| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأثنين 7 / 10 / 2013 عادل سعيد كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
السجينُ الأبدي !
عادل سعيد *
مقابلَ مملكتِهِ
لم يحصل ريتشارد الثالث
على جوادٍ يفرّ به من حصاره
فأيُّ جواد ايّها البحرُ
سيجتازُ بكَ حاجزَ الشاطئ الأبدي
دون أن يكبو !؟
دائما تنهارُ أحلامُكَ
عندَ أسوارِ الرمل ايها البحر
الرمل الذي
ينهضُ جدارا جامحاً
يُفشلُ كلَّ محاولاتِكَ لإعتلاء ظهرهِ
بعدَ أنْ نهضتَ فوقَ جثةِ شقيقِهِ
بريٌّ هذا الرملُ الباسل
يقود جحافلَ اليابسةِ
ضد عدوّ مائيّ مُزمن
و حبنَ تلبسُ أكثر اموجك ضراوةً
و يفورُ قاعُكَ
إثرَ زلّةِ أرض
تستلفُ من الرّيحِ جنوناً
و تجمحُ صاهلاً
فتطيحُ بقلوعٍ
و تغرقُ بشراً
و تبتلعُ سُفناً
و لكن حينَ تشعرُ
أنّ كوماندوز التسونامي الذي أنزلتَه
خلفَ خطوط عدوّكَ البريّ
قد فشل
تأمرهُ ، حانقاً ، بالعسفِ و التخريب
قبلَ اندحاركَ المُخزي ..
فكفّ عن غزواتكَ المراهقة
أيّها الأسيرُ الذي احترفَ اصطيادَ الزرقةِ الطائرة
تشبّث بزرقتكَ المستعارة التي
تخدعُ بها العشاقَ
و عديمي اللونِ
و الشعراءَ الباحثينَ عن زرقة
تختالُ بها قصائدُهم الآسنة
و تيقّنْ
أنّ مملكتكَ الأزليةَ التي
أقمتها فوق رملٍ قتبل
هي سجنُكَ الأبدي الذي
لن تفلحَ نزواتُكَ الثورية
في دفع أسوارِ الشواطئ الزاحفةِ نحو قدميك
… شبراً واحدا !!* شاعر عراقي مقيم في النرويج