| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz

 

 

 

الأثنين 13/7/ 2009



اوربا ترفع يدها من بناء سد اليسا التركي

د. أكرم مطلك

خسرت تركيا المساعدات المالية الأوربية لبناء سد اليسا على نهر دجلة والتي تقدر بحوالي مليار أورو .
ان سد اليسا الذي تزمع تركيا بناءه على نهر دجلة مقرر له انتاج حوالي 3.8 مليار كيلوواط من الطاقة الكهربائية والتي ستزود جنوب شرق تركيا . ان بناء هذا السد يتطلب اغراق أكثر من 80 قرية ومدينة صغيرة وترحيل حوالي 50 ألف نسمة من مناطق سكناهم الى مناطق اخرى كما يتطلب بناءه اغراق واحدة من أقدم مدن العالم السكنية وهي المدينة التأريخية حاسن كيف .

قبل سنتين وقعت تركيا على قرض لتمويل بناء السد بمبلغ 1.2 مليار اورو , المبلغ ممول من مصادر مالية من سويسرا والمانيا وفرنسا والنمسا اضافة الى ممولين محليين , لكن في وقت لاحق الغت البنوك النمساوية والألمانية والسويسرية الضمانات المقدمة لهذا المشروع والبالغة حوالي 450 مليون اورو واوعزت اسباب الرفض الى الأجراءات الخطيرة التي ستقدم عليها تركيا في بناء السد وهي اغراق مناطق اثرية قديمة وطريقة معالجة ترحيل السكان من المناطق القريبة من السد والسبب الآخر هو عدم اكمال شروط البنك الدولي .

صرحت وزيرة التعاون الأقتصادي والأنماء الألمانية بأن انتقادنا للجانب التركي كانت منذ البداية لا يمكننا اعطاء ضمانات مالية ما لم يقدم الجانب التركي خططه بشأن طريقة ترحيل السكان وحماية الوسط المعيشي وصيانة الأثار من الأندثار وبدون هذه الضمانات المالية لا يمكن البدء ببناء سد اليسا .

كان في مخطط تركيا من وراء بناء السد هو انتاج كهرباء تقدر بقيمة 32 مليار دولار خلال الثلاثون سنة القادمة , الحكومة التركية أعلنت بأن الدوافع وراء الممانعة الأوربية لتقديم القرض هي اسباب سياسية وان الحكومة التركية لا تتراجع ابدا من بناء السد ولكن في الوقت الحاضر ينقصها الأموال لتنفيذ هذا المشروع .

من بين معارضي بناء السد الشخصية التركية المعروفة الحاصلة على جائزة نوبل للأداب اورهان باموك والمغني المعروف تاركان لمعارضتهم اغراق المدينة التأريخية , كما ابدى المحامي التركي بدريتين كالين من احدى جمعيات البيئة تخوفه ان يكون سد اليسا شبيه بسد بورسكا الذي ستغطيه الأوحال الطينية المتراكمة , كما أبدت تخوفها وقلقها من بناء هذا المشروع حكومتي سوريا والعراق الذي سيؤدي الى تحكم تركيا المطلق بمياه نهر دجلة .

يتطلب من الحكومة العراقية أمام مشكلة نقص المياه الواردة الى العراق القيام بنشاطات مكثفة وسريعة مع الجانب التركي ومع الحافل الدولية من اجل حماية وضمان حصة العراق من مياه دجلة والفرات. على الجانب العراقي وضع دراسات علمية ودقيقة حول الأثار والمشاكل التي تسببها قلة المياه الواصلة للعراق وانعكاساتها السلبية على حياة السكان وعلى البيئة والأقتصاد وما ينتج منها من كارثة انسانية لا يمكن التكهن بنتائجها وعرض هذه الدراسات في كل الحافل الدولية من الامم المتحدة و الوحدة الأوربية الى الجمعيات البيئية العالمية والمنظمات الأنسانية للضغط على الحكومة التركية .

ان ايجاد الحلول السريعة لهذه المشكلة قبل ان تتفاقم الأمور وتعرض العراق الى كارثة انسانية كبيرة وقد تكون هذه المشكلة الشرارة التي تندلع منها النزاعات العسكرية المستقبلية والتي لا يريدها شعبنا ووطننا.
 

 

free web counter