| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. عقيل الناصري

 

 

 

 

الجمعة  10/8/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


البيئة والمنطلقات الفكرية لعبد الكريم قاسم
(1-4)

د. عقيل الناصري

{ لقد أشكل الإنسان على الإنسان (1) }
                                              التوحيدي

"هناك شخصيات يتماهى وجودها التاريخي مع الذاكرة الوجدانية، تماما بالقدر الذي يجري استعادتها بوصفها قوة سياسية حية وفاعلة. وهي حالة تشير إلى قيمة الأحياء والأموات في الحياة السياسية، شأن كل ما هو قابل للتطويع والاستعمال في الصراع الاجتماعي. لكنها قيمة محكومة بما فيها من قدرة على التجدد أو التفاعل مع المزاج الاجتماعي وهموم الأفراد والجماعات. وبالتالي فان قيمتها على قدر ما في أفعالها التاريخية من اثر في العقل والضمير الجمعي، أي في الذاكرة والذكرى الاجتماعية والروحية للأمم. وهو اثر قد لا يمكن على الدوام لمح معالمه القديمة، لكن من الممكن تتتبع بصماته على أوتار الصراع الحاد، وبالأخص زمن الإنعطافات الحادة في تاريخ الدولة والأمة. وهي الحالة التي يمكن رؤية ملامحها بوضوح في ظروف العراق الحالية، بوصفها حالة نموذجية قابلة للتكرار. وهو الأمر الذي يجعل من دراستها قضية علمية تاريخية وسياسية مستقبلية بقدر واحد... " (2)
تكتنف دراسة شخصية عبد الكريم قاسم الكثير من الصعوبات والإشكاليات، بسبب قلة المعطيات البيوغرافية المتوفرة عنه من جهة، وقلة تكلمه عن ذاته وعائلته من جهة ثانية، ولأنه من أبناء الطبقات الاجتماعية غير المؤثرة ولا من الذين ولدوا في كنف الرغد والمكانة . لذا حاولت جاهداً الوقوف على هذه الشخصية ودراستها من مصادر عديدة متعارضة بل ومتناقضة في الوقت نفسه [ بالطريقة نفسها التي تتجمع فيها مجموعة من الغدران كي تملأ مجرى النهر الرئيس بغية تعميق المقصد الأصلي للسؤال: ترى من هو هذا الشخص، وما هي مؤهلاته؟] بحيث صاراً مَعْلَماً في الوعي الاجتماعي العراقي وفي الجذوة المتقدة لعقله الباحث في الخيارات المتاحة وحتى تلك الفنتازية منها.
وأعتقد أن تاريخ هذا الرجل قد بدأ، بشكله الفعلي الأرأس، من خلال مساهماته الأولى في حركة الضباط الأحرار عام 1948، التي برزت في الساحة السياسية نتيجة عوامل موضوعية وذاتية، للبلد والمؤسسة العسكرية ببعدهما التاريخي. تبلور هذا التاريخ منذ قيادته لفعل التغيير الجذري، وتهيئة التربة للمشروع النهضوي المنتظر، ومساهمته فيه بصورة عضوية فعالة.. فكان له أهمية ووزن كبيرين، بغض النظر عن رؤيتنا الذاتوية له، وهما مشتقان بالتحديد من الدور الذي اضطلع فيه وجسده مادياً.. وبالتالي رسم حدود حركة الواقع للدولة والمجتمع العراقي في العصر الحديث.
سنحاول الدخول إلى هذه الشخصية من خلال المنهج النقدي، الذي هو المسار الصحيح لفهم الظواهر من جهة، كما أنه، من الناحية الأخلاقية، تعبير عن دراسة الظاهرة بصورة جدية، إذ من خلال هذا المنهج نستطيع تحديد نقاط القوة والضعف في الظاهرة المبحوثة بعد مقارنتها وتحليلها، وتحديد أبعاد تركيبتها البنائية . وطالما أن دراسة أية ظاهرة يجب أن تؤخذ ببعدها التاريخي المقترن بالمفهوم العلمي.. فيعني هذا، في بعض جوانبه، دراستها في حالة حركتها وتطورها الدائمين، ومعرفة شكلها ومدى تطابقه للمحتوى الموضوعي في حيز وجودها الاجتماعي . كما يعني من جانب آخر، أن الدراسة المؤسسة على النقد في الفضاء الثقافي " ...هو الذي يحفظ فرادة الفرد (وهو أهم أسس الحضارة الحديثة حسب تعبير الوردي) ويؤسس إنسانيته الفعلية، ويوسع جغرافية الحياة المادية والروحية ويحول خصوصاً دون اختزال الفرد إلى تجريد (الهوية السياسية). إن عمل الثقافة اللا نقدية هو صنع مقدسات ومحرمات... ". (3)
وقبيل الولوج في هذا الطريق الصعب في الظرف الأصعب وفي تحليل منطلقات قاسم الفكرية وبيئته المؤثرة.. يجب عليَّ التنويه إلى ناحية مهمة تكمن في:
- أن قاسم كان رجل عمل حسب، يعتمد جوهرياً في مقاييس حكمه على الظواهر من نتائجها سواء أكانت ملموسة أو غير ملموسة. كما أنه لم يكن رجلاً منظراً أو مفكراً مجرداً يبحث في حركة المفاهيم والنظريات وسريان مفعول أواليتها (ميكانيزماتها) وسنن تطورها ومدى تطابقها مع الواقع المادي الملموس، بل هو لم يكن معنياً بها إطلاقاً لا من بعيد ولا من قريب، إلا بذلك القدر الذي يطور فيه نفسه من أجل تحقيق ما كان يدور في ذهنه من تصورات للواقع القادم وإمكانية تحقيقها مادياَ. وفي الحقيقة لم يكن قاسم مؤهلاً لهذا الدور [النظري] أصلاً.
- في الوقت نفسه لم يكن رجلاً مصلحاً، يستطيع إعداد مخططات طويلة المدى لأجل بلوغ هدف معين.. أنه رجل عملي في تصوراته وواقعي في ممارساته. وقد ألزمه منطق منطلقه هذا حدود الاختيار الصعب في البلد الأصعب، والمتتوئم والمتزامن مع ظروفه وتعقيداتها، وتركيبته الاجتماعية وتعدديتها. وتعمق هذا الجانب واكتست سماته من واقع حياته في مطلع شبابه واحتكاكه بالمتغيرات الحياتية الني مزقت شرنقة السكون الاجتماعي والنمط التقليدي للحياة وتزمتات كياناته الصغيرة (العشائرية) التي تدور حول وحدة الدم والعصبية . (4)
كان قاسم من الناحية الموضوعية نتاج البيئة العراقية عامةً والبغدادية على وجه الخصوص وروح زمن تطورها، المتشبع بقيمها الاجتماعية والنفسية، بسلبياتها وإيجابياتها. ذلك الواقع الذي شهد تطوراً ديناميكياً منذ مطلع القرن المنصرم (5) ، وازدادت إيقاعاتها بعد تكوين الدولة العراقية وبروز الحركات الاجتماعية وبداية تكوين الفئات الوسطى وصعود العسكر للسلطة، والتداول الجديد للغة السياسية التي أرستها مجموعة حسين الرحال في البدء، وطورتها الحلقات الماركسية الناشئة، وما أشاعها جماعة الأهالي إذ تم " استحداث لغة تعبير خاصة بها ثم تمكنت من استحداث لغة سياسية معاصرة في العراق وتطوير هذه اللغة. مما كان له دور مهم في تطوير الفكر السياسي وتنضيجه عن طريق اللغة ذاتها. وقد أمتد ذلك من بداية الثلاثينيات حتى 14 تموز 1958 (6) ". ثم جاءت الجماعات اللبرالية واليسارية لتكسي هذه اللغة وتغنيها بمضامين جديدة ومفردات طبقية، وأخرى ذات نكهة تحررية للوطن والإنسان. وقد تأثر بهذه اللغة ومضامين مفرداتها الاجتصادية والسياسية والثقافية، فئات اجتماعية واسعة لم تقتصر على الطبقات الوسطى بكل فئاتها، بل ضمت حتى من أبناء بعض العوائل الأرستقراطية القديمة ونخب الحكم، كذلك أبناء الطبقات الاجتماعية الفقيرة والكادحة. لقد مثلت هذه اللغة الجديدة و مضامينها، محوراً نضالياً لحراكها الاجتماعي وصراعها الطبقي في مختلف تجلياته وساحات تواجده. وكان الكم الكبير من زعماء المرحلة الجمهورية، وخاصةً الأولى، وجملة من رواد النهضة العراقية المعاصرة قد تأثروا بمضامين هذه اللغة التي اغتنت هي الأخرى بنشاطهم العضوي الفعال في مختلف الحقول الاجتماعية والسياسية و الثقافية.. كان منهم عبد الكريم قاسم، كما تدلل الوقائع الحياتية الأولى لنشأته.
من المعلوم أن الحياة المدينية في عراق تأثرت ما بعد الحرب العالمية الأولى، التي عاش في كنفها الشاب قاسم، بالنزعة العصرية التي انصبت إحدى مضامينها الخاصة، بفكرة المساواتية الاجتماعية والتحرر والعلمانية التي أرستها جماعة الرحال في البدء، وبالديمقراطية التي تبنتها جماعة الأهالي، وبالدعوة للحرية الفردية التي بشرت بها، بصورة محدودة الجماعات اللبرالية الأولى، ومن ثم الاهتمام بالفكر الطبقي الذي تبنته في الثقافة العراقية الحلقات الماركسية قبل تبلورها وأشاعه من بعد الحزب الشيوعي لاحقاً، وتطلع إلى الانتماء القومي العربي دون التخندق فيه.
هذه النزعة العصرية ساهم فيها بالإضافة إلى ما ذكر من حركات، شخصيات علمية ومثقفة عديدة، ليس من السهولة حصرها، كان منهم حتى بعض رجال الدين المتنورين هبة الدين الشهرستاني ومحمد رضا الشبيبي وبعض ضباط الجيش الذين سبق لهم وأن خدموا في الجيش العثماني، كالرصافي مثلاً وكذلك من أجنة القوى اللبرالية التي مثلها آنذاك الشاعر جميل صدقي الزهاوي وغيره. رافق كل ذلك بدايات ظهور أجنة الطبقة الوسطى وفئة الصناعيين التي هي أكثر استعداداً من الفئات التجارية والملاك الزراعيين، لتقبل الديمقراطية اللبرالية، وذلك بسبب طابع نشاطها الاقتصادي، الذي يرتبط جدلياً بمرحلة تاريخية ومنظومة سياسية ثقافية وبسياقات من التفاعل المتبادل. وعاضد هذا الظهور تبني حركات المتنورين لفكرة التصنيع باعتبارها وسيلة أرأسية للخروج من التخلف بكل مدياته الاجتصادية والسياسية والثقافية. علماُ بأن هذه الحركات والتنظيمات آنذاك كانت ضعيفة، وهذا مرتبط بطبيعة نشوء المجتمع الحديث وماهية مركزية الدولة (الزراعية) النافية الطبيعية للتجمعات العشائرية المتشظية وظروف تشكل الطبقات والفئات الاجتماعية.. لأن المجتمع العراقي كان يشكل، ولا يزال إلى حد كبير، وحدة أقل تجانساً من الناحية الاقتصادية والإحساس بالهوية الوطنية. إذ كان الاقتصاد لم يبلغ مستوى الوجود لذاته من الناحية الموضوعية ، كما يقال فلسفياً.
كما ساهمت الظروف العامة التي سادت العراق في النصف الأول من القرن المنصرم في خلق وعي وفكر متقدمين مقارنة بما كان سائداً، تمثلا في النزعة نحو الديمقراطية اللبرالية وأعمدتها الثلاث: حرية التعبير؛ حرية تشكيل الأحزاب؛ والتداول السلمي للسلطة، بترابطها مع الواقع المادي وزمنيته، التي كانت اختياراً واعياً لبعض شرائح فئة المثقفين، رغم انعدام القاعدة الاجتصادية " اللازمة لكينونته. والسبب في ذلك بطبيعة الحال، يعود إلى أن الديمقراطية اللبرالية ليست إفرازاً فكرياً تاريخياً يحتاج حتماً إلى مقومات اقتصادية/اجتماعية محددة وإنما هي كأية فكرة جديدة ، تمثل اختياراً واعياً. وهذا الاختيار الواعي سيقع أمر نقله أو تمثله، بل وحتى أمر نقده على كاهل المثقفين، الذين سيؤدون، نتيجة جملة عوامل، وظيفة استدعاء القيم الجديدة لمجتمعهم القديم (لأنهم فئة بإمكانها أن تنقل الجديد نتيجة لما تملكه من وعي وإدراك) "(7) . وبما طرحته الحياة على عاتقهم آنذاك في شكلها الجنيني، والذي لم يرى تجسيده المادي إلا بعد ثورة تموز، لأجل "... دخول العراقيين التاريخ كفاعلين عضويين لا تابعين متخلفين... ضمن أطر مشروع ثلاثي الأبعاد: وضعي – عقلاني- علماني
ضمن تفاعل الأهداف التنويرية المنطلقة من ثلاثية: الفرد – العقل - الطبيعة ". (8)
لقد وجدت هذه الدعوات الجديدة صداها لدى كم واسع من الجيل الجديد بفئاته المتعلمة و المثقفة، وأخذت تنظم ذاتها في حركات وتجمعات وأحزاب، خاصةً بعد توسع الطبقات الوسطى عددياً وبالتالي نوعياً، بعد الحرب العالمية الثانية. وازدادت هذه الوتائر في نهاية المرحلة الملكية وأصبحت أحد الأسباب الأرأسية للأزمة العضوية التي ضربت النخبة الحاكمة التي فجرتها ثورة تموز.
لقد ساهمت هذه النزعات العصرية في خلق مؤسسات الدولة الحديثة من جهة، لكنها نمت روح المعارضة من جهة أخرى، رغم أن بعض فئاتها سلكت التعايش مع حاضنة مصالحهم المتمثلة في قوى الاحتلال والدولة الجديدة.. في حين بقت فئات أخرى، على نمطها النازع للتحرر من التبعية للدولة المحتلة وتلك المشكلة فعارضتهما وناضلت ضد سلوكها السياسي ونزعتها الطبقية وعلاقاتها مع بريطانيا، من خلال الصحافة أو الأحزاب العلنية وتلك السرية الناشئة، لأن فعل العصرنة ذاته، المتمثل بالدولة ووظائفها الاجتماعية، قد خلق التناقض بين المجددين والتقليدين.
أما من الناحية الذاتية فقد بدأ قاسم في مطلع شبابه، يخطو خطواته الأولى بالتثقيف الذاتي، حسب الظروف المتيسرة، إذ لم تشف الكتب الدراسية غليله المتعطش إلى فك طلاسم الظواهر الاجتماعية الجديدة التي كانت تطرحها الحياة بقوة في وقتها، وتنادت لها القوى الاجتماعية المجددة التي بدأت بالبروز المؤثر منذ منتصف العشرينيات، كان منها: مسألة الاستقلال السياسي والتحرر؛ الانتداب والأزمة الاقتصادية؛ قضايا التخلف والفقر المزمنين؛ المرأة وتحررها الاجتماعي؛ مسألة الأرض والفلاح؛ تجسيد الوحدة العراقية والمواطنة؛ توزيع الثروة وتجسيد العدالة النسبية .
كان النظام التعليمي في عراق مطلع القرن المنصرم، غير وافي إذ تلقن مواده بصورة مجردة ، والأهم لم تكن مرتبطة بالحياة والواقع المعاش ومضامينه، كما كانت ذات أبعاد مثالية غير مستنبطة من تاريخية ومنطلق المجتمع العراقي، حيث كان الطالب آنذاك " يدرس في جميع المراحل من التاريخ الأوربي أربعة أضعاف ما يدرسه الطالب البريطاني من تاريخه وتاريخ أوربا..." وهذا يشمل مناهج الجغرافية "... فخصص كتابا يشمل دراسة جغرافية أوربا و أقطارها مع إلزامهم برسم خرائط تلك الأقطار ومعرفة تفاصيل قد لا يتوفرون على معرفة مثيلها في الجغرافية العربية ... " (9) . هذا الوضع المدرسي كان يكمله قلة توفر المصادر العلمية والكادر المؤهل. لذا التجأ الواعون من الجيل الجديد إلى التثقيف الذاتي قدر الإمكان.. من خلال البحث عن الجديد من المصادر الملبية لطموحاتهم المعرفية، التي كانت تأتي، سراً أو علناً، للعراق من خلال مصادر متعددة منها: الكتب والمجلات والصحف العربية والأجنبية (10) ؛ من الاحتكاك بالقادمين من الدول الأوربية ذوي الفكر الاشتراكي والتقدمي؛ من العمال الهنود والإيرانيين المنتظمين في حركات سياسية ذات طابع تقدمي؛ ما ينقله زوار العتبات المقدسة؛ ومن العراقيين، خاصةً الطلبة، العائدين من الخارج.


(1) مستل من كتاب أحمد المهنا، الإنسان والفكرة، مركز الحضارة العربية، القاهرة 2000.
(2) ميثم الجنابي، عقيدة الثأر السياسي في العراق، الحوار المتمدن في 10/7/2007www.rezgar.com
(3) المصدر السابق، ص. 117.
(4) يصف د. عبد الجليل الطاهر العصبية بكونها: " موحدة وشاملة وذات قوة إلزامية قهرية وزجرية تمارس سيطرة على ضمائر أفراد القبيلة. وفي ظل العصبية تكون الحقوق والواجبات ملك العصبية وحدها ويتجلى ذلك في الزواج والثأر والغزو والدخالة والحشم وغيرها من مظاهر المجتمع العشائري. وفي العصبية يدخل الأفراد في صلب ضمائرهم الشعور بالمسؤولية أو الوازع الخلقي نحو العصبة ويستنكفون عن القيام بما يخالف العصبة. إذن العصبية مصدر للمسؤولية المشتركة وأساس لكل فعالية موحدة ومتضامنة وجماعية. وتتجلى العصبية في مظاهر اجتماعية متعددة منها عصبية الأقارب وذوي الأرحام، وعصبية القبيلة، وعصبة التحالف القبلي، وعصبية الولاء، وعصبة الجوار ". مستل من د. عامر حسن فياض، جذور الفكر الديمقراطي ، ص. 73، مصدر سابق.
(5) شهد العراق الحالي تغييراًَ سريعاً منذ بداية الحرب العالمية الأولى مقارنةً بما كان عليه قبل ذلك إذ " أن هذه الحرب كانت بمثابة مفترق طرق بالنسبة للمجتمع العراقي، فقد جاءت إلى العراق في أثناء الحرب و بعدها مخترعات أذهلت العقول، وفي عام 1920 تشكلت الحكومة العراقية، ثم أختير فيصل الأول ملكاً عليها . وبذا بدأ الصراع المتتابع بين المحافظين والمجددين.. إن المتصارعين، جديدهم وقديمهم، كانوا بسطاء في أهدافهم وأذهانهم. ويرى الوردي أنه كانت أولى معارك المجددين والمحافظين هي التي نشبت بين دعاة السفور والحجاب". حميد المطبعي، علي الوردي يدافع عن نفسه، ص. 97، المكتبة العالمية، بغداد 1987.
(6) رفعت الجادرجي، صورة أب، ص. 7،مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت 1985.
(7) المصدر السابق، ص. 123. كذلك راجع طيب تيزيني، حول مشكلات الثقافة والثورة في العالم الثالث، دار دمشق، دمشق 1974.
(8) للمؤلف، من ماهيات السيرة، الكتاب الأول ، ص. 8 مصدر سابق.
(9) حسن العلوي،الشيعة والدولة القومية في العراق ، ص.297، ط.2، دار ومكان النشر بلا. 1990.
(10) كان دور الصحف والمجلات العربية أكثر بكثير من الصحافة الاجنبية، نظرا لقلة القارئين باللغات الأجنبية. وقد لعبت هذه الصحف دوراً في نشر الأفكار العصرية، كما كان تأثيرها واسعاً على الجيل الجديد.

يتبع