| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 13/7/ 2011

 

مسك الختام : تأجيل جديد لمدة اسبوعين!

عبد الرزاق الصافي

   قبل اسبوعين اجتمع قادة الكتل البرلمانية بضيافة رئيس الجمهورية  السيد جلال الطالباني بقصد التوصل الى حلول متفق عليها للخروج من الازمة التي تعيشها البلاد جراء عدم الاتفاق على الوزراء الامنيين ، رغم مرور نحو سبعة اشهر على تشكيل الحكومة ، وتعسّر تشكيل المجلس الوطني للسياسات الستراتيجية العليا الذي نصت عليه اتفاقية اربيل التي رعاها السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان وغيرها من الامور الهامة التي لم تجد الكتل البرلمانية حلاً لها حتى الآن . ولم يحضر الاجتماع المذكور الدكتور اياد علاوي رئيس الكتلة العراقية في البرلمان بذريعة وجوده خارج العراق . ولم يسفر الاجتماع ، كما هو متوقع عن شيء جدي. وجرى الاتفاق على عقده مجدداً بعد اسبوع ، صار في الواقع اسبوعين ، إذ جرى يوم السبت الماضي ، وبضيافة رئيس الجمهورية ايضاً ، وبحضور الدكتور اياد علاوي وباقي رؤساء الكتل النيابية ورئيس الوزراء السيد نوري المالكي .وكان من المؤمل ان يسفر الاجتماع عن اتفاق ولو على نقطة واحدة من القضايا العالقة . غير ان هذا لم يحصل . إذ اعقب الاجتماع مؤتمر صحفي مختصر عقده رئيس الجمهورية ليعلن ان جميع المشاركين في الاجتماع عبروا عن ارائهم بصراحة. ولم يفصح لا عن هذه الاراء ولا عن القضايا التي تناولها الحديث . وزف بشرى ان المحادثات ختامها مسك ،إذ جرى الاتفاق على تفعيل لجنة كانت موجودة ، برئاسة الدكتور روج نوري شاويس نائب رئيس الوزراء، ولكنها متوقفة . وان اللجنة مكلفة بتهيئة مقترحات لتنفيذ الاتفاقات السابقة ، خلال اسبوعين ، وبما يمكن تنفيذه وما يتطلب التأجيل .

   ان الوضع العراقي المعقد المليء بالقضايا المستعصية المختلف عليها جعل من مجرد اجتماع قادة الكتل والتحادث بينهم بصراحة ومن دون تشنجات واتهامات وتهديدات ، كما يبدو من تصريح السيد رئيس الجمهورية ، امراً ايجابياً يستوجب الترحيب والاشادة !

   ويتساءل المراقبون السياسيون لماذا يجري ربط مسألة ابداء الرأي من قبل غالبية الكتل النيابية بمسألة حسم موضوع الوزارات الامنية ، وربما بمسألة ترشيق الحكومة الذي طرحه رئيس الوزراء بكل ما تحمله هاتان المسألتان، من تعقيدات وصعوبات ؟ في حين ان مسألة انهاء الوجود الامريكي تزداد الحاحاً بسبب ما يمارسه الجانب الامريكي من ضغوط لمعرفة الرأي النهائي للحكومة العراقية بكل اطرافها في موعد قريب ، ربما لا يتجاوز نهاية الشهر الحالي او القادم كما يظهر من تصريحات المسؤولين الامريكيين مدنيين وعسكريين .

   ولماذا لا يبادر قادة الكتل الى مناقشة هذه الامور داخل مجلس النواب وعلى مرأى من ابناء الشعب تحقيقاً للشفاقية المطلوبة ولكي يطلع ابناء الشعب على مواقف من انتخبوهم لإدارة شئون البلاد؟

   ولماذا لا يعمد المسؤولون عن استمرار الازمة التي تسببوا بهاالى الرجوع الى الشعب لمعرفة رأيه في انتخابات مبكرة بعد تهيئة المستلزمات الضرورية لنزاهتها ومراعاتها للدستور نصاً وروحاً لكي تكون معبرة بصدق عن رأي الشعب؟

   ان هذا يتطلب اول ما يتطلب ارتفاع هؤلاء المسؤولين الى المستوى العالي للشعور بالمسؤولية ومراعاة المصلحة الوطنية العليا قبل مصالح فئاتهم واحزابهم ، ولا اقول طوائفهم وقومياتهم لأن واقع الحال يقول ان هذه المصالح الاخيرة لا تأتي في مقدمة ما يشغل بالهم مع الاسف الشديد وان تحدثوا بإسمها.

   واخيراً هل سيكفي الاسبوعان الجديدان لتحقيق ماعجزت الستة عشر شهراً التي انقضت على انتهاء الانتخابات في العام الماضي عن تحقيقه؟

   نتمنى ذلك ولكن!     

free web counter