|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء 11/7/ 2012                                 عبدالرزاق الصافي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

هل اقتربت الازمة من نهايتها في العراق، ام ماذا؟

عبد الرزاق الصافي

اتضح خلال الاسبوعين الماضيين، بشكل ساطع، عجز القوى المتنفذة التي تشكل الحكومة والبرلمان، عن حل الازمة السياسية، التي تحولت من ازمة حكومة الى ازمة نظام اقيم على اساس المحاصصة الطائفية والاثنية.هذه المحاصصة التي يتبرأ منها الجميع في اعلامهم المنافق ويتمسكون بها بكل مايملكون من قوة في لقاءاتهم في الغرف المغلقة. وكان آخر مظهر لهذا التمسك المشين بالمحاصصة هو الاتفاق الذي اجرته هذا القوى على اقتسام مناصب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في ما بينها، ملغية بذلك استقلاليتها بشكل مقزز.

لقد تجنبت هذه القوى الطريق الصحيح لحل الازمة المتمثل بإبداء المرونة والبحث عن الحلول الوسط عن طريق تبادل التنازلات التي تسهل حل الازمة، او الاقدام على الاتفاق على اجراء انتخابات مبكرة ليقول الشعب كلمته في ما اختلفت فيه هذه القوى.غير ان هذا الحل المنطقي السليم ظل مرفوضاً فترة طويلة، صار بعدها شعاراً يشهرونه ضد بعضهم تارة ويتخلون عنه تارة اخرى.

 لقد عجز الداعون الى سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي عن تحقيق ما يريدون، سواء كان ذلك عن طريق تولي رئيس الجمهورية طلب ذلك من مجلس النواب،استناداً الى تواقيع اكثرية النواب على ذلك، ام عن طريق استجواب رئيس الوزراء في البرلمان والتصويت على سحب الثقة منه في ضوء ذلك.كما عجزت كتلة التحالف الوطني التي ينتمي اليها رئيس الوزراء في حمل المطالبين بسحب الثقة عنه على الجلوس الى طاولة الحوار لحل المشاكل العالقة.

 وكان آخر ما قامت به كتلة التحالف الوطني هو البحث لإعداد ورقة ما سمّي بالاصلاح و استغرق البحث نحو اسبوع، جرى اعلان الورقة في نهايته. غير ان من وُجهت الورقة اليهم اعلنوا ،حتى قبل اعلانها، ان المبادرة جاءت متأخرة. اي انها لن تؤثر على استمرار مساعيهم في الاصرار على تلبية مطاليبهم قبل اي اجتماع مشترك، او سحب الثقة عن رئيس الوزراء.

 ان هذه التطورات حملت رئيس الوزراء نوري المالكي على الانضمام، من جديد،الى الدعوة التي تبنتها القوى الديمقراطية منذ نحو عام بإجراء انتخابات مبكرة إذا فشلت القوى المتصارعة في عقد مؤتمر وطني لحل الازمة المتفاقمة التي تعصف بالبلاد وتهدد بأخطار جمّة على الوضع كله وتساعد قوى الارهاب والتخريب على مواصلة جرائمها البشعة ضد الشعب. وقد تم الاعلان عن موقف رئيس الوزراء في اللقاء الذي جمعه، بطلب منه، بقيادة الحزب الشيوعي العراقي يوم الخميس الماضي. كما اعلن في هذا اللقاء،كما ذكر احد حضور اللقاء، تبنيه فكرة تشكيل حكومة على اسس جديدة غير المحاصصة الطائفية والاثنية ، إذ اورد فكرةتقول "ان تحرك العراق مستقبلا ًيكون بتشكيل تكتل وطني عابر للطوائف يضم المتديّن والعلماني، المسلم والمسيحي، العربي والكردي ،المحجبة والسافرة معتبراًان هذا هو مايحتاج اليه العراق".

 فهل ستنفع "ورقة الاصلاح" التي اعدها التحالف الوطني في حل الازمة ؟ ام ستستمر على ما هي عليه من الآن حتى نهاية العام القادم، كما يتنبأ بذلك كثير من المراقبين السياسيين، موعد اجراء الانتخابات القادمة لمجلس النواب؟ بكل ما يعنيه هذا من اضرار بمصالح الشعب والوطن الناجمة عن الازمة، التي تتحمل مسؤوليتها القوى المتنفذة المتحكمة بالعملية السياسية الجارية في البلاد.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter