| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الجمعة 14/5/ 2010



نخبنا السياسية وسوء النوايا المسبقة

د. أكرم مطلك 

لاشك ان الوضع السياسي العراقي المعقد الذي نعيشه الآن هو امتداد لتاريخ العراق السياسي الشائك والحافل بالصراعات القومية والطائفية وبأستقطابات شرائح المجتمع نحو مراكزها القومية والطائفية وامتدادا للمشاكل التي رافقت تأسيس الدولة العراقية ومصاحبتها للأحتلال الأنكليزي ولحكومات موالية لهم ولملك اعتلى العرش ولم يكن عراقيا !! ناهيك عن الصراعات المريرة التي عاشها العراق منذ مقتل الحسين . ان الفرق والسياسيين العراقيين بعد كل هذه التجارب والمحن والكوارث التي مر بها العراق والوضع المأساوي الكارثي الذي نعيشه الآن المفروض بهم ان يتعظوا من كل هذه التجارب المريرة ويستفادوا من دروسها القاسية ليضعوا نصب عيونهم الحفاظ على مستقبل العراق وابناءه وان يثبتوا للعالم ان العراقيين الذين فتحوا للعالم مناهل العلم والمعرفة واستطاعوا تشييد اعظم الحضارات الأنسانية , قادرين الآن على الأقل ان يحلوا مشاكلهم فيما بينهم بدون تدويل او تدخل اقليمي او دولي الذي سيزيد الطين بله ويضع مستقبل العراق في كف عفريت .

ان هواجس نظرية المؤامرة وسوء النوايا المسبقة والتخوف من المقابل هي صفة عند الكثير من سياسيينا , ان هذه الأمور في اعتقادي هي قلب ومركز المشكلة في ازمة الثقة التي تعيشها الكتل السياسية فيما بينها ناهيك عن القصور الواضح وضعف المقدرة على التحليل السياسي واستقراء المستقبل والنظر بروح موضوعية وبمنهج علمي للأمور عند الكثير من سياسيينا حيث كثرت التصريحات والتعليقات من الكثير من اعضاء هذه الكتل السياسية والأدعاء بأنها اراء وقرارات كتلهم واتسمت هذه التصريحات بروح التشنج والتطرف والتهديد هذا ما اثار الفوضى والقلق والأحتقان في الشارع العراقي , المطلوب من هذه الكتل السياسية ان تسلك سلوكا حضاريا واعلاميا متقدما كما يحدث في الكثير من بلدان العالم بتشخيص ناطق اعلامي او رسمي مخول بأطلاق التصريحات المسؤولة وتزويد وسائل الأعلام بالأخبار وآخر التطورات .

ان سياسة التشنج وردود الأفعال المسبقة والسريعة والنوايا السيئة لا تقودنا الى اي حل حقيقي ومدروس للمشاكل العراقية بل يتطلب من الكتل السياسية التحلي بالعقلانية والأضطلاع بالمسؤولية التأريخية والأسهام الجدي في تقديم المقترحات الملموسة التي تقودنا الى نقاشات هادئة هدفها هو خدمة الوطن والمواطن من غير هذه لا يوجد طريقا او حلا آخر لحل مشاكلنا وعندها لن يتبقى لنا سوى استمرار الصراع المرير والعقيم بين الكتل السياسية الى اجل غير محدد وبهذا سيعيدون من جديد ملحمة الجاهلية المعروفة بحرب الداحس والغبرا !!!
 

 

free web counter