| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الأحد 7/11/ 2010



نواب أخترتوهم - تحملوا وزر أعمالهم

د. أكرم مطلك 

لا يختلف اثنان من العراقيين بأن البلد يمر بأخطر مراحل تطوره السياسي وأفاق مستقبله اللاحق ,بلد منقسم على نفسه تعصف به الصراعات والمحاصصات والتخندقات العرقية والطائفية واحتلال جاثم على صدره ، بلد يعبث به الأرهاب الأسود مزروعا بالمافيات التخريبية ينتشر الفساد الأداري والمالي بالغا أرقاما قياسية مرتبطا بأجندة سياسية, بلد يشعر فيه المواطن بالخوف والرعب وعدم الأطمئنان في ظل وضع مزري من انعدام الخدمات الضرورية للعيش الكريم ,بلد يعيش وهو مهموم بحاضره وقلقا على المستقبل القادم لأبناءه , بلد ينزف ابناءه يوميا دما مراقا على الطرقات تتجول فيه سيارات الرعب والقتل المفخخة لتقتل أكبر عدد من العراقيين بلا هدف ولا تمييز يزيد من اعداد الأرامل واليتامى والثكالى ليصبح البلد الأول وعلى مر العصور في كثرة هذه الأعداد . كل هذا الذي يحدث ولازال الشعب العراقي يأمل ويتمنى ويتحدى لا يريد ان ينقرض ولا يريد ان يستكين لأن الوطن أمانة في اعناق كل العراقيين الوطنيين الشرفاء .

لقد أدى المواطن ورغم كل الظروف السيئة التي يعيشها بما يمليه عليه ضميره وفهمه لطبيعة المرحلة وما يمليه عليه الواجب الوطني ومنها الأنتخابات التي دخلها بقوة آملا في التغيير وانتشال البلاد من الهوة السحيقة التي هي بها ولكن للمرة الثانية يخدع فيها المواطن وتسلب ارادته ويهدر حقه بأيادي من انتخبهم واعطائهم صوته وثقته , ثمانية اشهر مرت على الأنتخابات ولم تشكل الحكومة وهو رقم قياسي ( يبدو العراق متميز على بلدان العالم في انفراده بالأرقام القياسية في حجم الكوارث فقط !!!!) والكتل الفائزة (الخاسرة) تتنابز وتتناحر فيما بينها من اجل تقاسم الأرباح والغنائم والأمتيازات على حساب المسألة الكبيرة وهي مشكلة الوطن والمواطن العراقي على حساب حاضر ومستقبل العراق وهل يبقى البلد العراقي موحدا ام يدخل في طريق الأحتراب والتطاحن الذي لا نهاية له ؟ نواب انتخبهم المواطن وتأمل منهم خيرا يخونون الأمانة منذ البداية .

ان سرقة الصوت والأمل والثقة هي شبيهه بجريمة القتل حيث وضعوا المواطن بين سندان الكتل الفائزة (الخاسرة) وقياداتها المتشرذمة غير المسؤولة وغير الكفوءة ومطرقة الأرهاب الدموي الفاشي وما على المواطن سوى اطلاق الآهات من الألم والعذابات .

نواب انتخبهم يؤدون عملهم كتجار الجنط او الدلالين مهمتهم الأولى الحصول على كرسي البرلمان والأستفاده من الأمتيازات والرواتب الممنوحة لهم حتى وان لم يعملوا !!!

مرت ثمانية اشهر على الأنتخابات والنواب يستلمون رواتبهم بأنتظام كل نائب 11000دولار شهريا + تخصيصات تقدر ب8000 دولار + تخصيص ثلاثين فردا للحماية مع سياراتهم + 2500 دولار مخصصات سكن كل هذا مقابل عملهم الذي استمر لمدة عشرين دقيقة فقط !!! هي جلسة الأفتتاح . نواب بدون عمل وبدون واجبات يحصلون على رواتب ضخمة في بلد يعيش ابناءه البطالة والفقر ومعدلات رواتب منخفضة .

نتساءل بأسم من تسن وتشرع هكذا قوانين والعجيب لم يتقدم اي نائب بأيعاز من ضمير او بدوافع وطنية او دينية ان يعترض على هذة الأمتيازات او يطالب بتخفيضها حتى لو بكلمة خجولة ولكن لا حياة لمن تنادي .

العورة الكبرى بل الفضيحة الأخلاقية غير المقبولة لا دينيا ولا سياسيا ولا وطنيا ان يترك هؤلاء النواب (النشامى) مشاكل العراق في مهب الريح ينزف ابناءه دما ليذهب اكثر من 57 نائبا الى الحج تاركين مهامهم كنواب منتخبون ينتظر منهم الشعب حلا لمشاكل البلد . ان حجتكم ايها النواب الموقرين مرفوضة وغير مقبولة بل هي اثما لا يقبل به الله ولا رسوله فمن يترك عمله بدون ان ينجزه ولايبرر ثقة من ثقوا به وسلموه الأمانة ومن أخد المال بدون حق ليزور به بيت الله لأن هذا العمل يعتبر سرقة والمال حرام وعلى المسؤولين ( الشرفاء ) ان يسنوا القوانين لمنع هذا الحج السياحي والتجاري وان تأخذ المرجعية الدينية مكانتها ومسؤوليتها الشرعية وتعطي رأيها الصريح لتقول لهم حجتكم غير مقبولة لأنها لا تستند على اي اساس او تبرير لأن المقصر امام ابناءه ووطنه والسارق لثرواتهم لا يمكنه ابداً ان يحصل على مغفرة رب العالمين .

" ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين "
 

 

free web counter