| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

الأربعاء 17/11/ 2010

 

انفراج الازمة كلياً يحتاج مزيداً من الجهود!

عبد الرزاق الصافي

شهد العراق يوم الخميس الماضي حدثاً مهماً طال انتظاره اشهراً عدة،عاشها الشعب العراقي في ظل توتر شديد . وشهد الوضع الامني خلالها تدهوراً غير قليل واختراقاً واضحاً للاجهزة الامنية كلـّف مئات الضحايا من ابناء الشعب بين شهيد وجريح ، وخصوصاً بين ابناء الطائفة المسيحية التي تعيش في العراق منذ ما قبل الفتح الاسلامي قبل ما يزيد على الاربعة عشر قرناً .

والحدث المهم هو انهاء الجلسة المفتوحة لمجلس النواب العراقي واتفاق الكتل النيابية على انتخاب رئاسة للمجلس مؤلفة من اسامة النجيفي من كتلة ائتلاف العراقية (التي يترأسها اياد علاوي) رئيساً وقيس السهيلي من الكتلة الصدرية في التحالف الوطني (الذي يترأسه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي) نائباً اول وعارف طيفور من التحالف الكردستاني نائباً ثانياً ومن ثم انتخاب جلال الطالباني رئيساً للجمهورية ،الذي اعلن انه سيكلف نوري المالكي لتشكيل الوزارة الجديدة . كما جرى الاعلان عن التوجه الى الغاء قرارات اجتثاث بعض قادة الكتلة العراقية واقامة (المجلس الوطني للسياسات العليا) الذي كان قد سـُمـّي سابقاً (المجلس الوطني للسياسات والامن الستراتيجي) وان تـُعهد رئاسته الى اياد علاوي بعد ان حيل بينه وبين ان يكون رئيساً للوزراء او رئيساً للجمهورية.

ومن الواضح ان هذه النتيجة لم تكن لتحدث لولا انها تمت بإعتبارها صفقة متكاملة اتخذت تحت ضغط الرأي العام العراقي الذي عبر عن احتجاجه على تأخر تشكيل الحكومة بالاعتصامات والمظاهرات وتوقيع المذكرات وغير ذلك من الاساليب النضالية السلمية، وضغوط عربية واقليمية ودولية واممية لأنهاء الازمة التي استمرت ثمانية اشهر .

ولذا كان من المتوقع ان يجري استقبال حدث انعقاد المجلس النيابي وقرب تشكيل الحكومة في مدة لا تزيدعن خمسة اسابيع ، بإرتياح نسبي من لدن الرأي العام العراقي ومن دول الجوارالعربية والاقليمية ومن الدول الاوربية والامم المتحدة ومن الولايات المتحدة الامريكيةالتي بادر رئيسها اوباما ونائبه بايدن الى الاتصال بالقادة العراقيين تلفونياً قبل انعقاد البرلمان ، محرضين على عقد الصفقة،ومهنئين بعد انجازها . نظراً لما يولونه من اهتمام بالوضع في العراق ، ورغبة في خلق الظروف الملائمة لانسحاب قواتهم من العراق في نهاية العام القادم .

غير ان هذا الانجاز الذي حققه الساسة العراقيون على ارض الوطن ما يزال بحاجة الى جهود كثيرة لتعزيزه عن طريق تشكيل حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية بسلاسة ترضي جميع الاطراف وتعزز المسيرة السلمية ، عن طريق التنازلات المتبادلة ووضع المصلحة الوطنية العلياً فوق المصالح الفئوية الضيقة ، لتعبئة كل الجهود للتصدي للارهاب والتخريب الذي تقف وراءه تنظيمات القاعدة وفلول النظام الدكتاتوري المنهار وكل اعداء العملية السلمية الهادفة الى استكمال بناء العراق اليمقراطي الاتحادي الموحد المستقل. وتكريس كل الجهود من اجل القضاء على الفساد المستشري و الاعمار وتوفير الخدمات من كهرباء وماء صحي وسكن لائق ومدارس حديثة وانهاض الاقتصاد الوطني وتأمين العمل لملايين العاطلين ومكافحة الفقر وتقليل نسبة من يعيشون تحت خط الفقر البالغة 23% وفقاً لاحصاءات الحكومة في واحد من اغنى بلدان العالم بثرواته الطبيعية .


لندن 14/11/2010
 

 

free web counter