| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

السبت 22/1/ 2011



من هو الأثمن الحمار أم الأنسان في عراقنا الجديد !!!؟

د. أكرم مطلك 

قد يكون عنوان المقالة غريبا او مستهجنا أو مثيرا للتسأول والأستغراب الى حد استفزاز البعض ولكن ليس باليد حيلة فالعنوان هو مفارقة موجودة في عراقنا الجديد الذي انتظرناه طويلا وقدم من أجله ألاف الضحايا وذاق العذابات الألاف من خيرة ابناء شعبنا وهم يحلمون بالوطن المستقل والحر وبالأنسان العراقي السعيد المحفوظ الكرامة والحقوق والمتنعم بخيرات بلاده الوفيرة والشاعر بقيمته كأنسان يحترم حقه في الحياة ويعامل على اساس انه أثمن رأسمال .

نعود الى عنوان المقالة , حيث تناقلت الأنباء بأنه في أحدى القواعد العسكرية الأمريكية في العراق الجديد تبنى جنودها حمارا عراقيا ليستأنسوا به ويلهون معه في أوقات فراغهم بعد ان ملوا وتعبوا من سياسيي بلادنا ومن الفوضى الأمنية وحالات الطواريء المستمرة بحيث تجاوزت شهرة هذا الحمار الوديع حدود القاعدة العسكرية الى خارج العراق فقد ارسلت صوره معهم وبأوضاع مختلفة عبر شبكة الأنترنيت الى أطفالهم وأهلهم في امريكا وهم يشبهون هذا الحمار الوديع المحبب للقلوب مع الحمار اللعوب والمخلص المشهور في المسلسل الكارتوني المعروف " شريك " وهي رسالة من الجنود الأمريكان بأنه في العراق توجد حمير متألفة مع الأنسان ووصل ولع أحد الجنود بهذا الحمار العراقي الى حد التعلق الشديد وعمل المستحيل من أجل استحصال الموافقة على نقله ألى امريكا كهدية لأطفاله الذين ينتظرونه بفارغ الصبر وبالفعل حقق الجندي امنيته واشترى الحمار من مالكه العراقي بثمن عالي جدا قياسا الى أثمان الحمير في السوق العراقية وبمبلغ ثلاثون ألف دولار !! اضافة الى مصاريف النقل جوا مع الأقامة في أمريكا , يا له من حمار محظوظ ينظر له الكثير من ابناء شعبنا بعين الحسد والغيرة في وقت أصبحت حياة العراقيين لا تطاق محرومين من أبسط مقومات الحياة الضرورية التي تؤمن لهم العيش الكريم وتصون كرامتهم وتلبي طموحاتهم وتضمن مستقبلهم ومستقبل عوائلهم .,

الفرد العراقي يعيش في حالة القلق والخوف من الحاضر ومن المستقبل ومن ذكريات الماضي الأليمة والحكومة العراقية ومسؤوليها يضعون المواطن في المقام الأول في تصريحاتهم الأعلامية لكنه في الحقيقة هو الرقم المهمل في افعالهم فهم يبخسون حقه ويسلبون آدميته لا يعترفون بحقوقه التي كفلها الدستور .

أن الفرد العراقي يعيش ويموت متحسرا متألما من عدم تحقيق حتى لو جزء قليل من أحلامه المشروعة.
ألم يعطي ذلك سببا وجيها لغيرة وحسد البعض من هذا الحمار المحظوظ .
 

 

free web counter