| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

                                                                                        الثلاثاء 17/4/ 2012



أنصاف الشيوعيين العراقيين انتصار للعدالة

د. أكرم مطلك 

ان الشيوعيين العراقيين  وعبر مسيرتهم الشاقة وتاريخهم النضالي عرفتهم ساحات النضال الوطني  بتصديهم  البطولي والمشرف ضد كل اشكال القهر والحرمان من اجل تحقيق مطاليب الفئات الكادحة والمحرومة  وكانوا بحق صوت المظلومين قدموا في سبيل الوطن والشعب خيرة ابناءه ، عرفتهم السجون والمعتقلات والإضرابات والمسيرات  مناضلين اوفياء لمبادئهم صلبين لا يساومون على مصالح الوطن والشعب , طوال العهود المتعاقبة والبائدة كانت السلطات الحاكمة تحاربهم وتضيق الخناق عليهم  فساقوا الآلاف من خيرة ابناء العراق الى المحاكم العرفية والمجالس العسكرية  بتهم باطلة وجاهزة مسبقا  منها : الشيوعيين العملاء ,الفوضويين , اصحاب الأفكار الهدامة , المخربين , الملحدين , مثيري  الشغب , معتنقي المباديء المستوردة , خونة القضايا العربية ووحدة الأمة وغيرها من التهم الملفقة  التي اثبت التاريخ زيفها وزيف مدعيها وبقي الشيوعيون العراقيون  مثلا وقدوة لكل من يريد ان يبني وطنا آمنا بدون سراق المال العام  والفساد الأداري ,بدون محاصصة  وطائفية مقيتة بدون عنصرية  ولا اجندات خارجية  من أجل وطن يسوده السلام وشعب يعيش بوفاق ووئام .

ثمانية وسبعون عاما من عمر الشيوعيين العراقيين لم تنصفهم سلطة ولم يرتفع صوت رسمي يعترف بهم كذخيرة حية لشعبنا وقدوة له  الا هذه المرة حين نطق صوت العدل  ليقول كلمته الحرة وعلى لسان  قاضي محكمة الكرادة الأستاذ سالم روضان الموسوي حيث اقر بحقوق احد الشيوعيين العراقيين بأعتباره احد السجناء السياسيين في عهد النظام البائد ويمتلك ادلة كافية ورفض مؤسسة السجناء السياسيين الأعتراف به . لقد نطق القاضي حكمه بشجاعة القضاة الذين وضعوا مخافة الله امام عيونهم  وتسلح بقول الأمام علي (ع) لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ). وجاء لصالح المدعي كونه معتقل لأسباب سياسية  , لأن الأنتماء الى الحزب الشيوعي العراقي هو أعرق حزب معارض في العراق لما يحمل من أفكار تجاه حاجة الشعب فيكون مجرد الأنتماء الى صفوفه صورة من صور المعارضة  فضلا عن كون ذلك الأنتماء لم يوفر مكاسب مادية او وعودا أخروية وانما كان يعلم من ينتمي اليه , أن ذلك الحزب لم يكن حزب سلطة وانما حزب معارض "

أحسنت ايها القاضي الشجاع حين نطقت كلمة الحق والأنصاف ورفعت راية القضاء العراقي ليبقى منبرا وملاذا لكل من اضطهد او ضاعت حقوقه وهدرت كرامته  تحية لقضائنا العراقي الذي نريده دائما ينطق بالحق وينصف المحرومين ويشارك بقوة وبكل فعالية واقتدار في تثبيت اركان دولة العدل والقانون وليبقى شعار " العدل أساس الملك " مرفوعا دائما .

free web counter