|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء 20/6/ 2012                                 عبدالرزاق الصافي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الازمة في العراق : تعقيدات ومخاطر!

عبد الرزاق الصافي

لم يعد يفصلنا عن انتهاء عطلة البرلمان العراقي سوى يوم واحد، فمن المفروض ان يجتمع البرلمان يوم غد الخميس 21/6/2012. وقد شهدت الاسابيع التي سبقت هذا التاريخ تعقيدات شديدة في الوضع السياسي لم يسبق لها مثيل طيلة السنوات التسع التي انصرمت من العملية السياسية الجارية في العراق منذ الاطاحة بالنظام الدكتاتوري السابق. وكان من مظاهر اشتداد الازمة في طورها الجديد ،منذ انتخابات العام 2010 ،وخصوصاً خلال الاشهر الستة الماضية، هو العجز عن التقاء القوى السياسية المتنفذة ،التي تتألف منها الحكومة العراقية،حكومة المحاصصة  المسماة خطأً بحكومة الشراكة الوطنية، عن الاجتماع للبحث في اسباب الازمة والسبل الممكنة للخروج منها، رغم كثرة الاجتماعات التي عقدتها اللجان االتحضيرية لهذا الاجتماع . والاكثر من هذا هو اصرار القوى المتنفذة المسؤولة عن استمرار الازمة وتفاقمهاعلى تجنب مراعاة مصالح الشعب والوطن، التي تتطلب المرونة والتنازلات المتبادلة للوصول الى حلول وسط تجنب البلاد مخاطر استمرار الازمة، وتفاقم النشاطات الارهابية والخروقات الامنية ووقوع الضحايا البريئة من ابناء الشعب بالمئات ، شهداء وجرحى،وآخرها الضحايا الذين سقطوا هذا الاسبوع من زائري مرقد الامام موسى الكاظم ،واستمرار تدني الخدمات والبطالة الواسعة وتوقف الاعمار وغير ذلك من الكوارث التي يكتوي بها ابناء الشعب.

ولم يقف الامر عند هذا الحد بل تصاعدت الخلافات بين القوى المتنفذة الى المطالبة بسحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي وتحميله كامل المسؤولية عما آلت اليه الامور بسبب"تفرده وتهميشه الآخرين". الامر الذي رد عليه رئيس الوزراء بإتهام المطالبين بسحب الثقة عنه بـ"التآمر".واعلان عدد من انصاره عن عزمهم على طلب سحب الثقة من رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي.

لقد سعى رئيس الجمهورية جلال الطالباني الى عقد اجتماع قادة القوى التي تتألف منها الحكومة . غير ان مساعيه باءت بالفشل المرة تلو الاخرى.

وفي عز اشتداد الازمة غادر رئيس الجمهورية الى المانيا يوم الاحد الماضي، بعد امتناعه عن الاستجابة لطلب القوى التي تريد سحب الثقة من رئيس الوزراء، بحجة عدم توقيع غالبية اعضاء مجلس النواب طلب سحب الثقة ، الامر الذي يرد عليه طالبو سحب الثقة بوجود هذه الغالبية .

ان الجمهور يترقب بقلق ما سيسفر عنه اجتماع البرلمان يوم غد . فهل سيفلح مجلس النواب بعقد الاجتماع ، ام سيوجد من يسعى الى احباط ذلك بمنع النصاب من الاكتمال؟ واذا ما تم الاجتماع فهل سيوفق طالبو سحب الثقة بتوفير الاكثرية المطلوبة لطلب سحب الثقة وانهاء التضارب بين ما يدعيه كل طرف بهذا الخصوص؟ ام سيتقدم خمس عدد اعضاء المجلس بطلب استجواب رئيس الوزراء تمهيداً لطلب سحب الثقة منه؟فقد ذكرت الانباء ان طالبي سحب الثقة شكلوا لجنة تأخذ على عاتقها تهيئة الملفات التي يراد استجواب رئيس الوزراء بشأنها. ان هذه كلها مجاهيل تنتظر الانكشاف يوم غد والايام اللاحقة. وهي كلها تشكّل بمجموعها إدانة للقوى المتنفذة على ادائها السيء للعملية السياسية ومسؤوليتها مجتمعة ، وبدرجات متفاوتة ، عن ايصال الامور الى هذا المستوى المتدني من الاداء،الذي يلقي بثقله على اعصاب ابناء الشعب وامزجتهم المثقلة بالمصاعب والمآسي جراء الفساد والارهاب والخروقات الامنية وتدني الخدمات ، وخصوصاً الكهرباء في هذا الصيف اللاهب، والبطالة والقلق مما ستؤول اليه الاوضاع المتردية .

ومما يزيد سخط الناس هو تجنب القوى المتنفذة طريق العودة الى الشعب صاحب الحق في حل الاشكالات الحاصلة عن طريق اجراء الانتخابات المبكرة بعد توفير مستلزمات إجرائها حرة نزيهة ،المستلزمات التي جرت المطالبة بها مراراً وتكراراً وهي تعديل قانون الانتخابات بإلغاء التعديل غير الدستوري الذي أجراه البرلمان السابق وتشكيل مفوضية عليا مستقلة، حقاً، للانتخابات وتشريع قانون ديمقراطي للاحزاب واجراء التعداد السكاني الذي عرقلته القوى المتنفذة اكثر من مرة.    


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter