السبت 27/8/ 2011
نحو المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقيد. احمد الشيخ احمد ربيعة
على اعتاب المؤتمر التاسع يسعى الشيوعيون العراقيون لاثارة اوسع واعمق نقاش حول وثائقهم ومجمل سياستهم. وبعيدا عن مدى الاتفاق او التحفظات على سياسية الحزب بهذا القدر او ذاك، الا ان هذه السياسة في عمومها تبدو الاقرب للواقع في ايجاد مخرج سليم لمآزق العملية السياسية الخانق. برنامج وسياسة الحزب الشيوعي تشكل قاعدة سليمة لصياغة سياسة وطنية عامة تعيد للوطن والشعب اماله بمستقبل وحياة كريمة. طرح الحزب برنامجه ونظامه الداخلي واللذان اقرهما في المؤتمر الثامن 2007، كمشروعين للنقاش لتقديمهم للمؤتمر التاسع. هذا الامر هو في الواقع مواصلة لسياسة الحزب في طرح مشاريع مؤتمراته للنقاش منذ المؤتمر الثالث في اواسط سبعينيات القرن الماضي وان كانت انذاك بشكل محدود.
الى جانب هاتين الوثيقتين الاساسيتن هناك وثيقة ثالثة لا تقل اهمية عنهما وهي التقرير السياسي المقدم الى المؤتمر. في واقع الحال لم يبادر الحزب خلال مجمل تاريخه المجيد لطرح وثيقة هامة كهذه للنقاش العلني ويتم نشر هذه الوثيقة بعد اقراها في المؤتمر. عمليا تطرح مسودتها للنقاش الداخلي قبل المؤتمر بفترة قصيرة وفي حدود معنية بعد ان يتم اقرارها في اجتماع اللجنة المركزية.
ان التغيرات على برنامج الحزب ونظامه الداخلي بين مؤتمرين تكون محدودة ولا تأخذ طابع واسع الا في حالة تغيرات حادة في الوضع السياسي مما يتطلب من الحزب اعادة النظر في طبيعة المهام التي سيواجهها في ظل هذه التغيرات مما يحفظ ويحدد طابعه الطبقي وموائمة تنظيمه لانجاز هذه المهام الجديدة. لقد انجز الحزب هذا الامر في المؤتمرين الخامس1993 والثامن 2007 في ظل تغيرات هامة وجذرية، وهذا الامر لا يقلل من اهمية الدراسة لمشروعي البرنامج والنظام الداخلي المقدم للمؤتمر التاسع وتبقى كاحد المهام الرئيسية للمؤتمر الذي يثبت هوية وطبيعة الحزب.
تكتسب وثيقة التقرير السياسي اهميتها الخاصة لانها تعالج سياسية الحزب ومواقفه بكل اشكالها خلال مؤتمرين وكيفية تعامل الحزب وقيادته مع المتغيرات في ضوء قرارات المؤتمر السابق واجتماعات اللجنة المركزية وهيئات الحزب العليا، اضافة لرصده للتغيرات الجارية في طبيعة الوضع السياسي وكل المحاور المتعلقة به وطبيعة وتركيبة السلطة والقوى المتحكمة فيها وعموم القوى السياسية في البلد اضافة للتغيرات على المستوى العربي والعالمي وطبيعة النهج الاقتصادي وطبيعة التغيرات الاجتماعية المترتبة على هذا الامر وطائفة واسعة من المحاور الاخرى. ويؤشر مشروع التقرير او التقرير الى اتجاهات التغيرات القادمة وطبيعتها في المجتمع او السلطة او القوى المعارضة لها، مواصلا تطوير استنتاجاته في التقرير السياسي للمؤتمر السابق. والتقرير بمحتواه مؤشر هام واساسي في قدرة الحزب وقيادته في التعامل اليومي مع مجمل هذه التغيرات. انه قراءة نقدية لمجمل سياسة الحزب وسلوكه خلال الفترة بين المؤتمرين ولكفاءة قيادته في تحويل برنامج الحزب المقر في المؤتمر الى سياسةيومية ملموسة.
ان المبادرة الى نشر مشروع التقرير يحفز ويوسع من المشاركة في مناقشة سياسية الحزب الشيوعي ويتلائم مع ما يسعى الحزب اليه من ان تكون سياسته محط اهتمام واسع لكل المعنيين بمستقبل العراق شعبا وارضا ويتوافق مع اجواء الديمقراطية التي يسعى الحزب لتعزيزها. ان هذا الامر يساعد المؤتمر ومندوبه يسهم في تدقيق شعارات الحزب وتصويبها ويسهم في صياغة قرارات وتوصيات تساعد قيادة الحزب القادمة في التعامل مع التطورات القادمة. ان الشيوعيين بحاجة ماسة الى هذا النقاش مما يعزز قراءتهم النقدية لمجمل سياسية الحزب منذ المؤتمر الثامن 2007 ويسهم في تحويل برنامجهم وسياستهم الى ركيزة هامة واساسية لمجمل القوى الديمقراطية والوطنية.