| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الخميس 28/1/ 2010



هل الحزب الشيوعي العراقي غير واقعي كما يقيمه علي الأديب

د. أكرم مطلك

عرضت القناة السومرية الفضائية في برنامج " لكم القرار" مقابلة مع النائب علي الأديب القيادي البارز في حزب الدعوة ، وجهت له سؤال حول موقفه وتقييمه لسياسة الحزب الشيوعي العراقي , بعد ان اقر الأديب بنصف الحقيقة وهي المهمه في رده بأن الحزب الشيوعي العراقي ومنذ تأسيسه اتبع خطاً راديكالياً في استراتيجيته وهي الدفاع عن الفئات الكادحة من العمال والفلاحين واستطاع استقطاب الشارع العراقي ولكن تقييمه للحزب الشيوعي العراقي يبقى حزباً غير واقعي .

من حق اي شخص انتقاد سياسة وبرنامج اي حزب او مجموعة سياسية ضمن الأجواء الديمقراطية التي نعيشها وان تعلن الأراء الحرة ونستمع الى الأراء المناقضة طالما ان الحقيقة تبقى دائما مضيئة رغم محاولات طمسها او تزويرها او الأقرار بنصفها , ان الشطر الأول من تقييم السيد الأديب هو الأقرار بنصف الحقيقة ولكن الأستدراك ووضع علامات الأستفهام على سياسة الحزب الشيوعي العراقي بكونه حزب غير واقعي لا يستمد سياسته من خصوصية المنطقة الأسلامية .

اسأل السيد الأديب هل من غير الواقعي ان يستمر الحزب الشيوعي العراقي على نفس النهج منذ تأسيسه ولحد الآن وهو النضال من أجل حقوق الفئات الكادحة المظلومة من العمال والفلاحين والعمل على اقامة المؤسسات الديمقراطية والدستورية والأقرار بحقوق الأنسان واقامة المجتمع الديمقراطي واطلاق الحريات العامة والنهوض بالوضع الأقتصادي والأجتماعي للبلد واصلاح مؤسسات الدولة والوقوف ضد التطرف الطائفي والقومي ومحاربة الفساد المالي والأداري واستقلالية القرار العراقي بدون تأثيرات خارجية , وهل من غير الواقعي ان يبقى الحزب الشيوعي العراقي رافعاً شعاره الرئيسي العتيد "وطن حر وشعب سعيد" فهل هذا الشعار الأستراتيجي غير واقعي ايضا عند الأديب ؟

انا مع الأديب ، يكون الحزب الشيوعي العراقي غير واقعي اذا نادى الآن بتطبيق القوانين الأشتراكية وازالة الفوارق الطبقية من خلال قوانين مركزية او التحدث مع الجماهير عن نظرية رأس المال وفائض القيمة وقوانين المادية الديالكتيكية وغيرها من الأطروحات النظرية مع العلم ان الحزب الشيوعي العراقي لم يطرح في الوقت الحالي هذه الأفكار النظرية حتى في اعلامه .

ان كل حزب او تجمع سياسي او فكري او ثقافي او خيري من حقه ان يحلم وهو حلم مشروع متمنياً ان يحقق اهدافه التي يناضل من اجلها وهذا لا يعني انه غير واقعي , اسألك بالله هل الواقعية عندك هي التخندق الطائفي وانشاء المليشيات المتحكمة بالشارع فساداً وسرقة المال العام والفساد الأداري وقيادة البلد نحو المجهول , هل الواقعية عندك ان تصلي وتصوم وتحج وتطيل اللحى وتقيم الشعائر الدينية وتتكلم بأسم الأسلام وهو الظاهر ولكن المخفي هو الممارسات المسيئة الى الدين الأسلامي والوطن .

ارى وبصفة شخصية ان اكثر الأحزاب السياسية العراقية واقعية هو الحزب الشبوعي العراقي ولولا واقعية سياسته ما كان بأمكانه ان يستمر في النضال المتواصل لأكثر من سبعة عقود . تكون واقعياً عندما تضع يدك وبصورة صحيحة على الآلام والمشاكل التي يعاني منها البلد , تكون اكثر واقعيه عندما تكون صادقاً ومتحسس بألآم الفئات الكادحة من شعبنا ومتعاشياً معهم .

تكون واقعياً عندما تلعن الظلامية وتنشر الفكر التنويري والواقعي البعيد عن سياسة التجهيل والتغفيل . تكون واقعياً عندما تحسس المواطن بمسؤولياته وتقر بحقوقه , تكون واقعياً عندما تعلن رأيك بصراحة تامة حتى لو يكلفك هذا ثمناً غالياً .

 

 

free web counter