| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الخميس 24/6/ 2010



الديماغوغية السياسية صفة السياسيين العراقيين القاتلة

د. أكرم مطلك 

السياسة الديماغوغية هي اسلوب سياسي يتبعه القادة السياسيين الذين لا يملكون  القدرة على التأثير والتغيير  مرهوني الأرادة  يمارسون هذا الأسلوب  للتأثير الوقتي  على مشاعر وعواطف الأخرين  محاولة منهم لأستمالة الناس الى جانبهم معتقدين انهم بهذا الأسلوب يستطيعون تحويل الأمور الى صالحهم  لمواصلة مشوارهم السياسي ولكن لا يعلمون ولا يريدون ان يعرفوا ان هذه الأساليب المخادعة يمكن ان تخدع الناس لفترة قصيرة من الزمن ولكن لا يمكنها ان تخدع الناس طوال الوقت .

ان الأسلوب الديماغوغي  عند السياسيين العراقيين الذين حكموا العراق  كان واضحا ويكاد ان يكون صفة مشتركة لهم  وابرز ما انتهج هذا الأسلوب السياسي هي في فترة حكم الدكتاتور المقبور صدام  ولازال نهج هذه السياسة ساريا عند القادة السياسيين الحاليين للدولة وللعملية السياسية .ان القيادة السياسية الحالية في العراق مسلوبة الأدارة وعاجزة عن اتخاذ القرارات الحاسمة وخاضعة للتأثيرات الخارجية  مكتفية بأطلاق الوعود غير القابلة للتحقيق وتطمين المواطن بالأحلام الوردية  التي هي بمثابة ابر مسكنة  اي اللعب بالوقت  والضحك على الذقون . وسارت هذه القيادات في سياسة غض النظر بل التمادي والتقاعس الواضح في سلوكها  في تقديم الخدمات العامة للشعب  وتحقيق مطاليبه المشروعة  واكتفوا فقط بتوجيه الخطب والتصريحات الديماغوغية والوعود الكاذبة  معتقدين بأن الشعب العراقي الذي عاش اسيرا في ظل دكتاتورية صدام الفاشية  لأكثر من ثلاثين عاما  اذاقهم فيها العذاب والتعسف والتقتيل الجماعي   بأنهم سوف يقبلون ويسكتون عن ممارسات السلطة الحالية في اهمالها لحقوق المواطنين  وكأن  قدر الشعب العراقي ان يبقى يعاني  من ظلم وتعسف حكامه مهما كانت اشكالهم وتوجهاتهم .

استغلت السلطة الحالية واحزابها الأسلامية الدين والتدين  وبمنطق ديماغوغي  واضح للتستر  على اخطائهم وعدم كفاءتهم  وانغماسهم في الفساد المالي والأداري  وفي السرقة العلنية  والأستحواذ على جميع السلطات  وعدم اعطاء المجال للطاقات المتعلمة ذات الخبرة والتجربة والأمانة لممارسة دورها .

ان القيادة السياسية الحالية  واحزابها الدينية يتسم عملها بعدم الشفافية والوضوح والخوض في التصريحات  والخطب الرنانة التي لا تغني عن جوع والتي خبرها شعبنا ومل  سماعها وتكرارها  مستغلة التأييد الأنتخابي التي حصلت عليه  والذي جاء  من اسباب سبق ان ذكرت  لتثبيت مواقعهم  ومنحوا انفسهم صفة المخولين من قبل الشعب وكأنهم اولياء امره  !!! فهم يتكلمون بأسم الدستور كلاما ديماغوغيا  فهم اول من نقض احكام الدستور وفي اكثر فقراته لا بل خالفوا احكام الدين  وهم قادة احزاب دينية !!!

ان قادة العملية السياسية يسيرن بالعملية السياسية بخطوات السلحفاة  في وقت يعتبر من اصعب الأوقات التي يمر فيها العراق  , المطلوب من قادة الكتل السياسية المؤثرة وضع العامل العراقي في حل قضايا ومشاكل العراق  قبل العوامل الخارجية وتأثيراتها  ولا يسمح لهم ان يتهموا اي تحرك جماهيري  محتجا على سوء الأوضاع المعيشية  بأنه ايعاز من جهات اجنبية ومعادية  مرددين نغمة النظام السابق  التي كان يكررها دائما في مواجهة القوى المناهضة له بأنهم قوى معادية ( للحزب والثورة ) . كفانا ديماغوغية وكذب  مفضوح الى حد الوقاحة ..

نقولها لهم ارحموا هذا الشعب واتقوا الله فيه ان كنتم حقا مؤمنين !!!

 

free web counter