| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الأربعاء 24/6/ 2009



الأوضاع في ايران والأحتمالات المتوقعة

د. أكرم مطلك

اعلان نتيجة الأنتخابات الرئاسية الأيرانية كانت الشرارة التي الهبت الشارع الأيراني الذي كانت تسود اوساط كبيرة منه حالة من التذمر والمعارضة لنهج النظام الأيراني في معالجته للمشاكل الأجتماعية والأقتصادية والسياسية المتفاقمة في البلد ,
خرج المتظاهرون احتجاجا على عمليات التلاعب والتزوير التي رافقت العملية الأنتخابية مما اسفر عن خسارة مرشح قوى التغيير السيد مير الموسوي والمطالبة بألغاء نتائج الأنتخابات وادت المصادمات مع قوى الأمن الى سقوط العديد من القتلى والجرحى , ان السيد مير الموسوي وجد نفسه بعد الأنتخابات في موقع غير متوقع له هو لعب دور قائد لثورة ايرانية جديدة ولكن السيد مير لم يستغل هذه الفرصة التأريخية لتصدّر قيادتها والوصول الى تحقيق ثورة حقيقية وهذا يمكن ان يعود الى سبب يعرفه السيد مير موسوي وهو عنف النظام الأيراني وقساوة اجهزته الأمنية وحرسه الثوري .

عملت اجهزت النظام الأيراني الأمنية على اتخاذ اجراءات امنية منها اغلاق صفحات الأنترنيت ومراقبة الرسائل الألكترونية والمكالمات الهاتفية لرجال المعارضة البارزين .
الملاحظ بأن معظم المتظاهرين الذين نزلوا الى الشارع هم من الطلاب والأساتذة ورجال القانون والمدافعين عن حقوق الأنسان .
ان المظاهرات والأحتجاجات لا زالت مستمرة ولكن بصورة اقل حده , ان هذه الأحتجاجات يمكن ان تقودنا الى احتمالات عديده تعكس ضلالها المستقبلية على الأوضاع في ايران.

الأحتمال الأول : قيام ثورة جديدة
في حالة استمرار الأحتجاجات الجماهيرية الواسعة يمكن للأصلاحيين ان يؤثروا على بعض رجال الدين البارزين وفي مقدمتهم هاشمي رفسنجاني ليعملوا على ازاحة آية الله الخامئيني وفي هذه الحالة سيسقط معه رئيس الجمهورية أحمد نجادي ,سيبقى النظام الأسلامي في ايران ولكن التغيير الذي سيحدث هو التقليل من صلاحيات كبار رجال الدين ورئاسة الجمهورية .

الأحتمال الثاني : استتباب الأوضاع الأعتيادية
الأجهزة الأمنية تستطيع ايقاف الأحتجاجات وسيبقى نجادي رئيسا وسيعمل النظام الأيراني على تقديم مير الموسوي الى القضاء الأيراني بأعتباره المنظم والمسبب لهذه الأحتجاجات , ان الذي حدث في ايران خلق شرخ كبير بين الشعب من جهة والنظام من جهة اخرى وكذلك سينعكس هذا مابين كبار رجال الدين وستنشأ صراعات خفية بينهم .

الأحتمال الثالث : استمرار الأضطرابات وعدم استقرار الأوضاع
يمكن للمعارضة الأستمرار في الأحتجاجات بصورة اخرى غير المظاهرات مثل الأضرابات أو الأعتصامات ويمكن ان يتصدر هذه الفعاليات رجل دين بارز مثل محمد خاتمي ورجل مدني مثل مير موسوي تتصدر مطاليبهم اقرار حقوق الأنسان والضغط لأجل تحقيق التغيير في الأنتخابات الرئاسية القادمة بعد اربع سنوات .

تبقى جميع الأحتمالات مفتوحة في تطور الأوضاع المستقبلية في ايران وستبقى خيارات الشعب الأيراني شأنا داخليا يجب ان تبقى بعيدا عن الضغوطات والتدخلات الأجنبية .
 

 

free web counter