| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

السبت 26/12/ 2009



احتلال حقول الفكة قضية حق اريد لها باطل

د. أكرم مطلك

لا يختلف اثنان من العراقيين الشرفاء بأن الوطن يجب ان يصان وتحترم سيادته ويتحقق استقلاله ولا يختلف اثنان من العراقيين الوطنيين بأن العراق لا يبنى الا بسيادة الأمن وارساء القواعد الديمقراطية واحترام حقوق الأنسان وتطوير حياة الشعب في جميع المجالات ولا يختلف اثنان من العراقيين المخلصيين بأن سلامة الوطن وضمان مستقبله يتوجب علينا تجاوز الطائفية والمحاصصة والعنصرية القومية ووضع حد للفساد الأداري وسرقة المال العام , ولا يختلف اثنان من العراقيين الحكماء بأن تعالج جميع المشاكل التي تعترض البلاد بعقل متفتح ومسؤولية وطنية عالية تضع مصالح الوطن فوق كل المصالح الحزبية او الطائفية الضيقة لأن الوطن للجميع وفوق الجميع .

ان التجاوزات الأيرانية تقع ضمن حلقات تجاوزات الجيران " اخوتنا الأعداء" الذين تجاوزوا ويتجاوزون على السيادة العراقية بل وصلت عدوانيتهم تجاه العراق بأرسال الأرهابيين للقيام بالأعمال الأرهابية في تقتيل العراقيين بصورة عشوائية وتدخلاتهم السافرة في الشأن العراقي لتعطيل حياته السياسية وابقاء تخلفه وزيادة تناحر كتله السياسية علاوة على استقطاع اجزاء من الأراضي العراقية سواء من قبل تركيا او السعودية او الأردن حتى الكويت استقطعت اجزاء من العراق وبضمنها حقول نفطية .

ان تحشيد بقايا البعث والطائفيين والمعادين للتطور اللاحق للعراق وللعملية السياسية يطلقون صيحات الحرب ويقرعون طبول الحرب مستذكرين اجواء الحرب الأيرانية العراقية بل يعلنون وبكل صلافة عبر وسائل الأعلام بأن صدام كان على حق في شن الحرب ضد ايران لأجل ايقاف الأطماع الأيرانية في العراق في مقدمة هذه الفئات السياسية جماعة الأربعة ( علاوي , المطلك , الهاشمي , النجيفي ) وهم الواجهة البعثية في العملية السياسية يستغلون الخروقات والتجاوزات الأيرانية للمتاجرة الوطنية الرخيصة واستغلال الحادت للدعاية الأنتخابية بعيدا عن المصالح الوطنية بالرغم من معرفتهم بأن البلد متعب ويعاني من مشاكل كبيرة تصل الى حد الكوارث المتواصلة لا يتحمل ابدا اي نزاع عسكري يؤدي بنا الى خسران الكثير وفقدان المتبقي . كما طالب البعض بأعادة الجيش العراقي كما كان في العهد الصدامي البائد " رابع جيش في العالم " هذا تصريح لأحد النواب , نتساءل ما جلبه لنا هذا الجيش العرمرم , انه لم يجلب لنا سوى حروب تدميرية ضد شعبنا وضد الجيران وحرفت مهماته الرئيسية الى حماية النظام الدكتاتوري وعجز هذا الجيش على صد الأحتلال ولو لفترة قصيرة وان انقاق مليارات الدولارات على تسليحه وامتلاكه لأسلحة التدمير الشامل لم يستفد منها العراق ابدا واصبحت في الآخر خردة وسكراب تعرضت للتدمير والسرقة .

نتساءل عن اي سيادة يتكلمون ؟ السيادة التي مرغها النظام الدكتاتوري في الوحل عندما وقع اتفاقية الجزائر مع شاه ايران وما احتلال حقول الفكة الا من نتائج هذه الأتفاقية واي سيادة يتكلمون عنها وهم يتعاملون ويتعاونون مع الأمريكان محتلي البلاد .

ان العلاقات الحدودية وخاصة في منطقتنا هي مشاكل قديمة ومعلقة وقابلة للأنفجار في اي وقت لذا يتطلب حلها بالطرق الدبلوماسية وبروح الوطنية والمسؤولية العالية وبعقول حضارية متفتحة وبطرق قانونية دولية لأن قعقعة السلاح وشن الحروب لا تحل المشاكل بل تزيدها تعقيدا وكوارثا ومآسي جديدة .ان بلادنا عانت من ويلات الحروب مع الجيران وفقدنا مئات الآلاف من شبابنا وتدمرت بنيتنا التحتية وتغير حال البلاد من احد البلدان المتطورة في المنطقة الى بلد متخلف .

ايها السياسيون لا تمارسوا اللعب الدعائية الأنتخابية لتحقيق اهدافكم ونزواتكم الضيقة على حساب الوطن والشعب فهذا تجاوز مرفوض وليس من حقكم ابدا فحذاري اللعب بالنار لأنها في الآخر ستحرق الجميع .
 

 

 

free web counter