| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد رجب

 

 

 

الأربعاء 13/2/ 2008

 

ننحني لكم إجلالاً يا من ناضلتم وضحيتم بحياتكم لتنيروا درب المناضلين

أحمد رجب

في هذا اليوم تمر ذكرى أليمة على قلوب الشيوعيين العراقيين وكل الناس الشرفاء من الوطنيين والتقدميين، ذكرى إعدام قادة الحزب الرفاق فهد وصارم وحازم الذين كان لهم شرف الإسهام الفعّال في تأسيس الحزب الشيوعي العراقي وبناء كيانه وترصين تنظيمه وتثبيت تقاليده الثورية، كما ساهموا بكل ما يملكون من طاقات في قيادة نشاطاته ونضالاته البطولية خلال السنوات الأولى من التأسيس في العهد الملكي وأيام الوصي عبدالإله ونوري سعيد رئيس الوزراء، وان هؤلاء القادة البواسل حملوا رسالة الحزب بشرف وأستشهدوا في سبيلها وسجلوا صفحات مجيدة من تاريخ حزبنا بدمائهم الزكية وإنّنا نحن الشيوعيين العراقيين والكوردستانيين وبهذه المناسبة الأليمة ننحني إجلالاً أمام ذكرى شهداء حزبنا الشيوعي العراقي وشعبنا الأماجد.
في كل عام وفي يوم الشهيد الشيوعي يتذكر الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم تاريخ السفر المجيد للحزب الشيوعي العراقي الذي ناضل ويناضل منذ ميلاده الأغر وإلى يومنا هذا من أجل الذود عن شرفه الثوري في سوح المعارك الوطنية والطبقية والقومية والوقوف شامخاً ضد كل الزمر الحاقدة وقوى الإرهاب، وهم يتذكرون شهداء الحزب الذين كانوا ولا يزالون يلهمون رفاقهم العزم على الكفاح حتى تحقيق ما ضحوا بحياتهم من أجله، ويعملون بجد ونشاط في سبيل أماني وتطلعات الشعب في بناء مؤسسات ديموقراطية وإرساء القيم الاخلاقية ومباديء الأخوة الصادقة وتحقيق التلاحم بين القوميات العربية والكوردية والتركمانية والكلدو الآشور السريان والأرمن، وبين المسلمين والمسيحيين والإيزديين والصابئة المندائيين.
في 14 شباط من كل عام يتذكر الشيوعيون ومعهم الأصدقاء والوطنيون وأبناء الشعب الجريمة البشعة التي إقترفها النظام الملكي البائد في14 و15 شباط1949 بحق الرفاق الخالدين الشهداء يوسف سلمان يوسف (فهد) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي ورفيقه في قيادة الحزب محمد زكي بسيم (حازم) وحسين محمد الشبيبي (صارم)، كما يتذكرون جريمة المؤامرة القذرة في 8 شباط الأسود 1963 والكوكبة اللامعة من الشهداء وفي مقدمتهم السكرتير الأول حسين أحمد الرضي (سلام عادل)، جورج تلو، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، نافع يونس، حمزة سلمان، محمد حسين أبوالعيس، عبدالرحيم شريف، طالب عبدالجبار، صبيح سباهي، ألياس حنا، متي الشيخ، صلاح أحمد، محمد الجلبي وحسين عوينة، ومن العسكريين الشهداء داود الجنابي، الكاتب والصحفي المبدع أبو سعيد، الزعيم الركن الطيار جلال الأوقاتي، الرائد فاضل البياتي، ماجد محمد أمين، فاضل عباس المهداوي، مهدي حميد، طه الشيخ أحمد، وصفي طاهر، حسين خضر الدوري.
وفي السباق بين الأجنحة البعثية والقومية إستطاع عبدالسلام عارف شريك البعثيين في الإجرام أن يطيح بسلطة متآمري زمرة الردة في 18 تشرين الثاني 1963 وأستلم السلطة، وقام ببعض الإجراءات الخجولة لتثبيت أقدامه في السلطة ومن ضمن إجراءات المكر والخداع والإظهار أمام الجماهير بأنّه الأفضل، قام بحل الحرس القومي وأطلق سراح عدد من المعتقلين في السجون والمعتقلات، ولكنه أبقى على حكم الإعدام بحق شيوعيين ووطنيين، وبعد سنوات عاد حزب البعث، وقام بأعمال أكثر وحشية وعدوانية من ذي قبل، فتمّ من جديد تصفية الحساب مع الوطنيين العراقيين وفي طليعتهم أعضاء الحزب الشيوعي العراقي، وأستشهد عدد كبير منهم، وهم الخالدون: عبدالأمير سعيد، محمد الخضري، ستار خضير، شاكر محمود، كاظم الجاسم، علي البرزنجي وحميد الدجيلي، وعشرات ومئات غيرهم ممن استشهدوا في سوح النضال الثوري، في المعارك الوطنية والطبقية التي خاضها حزبنا ضد أعداء الطبقة العاملة والكادحين وابناء الشعب في بغداد، في الجنوب، في كوردستان وفي كل مكان من العراق، وفي عام 1978 إستحوذت على الإرهابي صدام حسين مشاعر الخوف من الشيوعية التي دكت حكم الرجعيين في أماكن مختلفة في العالم، وبمعاونة ومشاركة ما تسمى بـ ""مجلس قيادة الثورة"" إستطاع المجرمون من أتباعه وأزلامه إعدام (31) مناضلاً شيوعياُ يتقدمهم الشيوعي سهيل الشرهان، ولم يكتفوا بذلك العمل الجبان والمدان فشنّوا أوسع حملة قمع دموية منظمة ضد الحزب الشيوعي العراقي وأنصاره.
ورداً على ما تعرض له الحزب الشيوعي العراقي من موجات غاشمة من القمع الدموي الوحشي الشامل، ومن حرصه ووفائه للتقاليد النضالية وتاريخه المجيد ومبادئه الثورية خاض مع جموع الشعب ومع سائر القوى والأحزاب الوطنية والتقدمية معارك مهمة وقاسية ضد المجرمين الطغاة، وضد الدكتاتورية عدوة الشعب، وكان أبرزها الكفاح المسلح الذي جمع أبناء وبنات الوطن من الموزائيك العراقي في حركة الأنصار (البيشمركه) جنباً إلى جنب مع الفصائل المسلحة للأحزاب والقوى الوطنية والديموقراطية العراقية والكوردستانية، وقد آمن الحزب وهو يخوض المعارك الكبيرة والقاسية في تاريخ البلاد بإنتصار الشعب.
في حركة الكفاح المسلح إهتم الشيوعيون بتطوير الكفاح المسلح، والعمل على تخليصه من النواقص والثغرات وتحويله إلى حركة جماهيرية واسعة، بحيث تسهم وحدات الأنصار في تقوية منظمات الحزب، وقد سجل الشيوعيون العراقيون أروع الملاحم البطولية ضد النظام الدموي الجائر الذي لجأ إلى أساليب قذرة وجبانة، وأبتكارات "جديدة" لقتل الناس الأبرياء، إذ إستخدم الأسلحة الكيمياوية المحرمة لإبادة الجنس البشري، وجعل من أرض العراق قبوراً جماعية، وبفضل صمود الشيوعيين والوطنيين تمّ إنزال عار الهزيمة والإذلال بالطاغية صدام حسين وبنظامه الدكتاتوري، وهنا لا بدّ من ذكر أسماء بعض الشهداء الذين كان دورهم رياديا، أو معروفين في قوات الأنصار: رؤوف حاجي محمد (جوهر)، الملازم ناظم عبدالرزاق (سامي)، مام كاويس، خدر كاكيل، أحمد حصاري، مام بكر، أبو قيس، الفنان معتصم عبدالكريم (أبو زهرة)، بابا علي، ماجد علي خليفة، الملازم أبو يسار، عامر عرب، يوسف عرب (مثنى) ويوسف وروار (يوسف عرب) الملازم جمال عزيز (بروا)، الملازم وهاب، الملازم جمال رانيه يى، قادر كاكه باس، أحمد بازوكا، أبو فيان، بايز سيد باقي، أورحمان لاله، أبو علي النجار، الدكتور عادل، صلاح حسن (ماموستا خالد)، ياسين حاجي صالح، ملا عثمان ومحمد عبدالجبار، رسول سور، عبدالله وقادر دلكه يى، بكر حمه بجكول (ملا حسين)، آشتي عبدالقادر (سلام) وشفيق كريم (ماموستا شاهو) وأخرين غيرهم وتطول القائمة لتصل إلى مئات وألوف ممن ناضلوا وضحوا بالغالي والنفيس من أجل قضية شعبهم.
أن الجماهير العراقية من العرب والكورد وسائر القوميات المتآخية تتطلع إلى حزبنا الشيوعي كمرشد وموجّه لنضال شعبنا في سبيل التخلص من الأوضاع المأساوية، ووضع حد للغلاء والفساد المستشري في المجتمع، وعدم تهريب النفط، وفي سبيل توفير الماء والكهرباء، وبناء مؤسسات قوية للدولة بعيدة عن المحاصصات والطائفية، والإهتمام بقضايا المهاجرين والمهجرين وضمان عودتهم وبالأخص الاخوة من الكورد الفيليين، والعمل على تعويضهم بما لحق بهم من خسائر مادية، وبناء دور سكنية لهم، ومنحهم الجنسية العراقية، فهم يستحقون مساعدة الدولة لهم كحقوق شرعية، وكمواطنين عراقيين أصلاء، لا إستعطافاً او منّة من هذا أو ذاك، وعند حل تلك المشاكل يمكن القول بأنّ العراقيين قادرون على بناء عراق ديموقراطي فيدرالي ينشد الحرية والسلام، ومن المؤكد انّ المجتمعات تحقق تقدماً حقيقياً في إطار الديموقراطية.
لنقف حداداً على ذكرى شهداء حزبنا الشيوعي العراقي البواسل.
المجد لشهداء حزبنا، الحزب الشيوعي العراقي.

13/2/2008

 

Counters