين في بريطانيا ومنظمات شبيه بها في استراليا ونيوزيلندا وغيرها الى الحكومة العراقية اورد الموقعون على المذكرة وصفاً مفجعاً للحالة في العراق . وذكروا وقائع مؤلمة ومنها هجرة سبعة عشر الف طبيب عراقي وثلاثة آلاف اكاديمي وثلاثة وسبعين بالمئة من مختصي الامراض النفسية منذ ايام النظام الدكتاتوري السابق وفي ظل الحكومات التي اعقبت سقوط النظام .
والافظع من هذا ما اوردته المذكرة عن اغتيال اكثر من اربعمئة واربعين اكاديمياً ، كان آخرهم قبل كتابة هذا المقال ببضعة ايام ، الدكتور محمد حسن العلوان عميد كلية الطب في جامعة بغداد .
ومما ذكره معدو المذكرة ان حصة التعليم العالي والبحث العلمي انخفضت من ستة بالمئة من اجمالي الدخل القومي الى ثلاثة بالمئة . الامر الذي يعكس مدى الاستهتار بهذا المجال الذي لا يمكن بدون الارتقاء تحقيق اي تقدم حقيقي يتناسب مع طموح الشعب العراقي وطاقات ابنائه المبدعة .
واختتمت المذكرة بالمطالب التالية :
- ابعاد التعليم وكوادره عن المحاصصات .
- احترام الجامعات وامنها واستقلالها.
- زيادة مخصصات التعليم العالي والبحث العلمي .
- ايجاد السبل الكفيلة للاستفادة من كوادرنا العلمية الموجودة في الخارج .
فهل سيصغي المسؤولون لهذه المطالب المشروعة ؟ وهل سيتخذون الاجراءات الكفيلة بالاستجابة لها ؟ ام سيواصلون السلوك المعيب في الصراع على السلطة والنفوذ والمال العام واهمال هذه وغيرها من المطالب الشعبية التي كانت تعج بها هتافات المتظاهرين والمعتصمين في ساحة التحرير في بغداد وسائر المدن العراقية طيلة الاسابيع الماضية ؟
 


 

 

free web counter