| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الأربعاء 21/4/ 2010



خطفوا أصوات الناخبين العراقيين والآن يهددونهم بالعنف والدمار

د. أكرم مطلك

صوتك ثمين ,صوتك يقرر مستقبل العراق , صوتك ضمان لآستقرار العراق , صوتك ضمان العملية السياسية وبصوتك نصون الديمقراطية و صوتك وصوتك وصوتك ...
بهذه العبارات والمناشدات بدأت الحملة الأنتخابية الماضية ، الكل يتسابق لصيد صوت الناخب العراقي لأجل الحصول على فيزا للوصول الى قبة البرلمان العراقي والجلوس على الكرسي النيابي , الناخب العراقي المغلوب على امره والذي ينتظر أمل ينزل له من السماء ليداوي جراحه وتخفيف الامه واحزانه ويفرج عن ضيق عيشه , بصم بأصبعه على قوائم اختارها ولم يكن مقتنعا بها ولكن للظروف أحكامها واصبح الناخب امام خيارات قليلة وصعبة نراه متشبثا ببقعة ضوء تتراءى له في طريق موحش مظلم يسير فيه , ناخب تعبان ومنكوب وضاجر , متشائم سأم هذه الحياة التي يعيشها ولسنوات طويلة متنقلا بين سلطات حاكمة مارست الظلم والتعسف بدءاً من دكتاتور أحمق بحروبه الظالمة وقساوة وارهاب قطعان امنه وحزبه الفاشي الى الأحتلال والكتل السياسية والسياسيين الجدد الذين يعملون جميعا لمصلحة أحزابهم وقياداتهم واضعين الناخب العراقي المسكين وراء ظهورهم.

انتهت الأنتخابات ونحن ما بين شد وجذب بين الكتل الفائزة كل منها يدّعي بأنه الأقوى والأفضل والأجدر وله الحق في تشكيل الحكومة متمسكين بأشخاص قياداتهم لقيادتها والكل يدّعي ان مطاليبهم هي حسب الأستحقاقات الدستورية ( يرجعون الى الدستور في حالات احتياجاتهم ) أما غير ذلك فهم من الناقدين لهذا الدستور الذي هو من صنعهم !!. كل جانب يهدد الآخر بالويل والثبور وعظائم الأمور في حالة عدم الأستجابة الى مطالبه الى حد التلويح والتهديد بعودة العنف والحرب الطائفية من جديد .

هل يصح ايها الوطنيين الغيارى ان تضعوا قضية تشكيل الوزارة ورئاستها أمام مصلحة وامن الوطن والمواطن ؟ هل تسمحون لأنفسكم ان تسيروا في نهج تدمير البلاد اذا لم يستلم علاوي او المالكي رئاسة الحكومة ؟ فأين مصلحة الشعب العراقي ؟ واين المسؤولية التأريخية والوطنية التي التزمتم واقسمتم اليمين ان تصونوها ؟ ام انتم تسيرون على نهج هو اهم شيْ مصالحنا وليكن بعدنا الطوفان . هل حقيقة بأنه لا يوجد رجال غير المالكي وعلاوي لتشكيل الحكومة !!

ان الرجلين سبق لهما ان شكلا حكومة عراقية , فالسيد علاوي شكل أول حكومة عراقية بعد فترة مجلس الحكم وكانت بجداره وزارة سيئة السمعة والصيت حدثت فيها أكبر عمليات السرقة والأحتيال من قبل وزراءه الذين اختارهم وفي مقدمتهم حازم الشعلان وايهم السامرائي كما ان السيد علاوي انتخب عضوا في البرلمان السابق ولكنه لم يحضر اية جلسة من جلسات البرلمان ولم يعطي سببا او توضيحا فهل هذا ينم من حرص على سير العملية الساسية او احترام الدستور ( المتشبث به الآن ) و ان السيد علاوي عمل ونسق في مسيرة حياته السياسية وحسب تصريحاته بأنه تعاون مع اكثر من خمسة عشر جهازا مخابراتيا اجنبيا !!! في التاريخ السياسي للسيد علاوي بقع سوداء داكنة لا يمكن ازالتها حتى بأستعمال اكثر المساحيق تأثيرا , انه لم يكن عضوا بعثيا فقط لكنه كان في الخط الصدامي المسلح لحزب البعث مارس اساليب الشقاة في مواجهة القوى التقدمية واختير مسؤولاً لمخابرات صدام في اوربا وبعد خلافه مع سلطة البعث لآسباب نجهلها التحق بالمعارضة .

اما السيد المالكي فأن حكومته التي حكمت اربع سنوات رغم بعض نجاحاتها الجزئية في مجال الأمن لكنها فشلت فشلا ذريعا في تقديم الخدمات للمواطن وكانت وعودها حبرا على ورق كما صاحبت مسيرتها فضائح السرقات كما حدث مع وزير التجارة .

ان الشخصين ليسا بالنموذج الفلته او الضرورة او لا يمكن تعويضهما ولا يوجد من يضاهيهما في قيادة الحكومة أم ان هناك غايات ومآرب غير شريفة في التمسك بهما وهو تمسك غير مبرر أبدا .

اجلسوا وتحاوروا كرجال سياسة متحضرين متفهمين لواقع البلاد والتحديات التي تمر بها , اختاروا رئيس للحكومة من خارج الأحزاب , شخص يمتلك مؤهلات المعرفة والكفاءة العلمية والأدارية ويتسم بالنزاهة والروح الوطنية العراقية العالية ضحوا بالقليل من مصالحكم الخاصة وانظروا للناخبين الذين وضعوا ثقتهم بكم وعدتموهم بالأمن والسلام والآن تهددونهم بالعنف والدمار ,
هل هذه من شيم ونزاهة واخلاص رجال السياسة الملتزمين بقضية شعبهم ؟

ولكن اذا عرف السبب بطل العجب .
 

 

free web counter