| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الجمعة 20/8/ 2010



البازار السياسي العراقي

د. أكرم مطلك 

انقضت خمسة اشهر على اعلان نتائج الأنتخابات البرلمانية والكتل المتنفذة و الفائزة بالقدرة الربانية تغزل نسيجها على منول مكسور تتلاقى مرة وتفترق مرات تتقارب وتتباعد في نفس الوقت , مساومات ومؤامرات واتهامات متبادلة , تصريحات نارية وتصريحات خجولة وللعجب الشديد بأن الجميع يصرح بأنه يحترم الدستور واستحقاقاته !! وانهم جميعا في خدمة الوطن والشعب !! وعلى الناخبين المساكين والغافلين عن مصائرهم ومصالحهم ان يصبروا لأن الله مع الصابرين .

ينتظر الناخب الذي خاض جميع العذابات من بطش الدكتاتورية الصدامية الى الحروب الظالمة الى الحصار الى الأحتلال والى الأرهاب والى الديمقراطية العراقية الحالية التي تميزت عن كل انواع الديمقراطيات في العالم بطرازها المتفرد الذي يعتمد على سلب ونهب الوطن والمواطن بدون واعز من ضمير او من رادع اخلاقي او مانع ديني اعتمدوا الكذب والنفاق والمزايدات وسيلة رخيصة وخبيثة لتحقيق اهدافهم ومآربهم الشخصية الأنانية , استبشرنا خيرا بعد سقوط النظام الصدامي بتحقيق حلما انسانيا مشروعا وهو تثبيت احترام حرية وحقوق الأنسان واقامة وطن يسوده العدل والقانون وتديره مؤسسات دستورية منتخبة ديمقراطيا ولكن شعبنا لم يحصد سوى المآسي والكوارث فقد نشأت عندنا بدل الدكتاتور دكتاتوريات على طريقة الأستنساخ مرهونة بعقلية وسلوك وافكار النظام البعثي السابق اما ان أكون أو ليكن بعدي الطوفان .

ان الساحة العراقية الآن اشبه ببزار سياسي ، جميع الكتل المتسلطة تعرض بضاعتها للمساومة والمزايدة والمقايضة لآجل الكسب غير المشروع وزيادة الأمتيازات أما محنة الشعب ومأساته فهم غير مبالين لها طالموا رواتبهم المليونية التي يستلموها بأنتظام وامتيازاتهم سارية المفعول .

السؤال الكبير الى اين يقودوا الوطن ؟ هل يريدوا ان يكملوا ما لم ينجزه نظام صدام ! أم انهم مرهوني الأرادة لأجندة خارجية , ام انكم غضب رباني مسلط على مصائر شعبنا المظلوم .

اني متأكد ومن خلال سلوكيات قادة الكتل المتسلطة وتاريخهم السياسي والشخصي والمهني بأنهم حتى اذا اتفقوا على تشكيل الحكومة القادمة فلا تتوقع ايها المواطن بأن هذه الحكومة المعجزة التي طال انتظارها ستسحرنا بأدائها وتبهرنا بوطنيتها ونزاهتها والسبب بسيط فهم جميعا " من خرج واحد " لا يختلف زيد عن عمر .

انهم سياسيون معوقون لا يصلحون لقيادة العراق ابدا .

 

 

free web counter