| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد رجب

 

 

 

الجمعة 18/1/ 2008



الكلمات تعجز من التعبير عن مصابنا الجلل

أحمد رجب

الشعب العراقي بعربه وكورده وتركمانه وكلدوآشوره السريان وأرمنه بمسلميه ومسيحييه وإيزدييه وصابئته يعاني من الويلات والدمار على أيدي الإرهابيين القتلة ففي هذا اليوم 17/1/2008 على سبيل المثال فقط تمّ دفن رفات المئات من الكورد المؤنفلين في قضاء دوكان في السليمانية والقتلة من أمثال قائد عمليات الأنفال القذرة الأولى والسيئة الصيت هاشم سلطان وزميله في الإجرام علي حسن المجيد (علي كيمياوي) أحرار وهم ضيوف الأمريكان ويتم دعمهم بكلمات عسلية من لدن قادة العراق ""الديموقراطي الفيدرالي"" بفرمان أمريكي ووصفهم بضباط مهنيين على حد قول الرئيس مام جلال ونائبه السني (للكشر) طارق الهاشمي، فتصّوروا هذه المفارقة بين شخص مناضل ساهم في الحركة التحررية الكوردية كقائد، وشخص غير معروف مثل المدعو طارق الهاشمي (لربمّا كان بعثياً).
مصابنا الجلل هذه المرة الفقيد الأخ والصديق والوجه الإجتماعي المحبوب عبدالجبّار عبدالرحمن الذي توفي إثر مرض مفاجي في 13/1/2008 في مدينة الحلة.
كنت وعبدالجبار من عائلة واحدة، قضينا طفولتنا في مدينة خانقين وفي قرية بانه بورة النفطية، ودخلنا مدرسة بانه بورة الإبتدائية التي ضمت أبناء كل القوميات المتآخية، وتحولنا معاً إلى مدرسة النفطخانة الإبتدائية، وعدنا سويةً إلى خانقين كطلاب متوسطة، وشاركنا في الإستعراضات المدرسية، وكانت بيننا منافسة شديدة على الألقاب في الركض السريع 100 متر و400 متر وقفز الموانع.
انخرط الأخ والصديق عبدالجبار عبدالرحمن في الحزب الديموقراطي الكوردستاني (البارتي) وأنتميت (أنا) في الحزب الشيوعي العراقي، وبعد أن جاءت المؤامرة القذرة للبعثيين في 8 شباط الأسود عام 1963، تركت مدينتي العزيزة خانقين وأصدقائي واخوتي لقيام نفر ضال من الزمرة البعثية (زمرة الإتحاد ""الوطني"" لطلبة العراق، زمرة نجيب الآغا وطلوبي إبراهيم وطارق عريبي).
في بغداد أصبح فقيدنا الغالي عبدالجبار عضواً في الفرع الخامس للحزب الديموقراطي الكوردستاني وعمل بجد وحماس الشباب، وبقي مناضلاُ حتى الرمق الأخير في سبيل الكوردايه تي وخير العراق، وفي السنوات الأخيرة تحمل مسؤليات في تنظيمات مناطق الفرات الأوسط لحزبه.
ان الكلمات مهما كانت بليغة ومؤثرة وقوية، فلن تعبر بصدق عمّا أكنه من المشاعر تجاه الفقيد الذي تحمل منذ سنوات طويلة مسؤولية عائلة كبيرة العدد، حيث كان بصدق مسؤولاً تملأه الثقة ويعمل بصمت ليتدبر عيشاً كريماً لأبنائه وبناته وأفراد عائلته.
نعم، هذا المصاب الجلل أعظم من أن أعبر عنه بكلمات الحزن العميق، والجرح الأليم، ولا أتمكن بتاتاً أن أعبر بدقة عمّا أختزنه في نفسي من مشاعر الحب والود لإنسان كان شديد البأس، حازماً عند طرح أفكاره، متواضعاً يصغي لما يقوله الآخر، يبتسم للحياة رغم ثقل أعبائها، ولعل هذه الأمور صقلت قدراته، ووثقت إرتباطه بالصفات الحميدة، ففقيدنا كما عرفته وعرفه الناس كانت له خصال وصفات حميدة، فهو وجه إجتماعي، وسخّر طاقاته للعمل المجدي من أجل الناس، وكان متواضعاً يحب الناس وهم يحبونه.
كان يحلم أن نجتمع مرة أخرى في أي مكان في ربوع كوردستان لنعيد الذكريات، ولكن الموت غيّبه عنا جميعاً، وكان الأسرع مني هذه المرة إذ حجز مكاناً أزلياً في مقبرة كاني سارد في مدينة دربنديخان، إلى جانب أحبته وأعزائه الذين سبقوه، إلى جانب النصير الشهيد الشيوعي إبراهيم رجب، والجدة هيبت، والأخ الأكبر محمد رجب، والمناضلة الشيوعية الباسلة فوزية رجب، والعزيزة خاور والدة أحمد رجب، ووالدة زوجته حمدية رجب، والعزيز الغالي والشيوعي المعروف أبن عمتنا حسين نادر.
لا أستطيع أن أعدد صفات الفقيد عبدالجبارعبدالرحمن، ولكنني والألم يعصرني أرثي فقيدنا الغالي، وأبدأ رثائي في وفاته بتقديم خالص العزاء والمواساة لإخوته وأخواته وبناته وأبنائه: غازي، شهاب، محمود، عباس، وزوجتي العزيزة الغالية خيرية عبدالرحمن الشقيقة الكبرى للفقيد، وإلى: صبرية، نازه نين، شيرين، جميلة، كلاويز، ديمه ن، شيلان، شادان، سروه، علي وأمير والعائلة.
ستقام الفاتحة على روحه الطاهرة يوم السبت المصادف 19/1/2008 في مدينة إسكليستونا في النادي العراقي الواقع Järn Torget في Nyfors .
للفقيد الذكر الطيب.
 


 

Counters