كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الأثنين 21/1/ 2013

المساءلة والعدالة , مع من وكيف نتصالح ؟ د. أكرم مطلك  تم تغيير قانون اجتثاث البعث الى قانون المساءلة والعدالة ولا ندري ماذا يكون العنوان التالي , فبعد القرارات الأخيرة التي اتخذت لأنصاف البعثيين وافراد الأجهزة الأمنية المنحلة والمتهمين بالأرهاب رأفة بحالهم !! وتطبيقا لمبدأ المصالحة الوطنية وتحقيق الوفاق الوطني . ان المصالحة الوطنية المنشودة هي السبيل الوحيد لأخراج الوطن من محنته ولكن يجب ان تتم عن طرق ووسائل حضارية فأول المعنيين بهذه المصالحة هم المواطنون ومن اجل ان يكون الحوار فعالا علينا تحديد السبل للوصول الى اهداف المصالحة وان يكون الحوار بعيدا عن المصالح والأمتيازات الحزبية والطائفية والقومية والا سيكون الحوار حوار طرشان . ان التفاهم يجب ان يكون بين ابناء الوطن الواحد وبكل اطيافة السياسية والقومية والمذهبية المكونة لنسيج المجتمع العراقي وبمبدأ تكافؤ أطراف الحوار وتهيئة مناخ من الأمن والآمان لوضع بوصلة الوطن في اتجاهها الصحيح ووضع ضوابط لأنجاح المصالحة الوطنية , كفانا ما ضاع منا من وقت ومن زهق للأرواح وهدر للأموال ولمقدرات ومصالح الوطن . ان الهدف الأساسي للمصالحة الوطنية هو احقاق العدالة للضحايا ورد لكرامتهم وتعويضهم واعادة بناء الثقة بين المواطنين بعضهم البعض وبين المواطنين ومؤسسات الدولة . ان شعبنا الذي تعرض الى اوسع انتهاكات لحقوق الأنسان اصبح على الحكومة ليس فقط التصدي لمرتكبي هذه الجرائم ومحاسبتهم على ما اقترفوه بل الحذر من ان تؤدي بنا المصالحة الى مظالم اخرى . ان المصالحة تدعم الديمقراطية من خلال اقامة علاقات التعاون اللازمة لوضعها موضع التنفيذ وان تحضى بالدعم في المجالات الأقتصادية والسياسية والمشاركة الأجتماعية في السلطة . علينا ان نستفيد من تجارب البلدان التي سبقتنا والتي مرت في ظروف مشابه لظروفنا من جنوب افريقيا وتشيلي والمانيا وسيراليون وغيرها , فمع حدوث التحولات السياسية بعد فترات من العنف والقمع والأبادة البشرية يجد المجتمع نفسه امام تركة ثقيلة وصعبة من انتهاكات لحقوق الأنسان ولذلك على الدول ان تسعى الى التعامل مع جرائم الماضي رغبة في تعزيز العدالة والسلام والمصالحة وتنشيط المنظمات غير الحكومية لمختلف السبل القضائية وغير القضائية للتصدي الى جرائم حقوق الأنسان واقامة الدعاوي القضائية على مرتكبي الأنتهاكات من الأفراد وارساء المبادرات لتقصي الحقائق لمعالجة انتهاكات الماضي وتقديم التعويضات لضحايا حقوق الأنسان واعطاء الأمان لذوي الضحايا وايقاف من يفكرون في ارتكاب انتهاكات جديدة في المستقبل , وان نعرف كيف تحول الأخطاء البشرية الى عدل بشري .