| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد رجب

 

 

 

 

الأربعاء 11 /10/ 2006

 

 

"القائد الضرورة" يحصل على كارت أحمر ويطرد من قفص المحكمة للمرة الرابعة

 

أحمد رجب

من يشاهد من الشرفاء صدام حسين وزبانيته داخل قفص المحكمة يتذكر نظامه الدكتاتوري الدموي الذي حكم العراق لمدة 40 سنة والذي شنّ خلال تلك الفترة المظلمة من تاريخ البلاد عمليات عسكرية ضد القرى والقصبات والمدن العراقية عامةً والكوردستانية خاصةً وكان أقذرها عمليات الأنفال السيئة الصيت بهدف القضاء على جذور ومقومات المجتمع الكوردستاني ولتحقيق غاياته استخدم البطش والإعتقال الكيفي للمواطنين من معارضيه وقتلهم وإرسالهم إلى المقابر الجماعية التي إنتشرت في كل مكان من أرض العراق وكوردستان ولم يكتف بذلك إذ أقدم على حرق القرى والمدن وإبادتها وردم ونسف مصادر المياه بالمتفجرات وغلقها بالكونكريت المسلح.
وبالضد من الشرفاء والناس الطيبين يقف القوميون العروبيون وبقايا البعثيين الإنهزاميين مندهشين من رؤية رئيسهم الأسير الذليل وأتباعه من القتلة والمجرمين في قفص المحكمة، وتراهم يدافعون عن الجرائم التي اقترفها الهبل الكبير ورهطه، والمآسي التي جرّها على العراق، ويحاولون طمس الحقائق لعلهم يجدون مخرجاً لإنقاذ الطاغية.
تجري المحاكمة في الوقت الذي يعيش العراقيون في معمعة الإقتتال الطائفي وأتون حرب تخطو خطوات لتكون حرباً أهلية تحرق الجميع، إذ أن الزمر الإرهابية والقوى الظلامية التي عقدت حلفاً إجرامياً مع بقايا البعث والحاقدين من الشوفينيين تصب الزيت على النار، وتريد العودة إلى النظام الدكتاتوري الشمولي وإراقة الدماء من جديد، ويوجد من يدعم عودة الرئيس الساقط، ويتمّثل في رؤساء العشائر الذين دعوا بصراحة لعودة صدام، وبعض المسؤولين من ذوي الجذور البعثية الذين يقولون بأنّ هناك خروقات واضحة في المحكمة الجنائية التي يحاكم فيها صدام وزمرته، وهؤلاء الذين يدعون إلى عودة صدام فقدوا المنح والهبات التي كانت تأتيهم أيام حكمه الأسود.
رغم التقدير والتثمين للمحكمة التي تحاكم مجرم العصر الذي أستخدم كل وسيلة بما فيها الأسلحة الكيمياوية لإبادة الجنس البشري في العراق بصورة عامة وفي كوردستان بصورة خاصة، يريد أبناء الشعب محاكمة جميع المجرمين الذين وقفوا مع النظام البائد بدءاً من المساهمين في إغتيال ثورة 14 تموز، ووصولاً إلى الذين أسهموا في إعتقال العراقيين من العرب والكورد والتركمان والكلدو الآشور السريان والأرمن، مسلمين ومسيحيين، وإيزديين وصابئة مندائيين، والذين ساهموا في تعذيبهم وقتلهم وإخفائهم، والدليل الساطع على القمع الإرهابي لنظام صدام حسين الدموي إخفاء عشرات الألوف من شباب الكورد الفيليين، ومئات الألوف من العراقيين بدءاً من مقابر الحضر شمالاً إلى الصحراء غرباً وجنوباً.
يعتقد العراقيون بأنّ النظام الذي إتّخذ من الإعتقال والقتل مهنةً لم يكن صدام حسين وستة أو سبعة من أعوانه، إذ عمد رأس النظام الذليل إلى صرف أموال العراق على الجيش والإستخبارات والمخابرات وأجهزة الأمن وتجنيد المرتزقة وشراء ذمم عناصر مهزوزة وتحويلهم إلى أداة ووحوش كاسرة للحفاظ على كرسي الحكم الدموي، لذا يطالب العراقيون محاكمة البعثيين ومطاياهم من المرتزقة والجحوش أمام محاكم لينالوا جزاءهم العادل جراء مشاركتهم في تنفيذ جرائم النظام، او الإعلان عن الذين تثبت المحاكم براءتهم.
يريد البعثيون إطالة مدة المحاكمة، إذ يعتقدون وحسب عقلياتهم المريضة بأنّ العمليات التجميلية التي أعادت قسماً منهم إلى "مرتكزات" السلطة والدخول إلى البرلمان العراقي تكون عاملاً لفك أسر صدام حسين وأقزامه، وصدام حسين معروف بين أوساط العراقيين بدجله وكذبه ومحاولاته من دق إسفين بين أبناء المجتمع، وتصريحاته النارية وعدم إلتزامه بالأدب والأخلاق، ودفعه لفريق الدفاع عنه وعن زمرته بعدم حضورهم في المحكمة، وهو يريد التغني بماضيه وعصره الطاغوتي وإبراز نفسه شجاعاً من خلال كلمات الإستعلاء، ولكن، وللمرة الرابعة يحصل على (كارت أحمر) ويطرد أمام جميع المشاهدين في العراق وفي العالم من قاعة المحكمة لسوء الأخلاق التي لم يتمتع بها يوماً ما.
وخلف صدام حسين في القفص يجلس المجرم علي حسن المجيد (علي كيمياوي) الذي أصبح قائد عمليات الأنفال القذرة، ورغم جرائمه البشعة له حرية الكلام، وهو الآخر كسيده الذليل يحاول التطاول على المشتكين والشهود، ويريد إطالة الوقت ويلجأ إلى ألاعيب وعنتريات، ويسأل عن المسافة بين معسكر ومعسكر، ويكذب بأن نظام صدام حسين الهمجي قد قام بتعويض المواطنين الذين أحرقت قراهم ومزارعهم ومواشيهم، وهو بكذبه هذا يثبت للعراقيين والعالم بأنّ البعثيين لم يكونوا صادقين أبداً، ومجرم مثل علي كيمياوي لا يحتاج إلى محاكمة.
انّ أبناء الشعب يعلمون بأنّ صدام حسين وعلي كيمياوي وهاشم سلطان وصابر الدوري وطاهر توفيق العاني وآخرين من المجرمين من أمثالهم لا يحتاجون إلى محاكمة، فهم قتلة الشعب العراقي، وهم السبب في تدهور الوضع الذي يشهده العراق، وأن إعطاء حرية الكلام لهم بمثابة جريمة كبرى بحق الشعب والوطن، فهم لا يخجلون أبداً، فرئيسهم يحصل على الطرد ويتبعه أعوانه تباعاً.
يفرح العراقيون عندما يشاهدون صدام حسين ذليلاً في قفصه، وهو يصغى (غصباً عنه) إلى إمرأة كوردية عجوز تدلي بشهادتها على الجرائم التي شاهدتها، أو تشتكي عن المظالم التي لحقت بها، وأصابع يدها تشير إلى المجرم الرئيسي، وهو الرئيس المهان الذي يتحمل هو ورهطه وزر المآسي والكوارث على العراقيين عامة وشعب كوردستان خاصةًَ، وصدام حسين يستحق الإهانة بصفته دكتاتوراً، وليكن عبرة لكل الدكتاتوريين، وهل يريد أن يكون أفضل من ساموزا، أو باتيستا،أو ميلوسوفيج أو بينوشيت !!.
وصدام حسين أثبت بلا شك أنّه خريج حفرة وجحر من جحور الفئران، وليس قانونياً كما يزعم، وليس شجاعاً كما يدّعي.

11/10/2006