| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد رجب

 

 

 

 

الأحد 26 /8/ 2007

 



 

أعداء التقدم والحرية يزدادون ضراوة في وحشيتهم على تخوم العراق وكوردستان


أحمد رجب

قبل كل شيء لا بد من الإشارة بأنّ العراق يمر بظروف شائكة ومعقدة فمن جهة تتشكل جبهة رباعية قومية ودينية بين الحزب الديموقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني وحزب الدعوة والمجلس الأعلى ومن جهة أخرى تنسحب الكتل والتيارات التي تدعم بشكل أو بآخر الإرهاب والعائقين للمسيرة السياسية حيث تجري هنا وهناك سرية وعلانية إتصالات مريبة بين أعوان وأيتام ومرتزقة النظام الدكتاتوري الساقط وبين أصحاب الكتل وفي طليعتها هيئة علماء "" المسلمين"" والتوافق والحوار والحزب الإسلامي وأخيراً كتلة العراقية، كتلة أياد علاوي الذي يصرف الملايين من الدولارات للعودة إلى كرسي الحكم وبمباركة ""مستورة"" (معّلبة ومغّلفة) من الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من التبجح علناً بأنّها لا زالت على موقفها المؤيد لحكومة المالكي.
يستغل أعداء الشعب العراقي بصورة عامة والشعب الكوردستاني بصورة خاصة تردي الأوضاع في البلاد التدخل في الشؤون الداخلية وزرع الفتنة والأحقاد بين المواطنين وإثارة الفوضى والبلبلة خدمةً لنواياهم القذرة ويحاولون الوصول إلى غاياتهم وطموحاتهم قفزاً على مآسي أبناء الشعب الذين يقدمون دمائهم لبناء وطنهم والعمل على تبديد الظلام وإرساء مقومات مجتمع إنساني وديموقراطي متحرر يخدم الإنسان وتطلعاته، وهؤلاء الأعداء يحيطون بالعراق من كل الجهات، ولكل عدو أجندته الخاصة، ويعمل ليل نهار لتنفيذها.
ان المملكة الأردنية أصبحت المأوى لحارث الضاري ومحمد الدايني وصالح المطلك ورغد صدام حسين ومن على شاكلتهم من الرموز البعثية وأعداد من أعضاء مجلس النواب العراقي، وأصبحت العاصمة عمّان ملجاً للجاسوسية وأيتام المخابرات العراقية السابقة، ولا تقف مصر"" العربية"" ورئيسها العميل عند حدود هذه الدولة التي تسعى للحصول على بعض الفتات من العراق، والسعودية ترسل للعراق ""العربي"" الضاليين من ذوي العاهات والفكر السلفي والوهابي بغية قتل أكبر عدد من العراقيين، وهنا يجب الإشارة إلى اليمن والإمارات العربية وقطر التي تحتضن كل دولة منها أعداء العراق بعلنية.
وأمّا سوريا وإيران وتركيا هي دول عدوة للكورد على مر التاريخ، فسوريا تأوي المجرمين من البعثيين الملطخة أياديهم بدماء العراقيين، وترسل بإنتظام الإرهابيين وسياراتهم المفخخة إلى العراق، وكان آخر هذه الإرساليات لحكومة البعث السوري أربع سيارات مفخخة إلى شنكال في 14/8/2007 والتي قتلت وجرحت حوالي ألف مواطن كوردي من الإيزديين الأبرياء وجلهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأمّا دولة تركيا الأتاتوركية وجمهورية إيران الإسلامية وخلال الأسابيع الماضية ولحد الآن تتدخلان بشكل سافر وفظ بقصف المناطق الآمنة على طول حدود كوردستان من زاخو إلى جبل سورين في حلبجه وسيد صادق بحجة مطاردة وملاحقة قوات الأنصار البيشمركة لحزب العمال الكوردستاني وحزب الحياة من أجل تحرير كوردستان، وتشير المعلومات الواردة بانّ القصف الوحشي والهمجي المكثف تسبب في إشعال الحرائق في الغابات والمزارع، وأدّى إلى وقوع أضرار جسيمة وخسائر كبيرة، ونتيجةً لتساقط أعداد من القذائف مختلفة الأحجام وإستخدام الطائرات الحربية والهليكوبتر وحدوث حرائق إضطر المواطنون إلى النزوح من قراهم في حالة من الهلع والفزع تاركين ممتلكاتهم وما في منازلهم.
يعلم كل الناس الأخيار بأنّ تركيا ومنذ سقوط نظام صدام حسين الدكتاتوري والتوجه نحو بناء عراق ديموقراطي فيدرالي متحد يتسع لكل العراقيين على إختلاف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم تتدخل في الِشأن العراقي بذرائع وحجج مختلفة ومختلقة، وتريد أن تكون راعية للقومية التركمانية التي عاشت وتعيش مع القوميات الأخرى باخاء وسلام، وهي تدفع دائماً بإتجاه بروز النعرة القومية بواسطة الدمى والأحزاب الطورانية التي تعمل بحرية، ولكن بدون تأثير، وتتخذ تركيا وأدواتها من الحثالات موقفاً سلبياً من قضية كركوك، أو في مطاردة حزب العمال الكوردستاني، وهي تعلم جيداً بانّ مسألة كركوك ومعالجتها تدخل ضمن بنود الدستور العراقي والمادة 140، وانّ حزب العمال الكوردستاني طلب أكثر من مرة اللجوء إلى التفاوض ووقف العمليات العسكرية من جانبه، إلا أن الحكومة التركية والحزب الحاكم الذي يطلق على نفسه ""حزب التنمية والعدالة "" تتنكر للحقوق القومية للشعب الكوردي، وتعلم بانّ العمليات العسكرية تزيد الكورد إصراراً على المطالبة بحقوقهم، وقد ولّى منذ زمن سياسة الصهر القومي والغطرسة العسكرية والحلول الفوقانية.
وتتدخل إيران الإسلامية في شؤون العراق من البصرة حيث يجري سرقة النفط العراقي إلى قتل العراقيين في العمارة والديوانية وبغداد وغيرها، وتشجيع قوى الإرهاب في كل مكان وصولاً إلى كوردستان وقصف القرى والمناطق الآمنة، والطلب إلى المواطنين بترك قراهم من خلال مناشير أسقطتها الطائرات الإيرانية، ولكن ايران نفت علمها باي منشورات تنذر سكان القرى في شمال شرق العراق باخلاء مناطقهم.
انّ الدجل والكذب سمة من سمات الأعداء الذين يريدون حجب الشمس بواسطة الغربال، وإذا كانت إيران الإسلامية صادقة في مزاعمها، فمن الذي يقصف بكثافة مناطق كوردستان في بنجوين وحلبجة وسيد صادق؟؟!!. ولماذا قدمت حكومة إقليم كردستان احتجاجا رسميا للحكومة الايرانية بشأن القصف المدفعي الإيراني لبعض المناطق والقرى داخل الحدود العراقية ضمن إقليم كردستان، وطالبت بوقف هذا القصف.
ان التصعيد العسكري الخطير والإنتهاكات المستمرة لسيادة العراق من شأنه توتير الأجواء وتعكير صفو الأمن والطمأنينة وإثارة الفتن والأحقاد وخلق الفوضى والبلبلة لا يخدم طموحات وتطلعات أبناء القوميات المتآخية في العراق، وانّ هذا التصعيد والمهاترات الكلامية والأكاذيب والتهديدات المستمرة والتجاوزات لن تثني أبناء العراق وكوردستان عن مواصلة المسيرة نحو الأهداف السامية في بناء مجتمع ديموقراطي ينعم بالسيادة ويؤمن بالحرية والسلام والطمأنينة والعدالة.
وبهذه المناسبة يجب التذكير بزيارة السيد نوري المالكي إلى تركيا وإيران وسوريا والإستفسار عن الأهداف من الزيارة، وهل ساهمت بتخفيف الأزمات بين العراق وهذه الدول، أو ساهمت بتشجيع إرهابها ودعمها للفتك بالعراقيين، كما من الضروري الإشارة إلى الصمت العربي إزاء الأعمال الهمجية الوحشية الشرسة للأنظمة الرجعية والشوفينية والدكتاتورية الشمولية.
من الضروري أن يستنكر البرلمان العراقي والكوردستاني والحكومة العراقية والحكومة الكوردستانية الأعمال القمعية الشرسة للحكومات المجاورة للعراق، وأن يعمل الجميع وبروح المسؤولية والمصالح العليا للشعب العراقي والشعب الكوردستاني على فضح أنصار ومؤازري هذه الحكومات التي تمارس الإضطهاد والأعمال الإجرامية بحق أبناء القوميات المتآخية في العراق، وطرد هؤلاء الذين أصبحوا وزراء أو أعضاء برلمان، ولكنهم في نفس الوقت أصبحوا مطايا للأعداء التقليديين.
وعلى المجتمع الدولي أن يستنكر وبشدة قصف الأماكن الآمنة والإعتداءات الظالمة والتدخل السافر في شؤون العراق، ووضع حد للتجاوزات التي تتنافى مع المواثيق الدولية، وعلى الحكومات التي تمارس الإرهاب والقتل العشوائي للمواطنين الأبرياء الرضوخ لفتح حوارات ومفاوضات بينها وبين العراق لحل المشاكل العالقة وعدم اللجوء إلى لغة السلاح، وليعلموا بأنّ إرادة الشعوب هي الأقوى دائماً.

26/8/2007