| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الأحد 28/3/ 2010



اختياراتكم لا تصلح حال العراق أبدا

د. أكرم مطلك

انتهت الأنتخابات البرلمانية العراقية وظهرت نتائجها واسماء الكتل الفائزة فيها حسب أعداد اصوات الناخبين ,هذه الأصوات التي ادلى بها الناخبون ليس من الضروري ابدا ان تنم عن فهم وادراك لبرنامج هذه الكتل او الشخصيات الممثلة لها وما وراءها من تأثيرات خارجية ولأسباب عديدة منها الذاتية ومنها الموضوعية , فيما يتعلق بفهم الناخب وادراكه لمسؤلية صوته في اختيار الكتلة والمرشح تتحكم فيها عدة عوامل واضحة وضوحا تاما , أولها الأستقطاب الطائفي البغيض والذي جسدته هذه الأنتخابات بصورة واضحة , وثانيا هي حالة الضعف واليأس الذي ينتاب الكثير من العراقيين لذا نراهم يبحثون عن من ينقدهم من الوضع المأساوي الذي يعيشونه فتراهم متمسكين بأفراد اعتقادا منهم بأنهم الربابنة الصالحين الذين يقودونهم الى شاطيء الآمان مثل شخص المالكي وقائمة دولة القانون , وثالثا ان المواطن العراقي يعيش تحت رعب العمليات الأرهابية والوضع الأمني الهش والتفجيرات التي ادت الى استشهاد الاف الأبرياء وبصورة اجرامية بشعة بدأ يشعر بالخوف من استمرارها ولم يرى في الأفق حلا جادا لمعالجتها والقضاء عليها فرضخ المواطن العراقي تحت ضغط هذا الهاجس الخطر بأختيار قائمة معينة وعلى وجه التحديد القائمة العراقية ورئيسها اياد علاوي بما ( وراءه من بلاوي ) عسى ان تتوقف هذه العمليات وذلك لأسباب معروفة هي علاقاته الجيدة مع سوريا والسعودية ومع البعثيين ناهيك عن علاقاته الوطيدة مع الأمريكان. ورابعا الضغط الكبير الذي تعرض له الناخب خلال الفترة الأنتخابية من وعود براقة وآمال وردية ومعالجات سحرية لكل مشاكل المجتمع العراقي من خلال حملة اعلامية انتخابية رصدت لها ملايين الدولارات بفضل الأمكانيات المادية للقوائم الكبيرة دفعت الناخب العراقي الى اعطاء صوته عسى ان يناله شيء من هذه الوعود الكريمة والسخية جدا!!!

وخامسا هو مدى فهم وادراك الناخب لمهماته وما يدور حوله من معالجات لمشاكله والى فهم الحد الأدنى لطبيعة التعامل السياسي الجاري في البلد والتمييز بين القوى السياسية الحقيقية التي ارتبط نضالها في الدفاع عن مصالح الشعب العراقي وفئاته الكادحة وبين القوى التي ترفع الشعارات البراقة المغلفة بالستار الديني هذه القوى التي جربها شعبنا في السنوات الماضية فخذلته ولم توفي بوعودها في تحسين احواله بل بالعكس زادتها بؤسا وشقاء. وسادسا هو الشعور بالخيبة من سلوك الأحزاب الدينية الأسلامية في معالجة الظواهر الأجتماعية والمشاكل الأقتصادية والفساد المالي والأداري المستشري بين اعضائهم دفعت بالعديد من افراد شعبنا الى اعطاء اصواتهم الى قائمة علاوي .

أما من الناحية الموضوعية فأن الوضع العراقي لا يحسد عليه ابدا فحاله كحال الراقص بين الأفاعي يتحين به الفرص ويتدخل في شؤونه الأشقاء قبل الأعداء فكل بلدان الجوار وبدون استثناء مدت خراطيمها في شؤون العراق وشكلت شبكة من السياسيين الممالئين لهذا البلد او ذاك ناهيك عن ان العراق لا يزال يرزخ تحت طائلة البند السابع ولا زال تحت الأحتلال ووجود اكثر من مئة الف جندي امريكي على اراضيه ولأمريكا اليد الطولى بالشأن العراقي الداخلي .

كل هذا خلق مناخات غير مناسبة ولا مريحة للناخب العراقي في حسن الأختيار وبملىء ارادته الحرة فلا يمكن انتقاده ولكن يعتب عليه ومن باب تذكيره (عسى ان تنفع الذكرى ) بأنه جرب ولمدة سبع سنوات حكومات متعاقبة من أياد علاوي الى الجعفري الى المالكي لم يقدموا له شيئا ولم يوفوا بوعودهم بل زادوا من معاناة المواطن العراقي وكانت حكومات محاصصة وطائفية اعتلى الحكم فيها مسؤولين غير كفوئين علميا واداريا وسياسيا صاحبتهم فضائح السرقات والتحايل والأختلاسات المليونية .

يبقى سؤال واحد للعراقيين الشرفاء هو : انتخبتوهم مرة ثانية ، فهل أحسنتم الأختيار ؟ وهل انتم مطمئنون لهم ؟
هذا ما ستكشفه الفترة القادمة .

 

 

free web counter