| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أحمد الشيخ أحمد ربيعة

 

 

 

                                                                                      الثلاثاء 10/4/ 2012



يا لعار السفارة العراقية في هولندا

د. احمد الشيخ احمد ربيعة

استجابة لدعوة التيار الديمقراطي في هولندا تظاهر مجموعة من العراقيين في 7 ابريل 2012 أمام السفارة العراقية، تحت شعارات لا تعكس سوى الحرص والخوف على ما يحيط العملية السياسية من تدهور مريع، ولا تعكس سوى الحب والخير لشعبنا العراقي ووطننا الغارق بالصراعات العبثية بين مجاميع الراكضين على مواقع السلطة والنفوذ،والتي لم يحصل منها العراقيون غير المزيد من الموت والخراب والذل والفقر والتخلف وغيرها مما يحط من كرامة الإنسان وقدره. وقد عبرت الشرطة الهولندية المكلفة بحماية التظاهرة وبناية السفارة وكما تفرض القوانين والأعراف الدبلوماسية عن إعجابها بالطريقة الحضارية والمهذبة والالتزام بالقوانين التي سادت هذا الاحتجاج في التظاهر ، لكن تصرف السفارة العراقية لم يكن سواء نقيض لذلك ويضعها في خانة لا تحسد عليها.

وقف المتظاهرون الذين سبق لهم أن وقفوا أيام النظام الساقط في نفس المكان أمام السفارة العراقية. للغرابة انه من نفس النافذة ومن خلال الستائر جرى تصوير المظاهرة وفي سابقة لا تختلف عن سلوك السفارة العراقية أيام النظام المقبور وكأن الأيام لم تغير شيئا ً سوى أن التصوير في فترة النظام السابق ربما يستمر لفترة قصيرة معنية لا تزيد على بضع دقائقٍ ، بينما أستمر يوم 7 – 4 - 2012 طوال فترة المظاهرة الاحتجاجية التي استمرت ساعة ونصف. بالتأكيد أن من قام بهذا الأمر لم يكن يسعى لوضع صور المتظاهرين في لوحة شرف السفارة، ولو كان في بلد يحترم مواطنه ومناضله لازدانت لوحة شرف الدولة وسفاراتها بالعديد من صور هذه الوجوه الطيبة التي أفنت جل سنوات أعمارها بالنضال ضد الأنظمة السابقة وجرائمها بحق الشعب والوطن.

هل يعلم طاقم السفارة ودبلوماسيوها ان التصوير في بلد يحكمه القانون مثل هولندا ممنوع ألا بموافقة الطرف المعني، لان هذا تجاوز على الحريات الشخصية يحميه القانون ويعاقب المتجاوز عليه. لا يعدو هذا التصرف سوى استغلال للأعراف الدبلوماسية لأهداف غير مشروعة. ثم ما هي الرسالة التي أرادت السفارة إيصالها للمتظاهرين؟ ولأي جهة سيتم إرسال ما تم تصويره. لوزارة الخارجية؟ أم للأجهزة الأمنية، التي يتصاعد وبفضل أزلام النظام السابق، نفوذها وسلطتها في الحياة السياسية اليومية لمواجهة الاحتجاجات الحريصة على استعادة العملية السياسية جوهرها الحقيقي؟ أم لتنظيم حزبي معين يتحكم بالعملية السياسية؟ بماذا يختلف من سيقوم بتصنيف هذه الصور وأسماء المناضلين الموجودين فيها والمعلومات المتنوعة والمرفقة بها عنهم، عن أي شرطي امن من كلاب النظام السابق؟.

بكل الأحوال فأن سلوك السفارة أخرجها من مهمتها الأساسية باعتبارها واجهة دبلوماسية للحكومة العراقية.

أي زمن سافل ذلك الذي يحوّل "مناضلين سابقين" من أجل الحرية والعدالة إلى شرطة امن وقمع ضد رفاق دربهم السابقين..!

السلوك المخزي الآخر هو أن السفارة لم تكلف أي من دبلوماسيها استقبال وفد المظاهرة التي كانت على علم مسبق به ،لا يعدو كون يوم المظاهرة كان يوم السبت عذرا كافيا ومقنعا ، لذلك أرادت السفارة أن تعبر عن الاستهانة بمطالب المتظاهرين ولكل من يعترض على ما يحدث داخل الوطن. لقد استقبل الوفد اثنان من العاملين في السفارة: الأول هوعضو في حزب الدعوة، عمل بعد سقوط النظام في وزارة الداخلية والآن يعمل في استعلامات السفارة . الشخص الثاني كان في فترة التحاقه مع وصول السفير الجديد سائقا له – مع احترامنا لمهنة أي سائق- . تحدث العاملان في السفارة مع وفد المتظاهرين ( كانوا أربعة ) عبر الباب الخارجي الحديدي المشبك للسفارة ومترددين بفتح الباب رغم كون أعضاء الوفد معروفين بشكل جيد داخل السفارة، وترددا باستلام باقة ورد كان يحملها احد أعضاء الوفد تعبيرا عن محبة الوفد لعلم الوطن فوق مبنى السفارة والحرص على توكيد سلمية العلاقة وشفافيتها من قبل المتظاهرين مع سفارة بلادهم الجريحة.

لم يكن سلوك السفارة دبلوماسيا، ولا إنسانيا ، ولا وطنياً ، لذلك فهي مطالبة بالاعتذار عن هذا السلوك المشين ضد متظاهرين عراقيين معروفين بتاريخهم و بتوجهاتهم الوطنية والديمقراطية. كما ان وزارة الخارجية العراقية مطالبة بإدانة هذا السلوك الغريب لطاقم سفاراتها في لاهاي، مدينة المحبة والورود والقانون واحترام حق المواطنين .

نطالب السفارة العراقية أن تتخلى مستقبلا ً عن أي سلوك خارج مهامها الدبلوماسية.

 

 

 


 

 

 

free web counter