| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الخميس 8/4/ 2010



النخب السياسية سبب أوجاع ومآسي العراقيين

د. أكرم مطلك

ان المجتمع العراقي منذ نشأته متنوع الديانات والقوميات ,عاش متألقا متشاركا ومتعاونا طوال حياته في وقت حدثت في بقاع مختلفة من العالم حروبا طائفية وقومية بين ابناء البلد الواحد لكن النسيج الأجتماعي العراقي بفسيفسائه المتنوعة الجميلة بقي بعيدا عن كل هذه الأحترابات الداخلية وهذا بالتأكيد مرتبط بالتأريخ الحضاري للعراق وبالشخصية العراقية المتآلفة التي ارتبطت بالأخلاق العائلية الرفيعة الأعراف وبالأرتباطات العشائرية ومحبة الآخرين وحب الذات العراقية والوطن العراقي المستوعب لكل ابنائه على اختلاف مشاربهم .

ان المشكلة في المجتمع العراقي بدأت من قبل النخب السياسية التي توارثت حكم العراق التي عملت على اذكاء الأستقطابات الطائفية والقومية العنصرية لتسهيل هيمنتها على السلطة ولتمرير مخططاتها والأحتفاظ بكراسي حكمها لأطول فترة واستغلت هذه المظاهر السلبية لتبرير فشلها في خدمة الشعب العراقي والتستر على فشلها في ادارة دفة الحكم وعملت على فرض اخلاقها على فئات عديدة من المجتمع العراقي وسياستها السلبية شجعت حالات السرقة والأحتيال والتجاوز على القانون وحياكة المؤمرات ضد بعضهم البعض .

ان المجتمع العراقي انجب خيرة العلماء والمفكرين والأدباء والفرد العراقي متميز عن اقرانه في المنطقة بقابلية التطور واهتمامه بالمعرفة والعلوم وبالمقابل من ذلك ومن سوء حظنا ان تتصدر قيادات النخب السياسية العراقية اناس اشباه متعلمين ومن ذوي النزعات الأنانية الفردية منحدرين من اصول متخلفة قادوا البلاد من كوارث الى كوارث اكبر لم يتعلموا من تجارب التأريخ ولم يتعظوا بالمواعظ المقدمة لهم ولم يستوعبوا التطور ومواكبة العصر ولم يغرسوا في نفوسهم الغيرة الوطنية العراقية وحب المواطن العراقي والحرص على مصالحه وأكاد اجزم بأن كل مراحل تاريخ العراق المعاصر من العهد الملكي الى الوقت الراهن حكمت العراق نخب سياسية كانت السبب الرئيسي في كل ما حصل ويحصل في العراق من مصائب واوجاع مستمرة وكان ابرزها فترة الدكتاتور المقبور صدام وان ما نعاني منه من تفكك في المجتمع العراقي والأحتقانات الطائفية والقومية قد سببته هذه النخب السياسية وسياستها المتخلفة والخطيرة .

يجب ان يكون الكلام صريحا وواضحا لا يتحمل المواقف المتذبذبة والمترددة في تشخيص أمراض هذه النخب السياسية , ان الفترة الحالية التي يعيشها وطننا لا تتحمل ابدا الأستمرار في ادارة الصراعات العقيمة وان تتشكل حكومة تكنوقراط تعتمد ضوابط الكفاءة والمعرفة والنزاهة بعيدا عن المحاصصة البغيضة والحزبية الضيقة والطائفية المقيته .

يبقى السؤال المفتوح هو هل يوجد في العراق في الوقت الحاضر نخب سياسية قادرة على التخلي من انانيتها وحب الأستحواذ على جميع السلطات؟

 

 

free web counter