| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الجمعة 22/1/ 2010



قطار البعث يطلق صفارات الشؤوم

د. أكرم مطلك

عرفنا حزب البعث منذ بداياته كحزب مغامر يتخذ من السلوك الميكافيلي أساسا لكل توجهاته وعلاقاته مع الأخرين منطلقا من مقولة الغاية تبرر الوسيلة أي كانت , وضع في نصب عينيه واولى أهدافه هي الأستحواذ على السلطة كهدف رئيسي , ربى اعضاءه على روح المغامرة والفكر الأنقلابي وحياكة المؤمرات حتى بين صفوفهم , خمسة وثلاثون عاما من الحكم المتفرد وامتلاك السلطة المطلقة حيث اتخذوا من الوطن ضيعة لهم يمتلكونه ويورثوه ومن الشعب عبيد مسخرين لأغراضهم واهدافهم الدنيئة فمزقوا الوطن شر تمزيق واقترفوا بحق الشعب ابشع الجرائم وذاقوه القهر والأذلال , خمسة وثلاثون عاما من نظام حكم مطلق بلا قانون وقف على رأس هرمه دكتاتور مستبد قل مثيله في العالم .
بعد حوالي سبع سنوات من الأحتلال بدأت فلول البعث المنهزمة تلملم اذيالها وتجمع خلاياها المعلنة والمخفية في كيانات سياسية خلفية جميع منتسبيها بعثية ويعلن بعضهم صراحة عن اتصالاته مع تنظيمات حزب البعث الذي يقود الآن المجاميع الأرهابية التي تمارس القتل الجماعي بحق العراقيين بسياراتهم المفخخة وعبواتهم الناسفة جاعلين من ايام كل الأسبوع داميةحزينة .
ان الذي ساهم في بعث الحياة من جديد في بقايا البعث الخائب هو سياسة الأحزاب الدينية الأسلامية الفاشلة في قيادة العملية السياسية والسلطة الحاكمة في العراق , سبعة سنوات لم تثبت هذه الأحزاب جدارتها وامكانياتها في قيادة البلد وادارة دفة الحكم ومعالجة الملفات والتركات الكبيرة التي خلفها النظام البعثي البائد او التي برزت بعد الأحتلال فكانت معالجاتها ناقصة ومقصرة فهم يتخبطون في ادارة الأزمات وايجاد العلاجات لها . احزاب حكمة بأسم الدين معتقدة ان هذا يكفي لتبرير ثقة الجماهير بأعطائهم المساندة والدعم ولكن الأمر غير ذلك تماما , فقد اهملت الأحزاب الدينية الأسلامية الحاجات الرئيسية والملحة لمعيشة المواطنين واولها تقديم الخدمات الأساسية ومعالجة البطالة المتفشية والوضع الأقتصادي والصحي والأجتماعي المتدهور أضافة الى ممارسة المسؤولين المعينين من قبل هذه الأحزاب الأسلامية للفساد المالي والأداري على اوسع نطاق بحيث احتل العراق مرتبة الصدارة بين الدول العالم في هذا المجال, سرقوا ويريدون ان يتستروا بأسم الدين ولكن اساليبهم وممارساتهم فاقت التصور ولم تتخذ اجراءات رادعة بحق المفسدين , هذا ما اثار انتقاد الشارع العراقي لهذه الظواهر المدانة . الخطأ الكبير الذي اقترفته الأحزاب الأسلامية وساعد البعثيين في التجرؤ والخروج من جحورهم هو استمالة الأحزاب الدينية لفئات من البعثيين لتعزيز نفوذهم في الشارع العراقي نظرا لأفتقارهم للقاعدة الجماهيرية . من الأسباب الأخرى التي شجعت البعثيين في تحركهم المضاد هو ضعف السلطة الحكومية والجهات التشريعية والتنفيذية وعجز الحكومة في مواجهة الأرهاب وعدم اتخاذ الأجراءات الرادعة تجاهم وعدم تنفيذ احكام الأعدام الصادرة بحقهم , العامل الآخر الذي سمح للبعثيين بالتحرك من جديد هو تقصير الحكومة في رد الأعتبار لضحايا البعث وتعويض ذويهم والعمل المستمر في شحذ الذاكرة العراقية لما اقترفه حزب البعث من جرائم ابادة ضد العراقيين ومن المتابع للأحداث قبل الأنتخابات المقبلة يلاحظ السعي المسعور للبعثيين والمتعاونيين معهم في العملية السياسية في تحشيد وسائل الأعلام للهجوم على العملية السياسية برمتها ورفعوا من جديد شعارات المزايدة السياسية واطلاق العبارات الرنانة التي ضجر منها شعبنا من سماعها منذ العهد الصدامي المقبور .
ارى من الضروري تشكيل جبهة وطنية واسعة تضع في اولى اهدافها هو لا لعودة البعث والبعثيين الملطخة اياديهم بدماء شعبنا العراقي الى مراكز القرار في الدولة , لا لعودة عجلة التارخ الى الوراء .

 

 

free web counter