الأثنين 13 /2/ 2006

 


 

عشنا معاً وتعرفت عليكم أيام النضال ضد أعداء الشعب
 



أحمد رجب

14 شباط يوم الشهيد الشيوعي:

في كل سنة تتجدد الذكريات عن كوكبة لامعة نذرت نفسها وقدمّت دماءها القانية في سبيل الشعب والوطن وفي سبيل حياة أفضل للإنسان في مجتمع أراد له الأعداء أن يكون متخلفاً لكي يستطيعوا سرقة كل ما يملكه المجتمع والوطن من قدرات وإمكانيات وخيرات وأن يفرضوا إرادتهم على أبناء الشعب ليصبحوا أداة طيعة بأيديهم للحفاظ على ديمومة السرقة ليعيشوا في بحبوحة وجنّات النعيم.

تعرفت عليكم منذ أيام الطفولة وأيام الدراسة وفي ساحات النضال والعمل المثابر ضد أركان الحكومات المهزوزة والدكتاتوريات المتوحشة التي بدأت منذ تدنيسها لأرض الوطن بإعتقال خيرة الناس من الشبيبة المندفعة للنضال البطولي ضد أساليب حكمها القمعي وأيامها السوداء، ومن ثمّ القيام بتعذيبهم بأكثر الوسائل التي إستوردتها خصيصاً لثني المناضلين ومحاولة حرفهم عن النضال وحب الشعب والوطن، ومن ضمن المستوردات ماكينات ثرم الأجساد التي ساهمت بالقتل العمد لمئات الألوف من العراقيين ومن أبناء الشعوب والقوميات المتآخية، من العرب والكورد والكلدان الآشوريين السريان والتركمان والأرمن، ومن أبناء الأديان والمذاهب المختلفة، من المسلمين والمسيحيين، من الشيعة والسنة والإيزدية والصابئة المندائيين وغيرهم.

في 14 شباط من كل سنة تتجدد الذكريات، وفي هذا اليوم أرى صورة الشهيد الشاب الفلاح رشيد أحمد الذي تصدى مع إخوته الجنود في معسكر سعد ببعقوبة للمجرمين القتلة يوم إنقلابهم الأسود في 8 شباط عام 1963، وأرى صورة الشهيد الشاب صاحب الدكان في دربنديخان بكر أحمد نه مه لى وهو يغرق في نهر سيروان، أتذكر المحامي الذي أطلق عليه الحزب صفة المكتبة الجوّالة، أتذكر أبو كوريا ووثاب وسلام، أتذكر المحامي الأسمر حمزة سلمان ودلّة القهوة المرة بيده وهو يبتسم ويقول: إنهضوا يا شباب، أتذكره جيداً وكنا معاً في معتقل مديرية الأمن العامة عام 1962 مع صاحب بلبل المعتقل وفؤاد زلزلة وفريد أبو الجام ومحمد الصائغ وآخرين.

في معتقل مديرية شرطة كركوك ( الإسطبل ) الرهيب سمعت بوجود كتاب من دوائر البيطرة بأنّ هذا المكان لا يصلح لعيش الحيوانات، إلا أن حكومة المجرم الشوفينى العروبي الحاقد عبدالسلام عارف ونظراً للأعداد الكبيرة من السجناء أسكنت أكثر من 600 شخص في هذا المكان الموبوء في عامي 1965 ـ 1966 بين سجين سياسي وسجناء عاديين مجرمين ( قتل، سرقة، إغتصاب، إختلاس )، أتذكر أبناء مدينة الموصل وهم كثرة وواجهوا الموت وهم يهتفون بحياة الشعب والوطن والحزب. في مدينة الكوفة عام 1967 وبينما كنت جالساً في مقهى شعبي عند فلكة حبيب الرعّاش كنت أنتظر قدوم الشاب محمد حسين ناصر الحداد العامل في شركة الأحذية الشعبية لمهمة حزبية، ولكنه لم يحضر، وقد إندهشت وتصورت أن الأعداء القوا القبض عليه لأنّه كان نشطاً وفعّالاً قلّ مثيله، وعلى جناح السرعة قفلت راجعاُ للبيت، وكنت أسكن مع والدتي آنئذ في محلة السراي في دار السيد هادي حنوش على بعد 50 متر من بيت السيد الحكيم، وبينما كنت أستعد لحمل الأوراق والمستمسكات الحزبية والتوجه إلى قرية ألبو حداري (علوة الفحل) أو قرية السادات، أو التوجه إلى قرية المويهي في ناحية العباسية للإختفاء في بيوت رفاقنا الفلاحين سمعت طرقاً على الباب وعلى الفور صعدت إلى السطح، وذهبت والدتي وفتحت الباب ونادت علي بأنّ الطارق من جماعتنا ونزلت لاشاهد محمداً واللفاف الأبيض يحيط بيده اليسرى وقبل أن أقول له سلامات، قدّم إعتذاره عن التأخيروسمعت منه بأنه ذهب إلى فلكة الرعاش ولم يجدني وعليه جاء ليذهب وينفذ المهمة وأخبرني بتعرضه لحادث في المعمل أدخل على أثره لقسم الطواريء، وبدون علم الطبيب المعالج هرب لإداء الواجب، أثنيت على موقفه الشجاع، وطلبت منه العودة بالسرعة إلى مستشفى الفرات، بعد سنوات قليلة أصبح كادراً مميزاً وأرسله الحزب للدراسة الحزبية وعند العودة إلى الوطن استشهد.

كنت أرافقه يومياً من معمل السكايرفي السليمانية إلى البيت، وفي يوم من الأيام من عام 1974 ذهبت إلى بغداد وهناك أشتريت جريدة يومية، ومن المانشيت قرأت بدهشة إغتيال الشخصية الوطنية الشيوعي البارز فكرت جاويد، وسيجرى له مراسيم الدفن عصر اليوم، وانتظرنا أنا والرفاق في ساحة الميدان حتى قدوم الجثمان الطاهر لمناضل لا تلين له قناة، وحملنا النعش في موكب مهيب إلى مقبرة في باب المعظم/ وجرت مراسيم الدفن بالقرب من قبر الرفيق فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي.

أتذكر إستشهاد الشاب الجميل جميل والي في السليمانية.

في دربنديخان لا أنسى عبدول حاجي محمد، وفاضل أحمد والكادر الحزبي النشط نجم الدين شيخ محمد ما بين أعوام 1974 و 1983.

القائمة تطول وتطول والأسماء تتكاثر، وعدد الشهداء يزداد، وأتذكر الشهداء عمر حمه بجكول (الملا حسين) ـ عامل، هه زار مام هه مزه ـ عامل، حسن رشيد (فلاح) ـ كادر حزبي، معتصم عبدالكريم ( أبو زهرة ) ـ فنّان وشفيق كريم ـ مدرس اللغة الإنكليزية في ثانوية رؤشنبير في السليمانية ( إستشهدوا يوم 24/3/1980 ) في معركة قزلر البطولية ( 16 نصير ـ بيشمه ركه ـ في مواجهة 19 سمتية وهليكؤبتر وجنود وجحوش.

في دولي جافايه تي (في كاريزة ) إستشهد سيروان وعمار وسلام أحمد (ئاشتى) عند الهجوم على ربية من ربايا النظام الدكتاتوري الساقط.

في قره داغ أرسلنا مفرزة من 3 رفاق إلى حلبجة، وفي سهل شاره زور وقعوا في كمين للسلطة الدموية الفاشية، واستشهد البطلين دلزار سيد توفيق، ورسول، واستطاع الثالث الخلاص من المعركة.

في كه رميان استشهد 21 رفيق ونصير يتقدمهم حمه رشيد ميران ( بابا على ) وحسيب وقادر كاكه باش.

في قرية بيتوش استشهد الشاب الشيوعي صابر محمود طوبزاوه، وفي قرية ده رمانئاوا خليل رضا كبابجى.

في أحمد ئاوا وبالتحديد في مقر قاطع السليمانية وكركوك أستشهد الكادر الشيوعي والعسكري البارز على كلاشنكوف ورفيقه ياسين نانه وا، وفي وقت سابق أستشهد كامران أحمد ( درويش) وفي مكان أخر استشهد الكادر الشيوعي يوسف عرب.

في سيد صادق استشهد النصير الشيوعي يوسف عرب، وهيوا نائب ورفيقهما.

في مقر الحزب في بانى شار استشهد آمر الفصيل محمد عبدالجبار.

في معارك مختلفة استشهد الرفاق صابر محمود قادر، رسول سوور، عبدالله دلكه يى وشقيقه قادر، وسالم، ومام كاوه يس ورفاقه في معركة سى كانى، وماموستا هيمن.

في بولقاميش استشهد سه ركه وت، القائد بكر ته لانى، أحمد حه سارى وأبو قيس وأخرين.

في بكربايف استشهد الأبطال عبدالعزيز، سه رباز الملا أحمد بانيخيلانى وكامران ورفاقهم الآخرين.

في كه رميان استشهد الرفاق الميامين بايز سيد باقي، عبدالرحمن لاله، حسين رحيم، دلَشاد فرج. كما استشهد أبو فيان وشقيقه ماجد وأنور، وفي عمليات الأنفال القذرة والسيئة الصيت استشهد الملازم سامي ورفاقه في ئاوايى شيخ حميد في بنارى كل، واستشهد شوان حمه فتاح (حمه قتوو) في معركة سه رى نه وتى، والملازم سعد ـ أبو يسار وعمار في كه رميان، ماموستا دارا استشهد داخل السليمانية، كاوه مام اسكندر في ديوانه.

في سويله ميش أستشهد البواسل ياسين حاجى قادر، شيخ جلال وه نده رينه يى ، ئاراس اكرم، محمد فرج فه قيه جنه يى، كاظم وروار بيد المجرم رشه ى سالحه.

في زرايه ن استشهد مجيد دوكانى، والقائد العسكري لمنطقة السليمانية وكركوك رؤوف حاجى محمد (جوهر)، أن عدد الشهداء كبير جداً، ومن الصعب أن يتذكر المرء جميعهم خلال كتابة أسطر.

لكم أيها الأبطال، يا من نذرتم حياتكم وضحيتم بكل شيء في سبيل شعبكم ووطنكم وحزبكم المجيد، لكم الذكر الطيب.

13/2/2006


موقع الناس     http://al-nnas.com/