| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الخميس 26/8/ 2010



برنامج خل ن بوكا تجسيدا للعنف

د. أكرم مطلك 

زيادة اعداد القنوات الفضائية العراقي في فترة قصيرة وبصورة ملفتة للنظر اصبحت عبئا ثقيلا على المواطن بدلا من ان تكون له عونا في المعرفة والأرشاد والتوجيه وتنمية القدرات الفنية والعلمية والثقافية ومعالجة الظواهر الأجتماعية والمشاكل الصحية والأقتصادية والتعليمية وغيرها , اصبح المواطن العراقي الذي يعيش حالة مضنية في ظل ظروف معيشية صعبة وفقدان الأمن والثقة في أداء عمل الأجهزة الحكومية علاوة على الأمية المنشرة بين صفوف المواطنين وحالة القلق والخوف الذي اصبح حالة ملازمة ومستشرية أضافة هذه القنوات التلفزيونية الفضائية الكثيرة الأسماء والمتعددة المشارب والأتجاهات عاملا آخرا سبب في تشتيت ذهن المواطن وتشويه أفكاره وجعله في حالة ارتياب وتوجس وخوف من القادم المجهول النتائج وهو يجلس امام التلفزيون لمشاهدة برامج هذه القنوات الفضائية ليتسلى على الفكاهة او الطرفة في المسلسلات الكوميدية التي تضحك على المواطن نفسه مستغلة ظروفه الحياتية والأجتماعية الصعبة ومثال صارخ لهذه البرامج هو ماتعرضه القناة البغدادية في برنامج بأسم خل ن بوكا من تقديم صبي البغدادية المدلل علي الخالدي معتبرين هذا البرنامج مسليا يعرض في شهر رمضان لخلق حالة الأرتياح والطمأنينة عند المواطن العراقي !!!

ارى ان هدف هذا البرنامج عكس ذلك تماما فهو برنامج اعتمد الخديعة والكذب والحيلة واستغلال حسن النية والثقة المسبقة لأستقدام الفنانين المعروفين لمقابلة في تلفزيون البغدادية كمصيدة لأستدراجهم الى فخ نصبه مقدم البرنامج الذي هو فخ العبوات الناسفة التي اصبحت سمة الأرهاب والأرهابيين واداة قتل العراقيين يوميا .

البرنامج نفذ بالتعاون مع مفارز من الجيش العراقي الذي ساعد وشارك في تنفيذ هذه المكيدة وكيل الأتهامات الى الفنانين الذين لاناقة لهم ولاجمل في كل مابحصل . ان توجهات البرنامج اخلت كثيرا بمهنة الصحفي وبرسالته المهنية وبتوجهات ورسالة وسيلة اعلامية مهمة وهي التلفزيون واوقع القناة في ورطة لاسيما ان بلدنا يعيش في زمن اصبح به القتل امرا يوميا ومألوفا وتحت ضغط مشاهد البرنامج واتهام الفنان بالأرهاب وحمل العبوات الناسفة ادت به الى انفعالات عصبية وتبيان حالات الخوف والضعف الأنسانية التي تصيب اي فرد في هكذا مواقف فمابالك بفنان مرهف الأحساس حتى اصبح منظر بعض الفنانيين يثير الشفقة حيث وصل بعضهم الى حد الأغماء والبكاء احيانا , أمام كل هذه المشاهد المؤلمة يستمر مقدم البرنامج الصبي علي الخالدي بالتلذذ المفرط في تهيج هذه الأنفعالات والأضطرابات الأنسانية وكأن التلاعب بمشاعر الأنسان وسيلة للضحك !!!

الجهة الثانية المشتركة في هذه المصيدة هو افراد من الجيش العراقي , اني اتسأل كيف تم السماح لمراتب في الجيش للمشاركة في هذا البرنامج الذي يمس حالة امنية في بلد يعيش الهاجس الأمني واصبحت العبوات الناسفة مسموعة في كل شارع ؟ ان الأجدر بهم ان يرصدوا المجاميع الأرهابية ويكتشفوا العبوات الناسفة الحقيقية قبل انفجارها ليحمو ارواح المواطنين بدلا من ان يثرموا البصل على رأس المواطن العراقي .
 

 

free web counter