|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 24/2/ 2013                                                       عادل سعيد                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اولمبياد الدموع

عادل سعيد *

قميص عُدي .... وقميص الطائفة

الساحةُ هي نفسها .. بلاد ما بين عسفين .. و يوم اتخذها عدي اولمبيادا له ، لبس المثقف قميص عدي و ركض اعواما في (اولمبيته) .. و يوم خرجت الطوائف من غبار القرون و خرائبها ، لبس (المثقف) نفسه قميص (الطائفة) و راح يركض في اولمبيتها، ونظرة عابرة الى المشهد ( الثقافي) العراقي الحالي ، ستوضح كل شيء ، ابتداء مما يسمى بوزارة الثقافة ، الى ابسط مطبوع دوري ..الإسماء نفسها .. بعارها وشنارها.. لكنهم لا يرون في بعضهم عارا ، لأنهم جميعا اعتادوا ان يروا عريَ بعضهم في (الحمام) نفسه .

فالمثقف الذي يفترض انه ( ثقف) ذاقته جماليا و هذب ضميره ، لأنه (ضمير) الأمة، تراه قد فرش هذا الضمير، ليس لإبداعات الفكرعربيا و عالميا ، و ليس لتتمدد فيه كائنات الجمال من فينوس وعشتارالى ملكات جمال الكون ، بل لتتمدد فيه (كائنات) هي القبح باحطّ صوره (روث البعث المسمى ( فكرا).. وبرزان و وطبان و مزبان و زر ....ان) الى آ خر القائمة ،  ثم هاهو يعيد (تأثيثه) بإفرازات الطوائف وفضلاتها ومعاركها و تخاريفها ، وسط عاصفة من الكروش والعمائم والقبائل و العشائر واللصوص والقوميات والمحابس و الميني دشاديش واللحى (بملليمترين) و(الحجاب) الشرعي..والموديلان الأخيران ، بالإضافة الى الميني دشداشة ، خرجت الى عالمنا من دا ر ازياء و صالون حلاقة السماء ، مختومة و مصدقة!! في مهرجان عجيب تهزج فيه ذئاب الوهابية و ثيران السلفية وسيوف المختار
فهذا يريد الهرب بتسع محافظات ، و ذاك بمثلثه السني ، و آخر بمدن الدليم ، و السادة الكرد بثلاثة ارباع العراق فقط .. لا غير..

فعلى اي جوانبك تميل يا عراق ، و الباشوات الأتراكِ يشفطون رافديك اللذين في طريقهما الى النضوب بعد اربعين عاما ، كما يقول الخبراء. و نفطك يشفطه الكارتل النفطي بإشراف السادة اللصوص من ابنائك، و حتى البرميل الأخير لن تحظى به ؛ البرميل الذي تدخره كي تشربه في نهايةللكو ميديا من اجل  انتحارك.

ليس لك ، يا سيدي العراق ، الا ان تحزم احزانك و جراحك و دموعك وتعود ، دون رجعة ، الى عصر ما قبل التاريخ ، ولكنك ستفجع ربما حين ترى الفرس يدمرون بابلك الجميلة وسنابك خيل الإسكندر تدوس مدنك.اذن عد الى عصر فجر السلالات ، ولكنك ستجدها في احتراب ايضا، و هي تؤسس لممالكها ، فعد اذن الى عصور النياندرتال غير انك ستجد الإقتتال  محتدما على الفرائس و الإناث ..اذن لم يبق لديك الا ان تعود الى حالتك الأولى ، يوم كنت غبارا ضائعا في الفضاء قبل الإنفجار الكوني
 


* شاعر عراقي مقيم في النرويج


 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter