| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أحمد الشيخ أحمد ربيعة

 

 

 

السبت 15/8/ 2009



شرطي أمن سابق - سفير عراقي جديد

د. احمد الشيخ احمد ربيعة

من ضمن الاسماء التي ضمتها قائمة السفراء العراقين الجدد، يظهر اسم السفير العراقي الجديد (الدكتور) وديع بتي حنا من قضاء برطلة التابع لمدينة الموصل الحاصل على الجنسية السويدية والمقيم حاليا في السويد. والذي بدأ حياته السياسية المبكرة منذ المتوسطة والثانوية بانتمائه لبعث السلطة الساقطة ومارس منذ بواكير شبابه هواية التجسس وكتابة التقارير على العديد من العناصر الوطنية واليسارية من افراد عائلته وعشيرته وغيرهم. وبعد اختمار تجربته وتحول الهواية الى حرفه واظهار وفائه اللامحدود للسلطة ، تم ارسله الى الدراسة في الخارج.

ومعروف للذين عاشوا تجربه البعث الفاشي سواء كانوا اعضاء فيه او الذين كانوا ضحايا له. ان العناصر التي تنتمي الى قوميات اخرى غير العربية والتي تدخل تنظيمات البعث الفاشي وبشكل طوعي. كانت عناصر مستميتة ومسعورة في اظهار وفائها لسلطة البعث القومية الشوفينة واول ما تتنكر له هذا العناصر هو انحدارتها القوميه غيرالعربية وتسعى بكل جهد للتخلص من هذا ( العار) الذي يلاحقها من خلال الاخلاص والتفاني في خدمة البعث الفاشي.

وفي مدينة مينسك وخلال فترة دراسته (1986-1992)، اظهر طالب الدراسات العليا وديع بتي حنا كفاءته المميزة لخدمة من ارسلوه للدراسة. فقد كان هو وطالب اخر يدعى سلام ( عين بعد عودته عميدا في جامعة تكريت) ممثلين لتنظمات الطلبة الدارسين من مبعوثي السلطة والبعث في مدينة مينسك عاصمة جمهورية بيلوروسيا. ونشط وبشكل محموم بمراقبة الطلبة المعارضين للنظام وتزويد السفارة العراقية في موسكو بتقارير ومعلومات منتظمة عنهم، وهم في الغالب من الطلبة الشيوعيين والديمقراطيين واعضاء الاحزاب الكردية (واذا ينكر الشرطي السابق - السفير الحالي نشاطه السابق، فهناك العديد من الضحايا التي لم تنسى نشاطه والمستعدة للادلاء بشهادتها). كان مدافع امين عن نظام القتلة في بغداد. وفي احدى السنوات حين كان هناك اجتماع تضامني مع ضحايا حلبجة والذي درج الطلبة المعارضون على عقده سنويا وكان يحظى بتعاطف الطلبة العرب والاجانب، لم يكن امام هذا الشرطي الا يجن جنونه ويبعث برسالة احتجاج الى مجالس المدينة يستنكر ويطالب بوقف النشاطات التضامنية التي تفضح نظام اسياده القتلة.

وبعد انتهاء الدراسة فان اغلب مبعوثي الدولة من دورته فضلوا اللجوء الي بلدان اوربا الغربية على العودة الى العراق ، ماعدا هو وبعض مرتزقة البعث والمخابرات. وبعد عودته بسنوات قليلة ونتيجة اشتداد الحصار، التجأ الى السويد ولم يسمع له صوت يذكر.

بعد رحيل النظام الساقط، ظهر لنا الشرطي القديم بملابس جديد، منها حرصه المتفاني على قوميته وابناء شعبه من الكلدو - اشور متناسيا وبدون اي خجل او شرف كيف غادرها سابقا ( للنضال ) في حزب قومي عربي شوفيني في الوقت الذي كان العديد من ابناء الكلدو - اشور الابطال والشرفاء يرفعون رايات النضال المشرف وفي مختلف الجبهات بما فيها الكفاح المسلح من اجل حقوقهم القومية والوطنية، وقدموا قوافل مجيدة من الشهداء والاف التضحيات. هؤلاء الذين يتم الان التنكر لهم ولعوائلهم ولتضحياتهم خاصة ان من بينهم العديد من الكفاءات التي يتشرف بها ليس فقط الكلدو- اشور وانما كل عراقي غيور.

تستبعد قوائم نظام المحاصصة ترشيح هؤلاء الشرفاء والمخلصين لاعادة بناء الوطن ولتستبدلهم ببقايا من مزابل النظام الساقط ويبدو ان الحنين للماضي او العودة لاصولهم السياسية هو الذي يدفع لترشيح هؤلاء من قبل البعض، متنكراً ومستخفاً بكل دماء الشهداء وتضحيات ابناء شعبهم من الكلدو- اشور و من ابناء شعبناالعراقي. انهم يخشون القامات الباسقة ويبحثون في سقط المتاع عن اقزام وخدم ترقص مع كل طبل يقرع. خاصة وان السفير الجديد لا يمتلك من المؤهلات والخبرة الدبلوماسية سوى نشاطه السابق كعميل للمخابرات ولسفارة النظام السابق في موسكو.

ظهر السفير(المناضل) ككاتب نشيط في العديد من صفحات الانترنت ويتضمن موقعه على موقع الحوار المتمدن الواسع الانتشار العشرات من المقالات، غير ان ما يميز هذه المقالات افتقادها الى اي ادانة لسياسة النظام الساقط، بل على العكس تجده معجب بشخصية السياسي القومي اليميني والانتهازي الروسي ( جيرنوفسكي) صديق المقبور صدام وعلى المستوى العراقي يجد مثله الوطني بمشعان الجبوري (جيرنوفسكي الجبوري- ما احوجنا الى (المشاغب الوطني) الحوار المتمدن، العدد 1397 ).

ان اعادة تأهيل هذا المجرم وغيره ما هي الا وصمة عار جديدة في وجه نظام المحاصصة. وهي وصمة عار في جبين من رشحه ومن صوّت له، واتمنى على السيد رئيس الوزراء ومكتبه ووزير الخارجية ان يتخذوا ما يلزم لايقاف هذه الفضيحة، وعداه فان هذا الامر وصمة عار في جبين المالكي وحكومته.


 

 

free web counter