| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الثلاثاء 17/11/ 2009



الرئيس ميدفيديف وبناء روسيا الحديثة

د. أكرم مطلك

وجه الرئيس الروسي ميدفيديف خطابه السنوي للأمة الروسية تطرق فيها الى اوضاع البلد ووعد بأدخال روسيا الى عصر جديد من التطور والرقي , ان اسلوب خطابه الواعد يشبه كثيرا اسلوب الأمبراطور الروسي بطرس الأول الذي فتح نوافذ روسيا نحو اوربا . اراد الرئيس ميدفيديف في خطابه التأكيد بأنه رئيسا مستقلا وحرا بأتخاذ القرارات المصيرية حاملا معه خطط مستقبلية وسياسة بعيدة المدى , ففي المئة دقيقة التي استمر فيها خطابه تطرق فيها الى أكثر من 93 مشكلة داخلية، من الأقتصاد الى السياسة والتغيرات الديمقراطية وتحديث الأقتصاد الروسي واكد بأن هذه التغيرات الأقتصادية يجب ان تسير بصورة متلازمة مع دمقرطة المجتمع الروسي هذا اذا ارادت روسيا ان تكون قطب عالمي كبير . كما ثمن عمل الحكومة برئاسة بوتين والتي استطاعت ان تحافظ على استقرار الأقتصاد الروسي في ظل الأزمة الأقتصادية العالمية رغم انه وجه لها انتقادا قبل فترة وهذه اشارة اراد بها ان يعطي انطباعا بأنه ليس تحت تأثير سلفه بوتين .

ان روسيا حسب ميدفيديف لم تستطع لحد الآن ان تتخلص من الأرث السوفيتي وتحديدا اعتماد اقتصادها على الموارد الطبيعية واكد بأنه سيعمل على نقل البلاد من مجتمع قديم الى مجتمع متعلم تتحمل فيه فئات الشعب الروسي دورهم في رفع روسيا الى مستوى اعلى من درجات الحضارة واكد بأن الديمقراطية لاتعني الفوضى واقترح تغيرات في مجال القضاء والقوانين الأنتخابية. هذه الأقتراحات المقدمة ستلغي قرارات بوتين السابقة والمسماة " الحكم بيد صلبة " كما اكد الرئيس على ضرورة السماح للأحزاب الصغيرة في المشاركة في ادارة البلاد .

هناك اشارات عديدة في الفترة الأخيرة اظهرت بأن ميدفيديف قرر ان لايسير على خطى بوتين حيث عمل على فتح روسيا نحو الأصلاحات الديمقراطية الجذرية , قام الرئيس بتقييم فترة الحكم الستاليني ووصفه بالنظام الأجرامي عكس بوتين الذي لم يجرِ اي تقييم للتاريخ السوفيتي بل بالعكس صرح مرارا بأن سقوط الأتحاد السوفيتي هو الكارثة الكبرى في القرن الواحد والعشرين .اكد ميدفيديف على احترام القانون الذي يجب ان يسري على الجميع بدون استثتاء سوى في حزب السلطة او في احزاب المعارضة والعمل على تصفية اي امتيازات خاصة للفئة الحاكمة وهو بلا شك يعني حزب روسيا الموحدة الذي يقود السلطة ويرأسة بوتين .النقطة التي اتفق فيها الرئيس ميدفيديف كليا مع بوتين هي مسألة تحديث الجيش الروسي حيث وعد بأنه في السنة القادمة سيزود الجيش الروسي ب 30 صاروخا بالستيكية وثلاث غواصات نووية وغيرها من الأسلحة الأستراتيجية ويأتي هذا الأعلان مرافقا للمباحثات مع الولايات المتحدة حول اتفاق جديدة لنزع الترسانة النووية .

 

 

 

free web counter