| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

الأربعاء 1/10/ 2008



حديث في‮ ‬موضوع شائك

عبدالرزاق الصافي

لا أعتقد أن موضوع رفع الحصانة عن النائب مثال الآلوسي‮ ‬رئيس حزب الامة العراقية ومنعه من السفر،‮ ‬الذي‮ ‬صوتت له اغلبية في‮ ‬مجلس النواب العراقي‮ ‬قبل حوالي‮ ‬الاسبوعين،‮ ‬قد أُسدل عليه الستار عند ظهور هذا المقال‮. ‬وذلك لأن تداعيات الموضوع ليست قليلة‮. ‬ولابد لها من ان تأخذ وقتاً‮ ‬ليس بالقليل‮. ‬فقد اقدمت الاكثرية في‮ ‬مجلس النواب العراقي‮ ‬على رفع الحصانة عن النائب المذكور بسبب قبوله دعوة للمشاركة في‮ ‬مؤتمر عالمي‮ ‬لمكافحة الارهاب في‮ ‬إسرائيل،‮ ‬شارك فيه عدد من الشخصيات من دول عربية وإسلامية،‮ ‬الى جانب حوالى الألف من المشاركين من دول شتى‮. ‬
شهدت الجلسة التي‮ ‬اتخذ فيها المجلس النيابي‮ ‬قرار رفع الحصانة جواً‮ ‬متوتراً‮ ‬وتدافعاً‮ ‬يحدث لاول مرة في‮ ‬المجلس‮. ‬واتخذت الاكثرية القرار من دون ان تأخذ بنظر الاعتبار ما طالب به عدد من النواب من إحالة الموضوع الى لجنة برلمانية ومناقشته في‮ ‬ضوء التقرير الذي‮ ‬تـُعدّه هذه اللجنة‮. ‬كما ان المجلس لم‮ ‬يستعن باللجنة القانونية فيه،‮ ‬او اية جهة قانونية من خارج المجلس لدراسة الموضوع قبل البت فيه‮. ‬وادلى بعض الخبراء القانونيين برأيهم قائلين ان اتخاذ القرار خطأ من وجهة إجرائية‮. ‬إذ ان الامر كان‮ ‬يتطلب ان‮ ‬يكون رفع الحصانة بعد تلقي‮ ‬مجلس النواب طلباً‮ ‬بذلك من جهة قضائية،‮ ‬تكون قد درست الموضوع وقررت ان الامر‮ ‬يتطلب مساءلة النائب عما قام به‮.‬
هذا،‮ ‬واعلن النائب الآلوسي‮ ‬انه سيطعن بقرار المجلس برفع الحصانة عنه أمام القضاء،‮ ‬الامر الذي‮ ‬يستغرق وقتاً‮ ‬ليس بالقليل‮. ‬
ومن الجدير بالذكر،‮ ‬في‮ ‬هذا السياق ان مشاركة النائب الآلوسي‮ ‬في‮ ‬المؤتمر المذكور ليست الاولى،‮ ‬إذ سبق ان شارك في‮ ‬دورة سابقة في‮ ‬هذا المؤتمر كلفته إلغاء عضويته في‮ ‬قيادة حزب المؤتمر الوطني‮ ‬العراقي،‮ ‬الذي‮ ‬يترأسه د‮. ‬احمد الجلبي‮. ‬وقد اقدم في‮ ‬حينه على تأسيس حزب الامة العراقية،‮ ‬وصار رئيساً‮ ‬له،‮ ‬وخاض الانتخابات النيابية على قائمة الحزب وفاز بعضوية البرلمان‮. ‬
وبصرف النظر عن الخوض في‮ ‬صحة او خطأ ما أقدم عليه النائب الآلوسي،‮ ‬فهذا الامر‮ ‬يجب ان‮ ‬يـُترك امر تقديره للقضاء،‮ ‬ليحدد المسؤولية القانونية بشأنه من عدمها،‮ ‬فقد لاحظ المراقبون السياسيون‮ »‬الهمة‮« ‬المبالغ‮ ‬بها من قبل النواب الذين صوتوا لقرار رفع الحصانة عن السيد الآلوسي‮ ‬وإقراره بسرعة،‮ ‬هذه الهمة التي‮ ‬يفتقدها المواطن العادي‮ ‬في‮ ‬نشاط مجلس النواب المتميز بأدائه المتعثر في‮ ‬معالجة القضايا التي‮ ‬تخص حياة المواطنين وتأمين الخدمات المتدهورة والتي‮ ‬ما تزال في‮ ‬ادنى مستوى لها رغم مرور سنوات على عمل المجلس‮. ‬فلا ماء صافي‮ ‬للشرب ولا كهرباء منتظم،‮ ‬ولا الوصول الى حل لموضوع إقرار قانون انتخابات المجالس المحلية،‮ ‬ولا انتهاء من مشكلة كركوك التي‮ ‬صارت اعقد من ذنب الضب كما‮ ‬يقولون،‮ ‬ولا إجراءات جدية في‮ ‬مكافحة الفساد المستشري‮ ‬في‮ ‬الاجهزة الحكومية،‮ ‬ولا اهتمام جدي‮ ‬من قبل المجلس بكارثة انتشار مرض الكوليرا،‮ ‬التي‮ ‬تهدد بحصد ارواح المئات إن لم‮ ‬يكن الالوف من أبناءالشعب الفقراء،‮ ‬ناهيك عن الامن الذي‮ ‬مازال هشّاً‮ ‬رغم ما تحقق من إنجازات في‮ ‬هذا المجال‮. ‬
فهل ستلتفت هذه الاكثرية النيابية،‮ ‬بجدية،‮ ‬الى ما‮ ‬يشغل بال المواطنين،‮ ‬وتبرر الثقة التي‮ ‬أُعطيت لها منهم،‮ ‬لانتشالهم مما هم فيه من أوضاع مزرية؟

 

الأيام البحرينية 7114
الثلاثاء 30/9/ 2008

free web counter