كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الأربعاء 2/9/ 2009

هل للأرهاب أخلاق يا سيادة الرئيس ؟ د. أكرم مطلك   لم يظلم شعب في العالم كما ظلم الشعب العراقي الذي عاش عقود طويلة من الزمن وهو يتوجع الما وينزف دما وينتظر حلا ومنقذا من اوضاعه المأساوية منذ بدا الأنشقاقات في صفوف المسلمين الأوائل الى عهدنا هذا ,كان الثمن المدفوع هو الأنسان العراقي البسيط الذي رضع المعاناة وشب على القهر والظلم منذ نعومة اظافره وكان ضحية طغيان الحكام وانظمتهم الجائرة ومغامراتهم الخائبة التي أدت بنا الكوارث والخراب . ان شعبنا العراقي يعيش منذ سقوط الطاغية في صراع مرير ودموي مع عصابات بقايا البعث البائد وجماعات التكفيريين المتوحشين وبين حقد وكيد الأشقاء والجيران , ان شعبنا لا يريد بعد كل معاناته سوى ان يعيش بسلام وامان وان يبني وطنه ويواكب ركب الحضارة العالمية . ان مسلسل الأرهاب والتفجيرات الدامية متواصلة حتى بعد انسحاب الأمريكان من المدن وهذا يعني هدف الأرهاب ليس المحتل بل الشعب العراقي ومستقبل العراق وكانت ذروة هذه التفجيرات هي استهداف مؤسسات الدولة العراقية وكيانها وتسبب في استشهاد وجرح المئات . ان موقف الحكومة العراقية هذه المرة واضحا وصريحا بأن الأرهابيين قدموا من سوريا التي قدمت مخابراتها لهم كل الوسائل اللوجستيه وطالبت الحكومة العراقي مدعومة بالأدلة والأعترافات بتسليم المتورطين بهذه التفجيرات وهم ( اثنان فقط ) مع العلم ان في سوريا المئات من اعوان النظام السابق ومن قيادات اجهزته الأمنية والكثير منهم مطلوب للعدالة العراقية وكان رد سوريا وعلى لسان رئيسها بأن طلب العراق هو لاأخلاقي , اني اتساءل يا سيادة الرئيس هل هذه التفجيرات الأرهابية وقتل الأبرياء هو من الآعمال المسؤولة والأخلاقية !! وهل ايواء القتلة والمجومين والتستر عليهم هو عمل اخلاقي !! ولكن الظاهر ان الأرهاب والمؤمرات ودسائس المخابرات والأغتيالات والتهدبدات هي من صلب الفكر والنهج والسياسة البعثية واصبحت بحق الوريث الشرعي للنظام الصدامي المقبور في العراق . ان اتهامكم لطلب الحكومة العراقية بأنه موقف لااخلاقي هو رسالة اهانة وتحقير ليس ضد الحكومة العراقية بل ضد العراق وشعبه وتظهرعدم اكتراثكم لما حدث من قتل وتدمير اني اتساءل عن المواقف الأخلاقية واللااخلاقية بعرفكم فأولا هل وراثتكم للحكم عمل اخلاقي وشرعي؟ وهل تغيير الدستور حسب مواصفاتكم هو عمل اخلاقي ؟ وهل ممارسات الجيش والمخابرات السورية في لبنان من تجاوزات واغتيالات بدءً من اغتيال الشهيد جنبلاط الى اغتيال الشهيد الحريري هو عمل اخلاقي ؟ وهل اعمالكم المهينة لدولة لبنان ولكرامة شعبها عمل اخلاقي ؟ وهل ضرب المقاومة الفلسطينية ومخيماتها في لبنان هو عمل اخلاقي ؟ وهل سجناء الرأي السوريين القابعين في سجون مخابراتكم بدون محاكمة منهم من قضى أكثر من عشرين سنة في السجن ومنهم من مات في السجون هو عمل أخلاقي ؟ انكم آخر من يتكلم عن المواقف الأخلاقية والمسؤولة فحكمكم وممارساتكم غير شرعية وصحت الحكمة التي تقول " من كان بيته من زجاج فلا يرمي بيوت الآخرين بالحجارة "