| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

                                                                                        الأربعاء 15/2/ 2012



العراق ما بين مافيات السياسة وعصابات السرقة والأحتيال

د. أكرم مطلك 

وطن اختلط فيه السياسي والسارق واصبحت وشائجهما واحدة وتصوراتهما واحدة  مكملين لبعضهما  في غايات مشتركة  هدفها  الأول والأخير هي سحق عظام هذا الشعب المغلوب على امره  والمستسلم امام قدره بغشاوة سوداء انسدلت على عينيه وسدت منافذ تفكيره بحواجز وموانع  صنعت خصيصا له ليبقى اسيرا لخيوط لعبة خطرة  وقذرة جدا  يقودها السياسيون واصحاب المصالح الأقتصادية  المتنفذين من اللصوص والمحتالين المعشعشين في جميع دوائر  الدولة العراقية  حتى اصبح السياسي والسارق وجهان لعملة واحدة  يوجهان مسارات البلد كيف مايشاءان بالقانون  او بغيره.

عصابات منظمة ومسلحة تستطيع انهاء كل صوت معارض يقف امامهم حتى اضطر الكثير للأستسلام امامهم  واصبحت تصرفاتهم واعمالهم كحالة مستديمة  منفلتة في المجتمع العراقي تثير الأستياء والخوف والرعب بين صفوف الشعب شأنها كشأن الحالة الأمنية المرتبكة والعمليات الأرهابية الدموية المتواصلة .

اما مافيات السرقة فقد اصبحت من القوة  الى حد شراء المناصب الحكومية بالأتفاق مع السياسيين المتنفذين لتمرير صفقاتهم المريبة , يتحكمون بقطاعات اقتصادية كثيرة  منها قطاع الكهرباء  لغرض الأستمرار في ايقاف دوران العجلة الصناعية لإبقاء المجال مفتوحا لعقد الصفقات المشبوهة  واستمرار السرقات والأستمرار في تجارة الأجهزة والمعدات الكهربائية .ويواصلوا بمحاولاتهم للحيلولة دون خروج العراق من البند السابع  لغرض الأستمرار في صفقات الأستيراد والتعاقدات التجارية واقتسام الصفقات مع الشركات القادمة للأستثمار في العراق  ,ويملكون تأثيرا كبيرا  في ابرام العقود والصفقات الكبيرة  بدءاً من وزارة الدفاع  والكهرباء والنفط الى غيرها من الوزارات  واصبحت دوائر الدولة العراقية مرتعا للمرتشين والمزورين  وسراق جيوب المراجعين المغلوبين على امرهم . بلدنا اصبح تحت رحمة اذرع أخطبوط الفساد يتحكمون به بدءاً من مركز القرار الى كل دوائر الدولة في المحافظات العراقية .

الكتل السياسية العراقية وقادتها يتصارعون مع بعضهم كالثيران الهائجة لأجل الحصول على المزيد من المكاسب والأمتيازات المادية  أما القضية التي جاءوا من اجلها في دعاياتهم الأنتخابية ومنابرهم الأعلامية  أصبحت جثة هامدة لا تثير حتى فضولهم لم يذكروا احتياجات المواطن الذي يعيش العذابات والحرمان  حتى في تصريحاتهم المثيرة والكثيرة .اننا امام كارثة  ستقود الوطن نحو  الهاوية  والأفلاس .

فعلى المواطن  وقوى الشعب الوطنية المخلصة  ان تتراصف  وتزيد من وحدتها لمواجهة هذا الفساد السرطاني الذي ينخر مفاصل الدولة العراقية لأن السكوت امام  هذه المظاهر السلبية  هو تشجيع مافيات السرقة للسير في طريق الرذيلة ويزيدوا من تأثيرهم  ليصبحوا قوة منافسة لأي حكومة مستقبلية قادمة  وبعدها سيحصد شعبنا مزيداً من الخيبات  ومزيداً من الذلة والأكراه وبعدها لا يفيد الندم  ولا تأنيب الضمير .

 

free web counter