| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

السبت 6/2/ 2010



الأمام الحسين وقضية المظلومين والأعلام الحمراء

د. أكرم مطلك

ان عدالة قضية الأمام الحسين ومأثرة استشهاده البطولي هي واحدة من أعظم الملاحم الأنسانية المقاومة للظلم والتعسف والأضطهاد وكانت بحق رمز الأصرار والتحدي بوجه كل الظالمين والعابثين بمقدرات الأمة . ان الأمام الحسين واصل مسيرته بخطى ثابتة مؤمنة ومقتنعة بعدالة قضيتها لم يقف بوجه قوة الأعداء او كثرة عددهم واصر على مواصلة القتال ضد الطغمة المهيمنة وهو يعرف حق المعرفة ما ستؤول له نتائج المعركة غير المتكافئة , ان العمل الذي قام به الحسين ليس عملا انتحاريا بل عملا جليلا أراد من خلاله ان يثبت القيم الثورية ونزعة التحرر عند الفرد وان يعزز ويعطي للأنسانية بعدا قويا ومؤثرا وهو اذا كنت مقتنعا بصحة افكارك وأحقية مطالبك وشرعية حقوقك فلا تتوانى في النضال من اجل تحقيقها , لقد سار الآلاف من البشر المؤمنين بأفكارهم وبحقوقهم المشروعة على نفس الطريق الحسيني من اجل ارساء دعائم الحق والحرية .

ان الأعلام الحمراء التي رفعها الملتفين حول الحسين هي رمز لدم الشهداء والمظلومين وستبقى ترفرف فوق قبورهم الى حين اخذ القصاص من كل القتلة والظالمين والأقرار بحقوق الشهداء واستمرار النضال من اجل قضيتهم العادلة ،

ان ما يجري الآن على ارض العراق هو استمرار لقضية ومأثرة الحسين مع اختلاف الزمان , فالصراع هو نفسه ما بين قوى الخير والحرية وقوى الشر والظلام والتعسف . ان قوى الشر الظلامية المتمثلة بفلول البعث وحلفائهم التكفيريين المجرمين وهم يمارسون العمليات الأرهابية والتقتيل الجماعي لأبناء شعبنا من اجل استعادة عروش طغيانهم المنهارة وفي سبيل اذلال شعبنا من جديد , لكنهم يبقون اغبياء لا يريدون معرفة الحقيقة او قراءة التاريخ ودروسه القاسية ولا يريدون رؤية المستقبل الرافض لكل افكارهم البالية والمنحرفة ولكل اساليبهم المعادية للأنسان والطبيعة .

ان قضية الحسين يجب ان تبقى قضية مقدسة وان تصان بصدق لتبقى حقيقتها مضيئة للأجيال القادمة كفكر وارادة وأخلاق ووطنية , اما المتاجرين بأفكار الحسين وقضية استشهاده من اجل تحقيق مأربهم ومصالحهم الخاصة على حساب قضية الحسين العادلة والمقدسة , يجب كشفهم والحد من جشعهم وتسترهم بالرداء الحسيني ومتاجرين بدم الحسين بأنتماءاتهم المزيفة الى النهج الحسني , فممارسات الفساد المالي وسرقة المال العام والتقصير الكبير في خدمة المواطنين وعدم تحقيق مطالب المظلومين وعدم الوفاء لحقوق الشهداء ، فهؤلاء بعيدين كل البعد من قضية وافكار الحسين العادلة .
 

 

free web counter