كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الثلاثاء 12/1/ 2010

هل صالح المطلك أهم من القضايا التي تواجه العراق ؟ د. أكرم مطلك ان قرار هيئة المساءلة والعدالة بأبعاد الكيانات السياسية والأشخاص الذين كانت لهم ارتباطات بحكم البعث واحتلالهم لمناصب حزبية أو حكومية عليا او من تثبت ارتباطاته الحالية بتنظيمات البعث او توجد له علاقة مع الأرهابيين بصورة مباشرة او غير مباشرة . ان هذا القرار هو قرارا عراقيا وكل ما يترتب عليه هو من اختصاص الجهات العراقية ومن حق كل من ابعد او شطب اسمه من لائحة المشاركة في الأنتخابات ان يطعن بهذه القرارات ويسلك الطريق القضائي لحل هذه الأشكالات وهذا عرف سائد في جميع دول العالم وليس العراق مستثنياً من هذه القاعدة , لكن العجب في هذه القضية هو سرعة الأستجابة العربية الممثلة بجامعتها العتيدة للتصدي لهذا القرار وايفاد ممثليها لحل مشكلة صالح المطلك وكأن العراق خالي من المشاكل والصعاب التي يعيشها واصبحت قضية المطلك هي القضية الساخنة التي تهدد الديمقراطية والعملية السياسية بل مستقبل العراقي ككل . انبرى بعض العربان وبوسائلهم الأعلامية على التباكي على الديمقراطية "المغدورة" في العراق واستمرار انتهاكات حقوق الأنسان والتشكيك مسبقا بشرعية الأنتخابات كأن بلدانهم تمارس أعرق الديمقراطيات وتطبق امثل القوانين في احترام حقوق الأنسان وبعضهم تباكى على اهل السنة وكأن المطلك هو مرجعيتهم الدينية وانهم معرضون الى التهميش والأقصاء والبعض الآخر صّعد من التصريحات العدائية واعطوا الضوء الأخضر لتصعيد العنف والعمليلت المسلحة ضد العراق ومؤسساته الحكومية . ان شعبنا بدوره يتساءل بألم واستغراب كبيرين اين كان هؤلاء الأشقاء وجامعتهم المحروسة عندما كان صدام وحزبه الفاشي يمارس اقسى انواع التعسف والأضطهاد تجاه الشعب العراقي واين كانوا عندما زرع العراق بالمقابر الجماعية وقصف شعبه بالأسلحة الكيمياوية واين كانت احتجاجاتكم ضد خروقات حقوق الأنسان المستباحة في العراق واين اصواتكم عندما فاز الدكتاتور بنسبة 100% في انتخاباته الصورية واين كنتم من الحصار الجائر الذي فرض على الشعب العراقي لمدة 12 سنة واين كنتم من كل المصائب والويلات التي حلت بالعراق وانتم الذين تتغنون بالعروبة والدم والتاريخ والجغرافية والجيرة المشتركة الى آخره من هذه المصطلحات التي تتباكى عليها وسائل اعلامكم . عجيب امركم ايها العربان لا تروق لكم ولا تناسبكم تجربة العراق الديمقراطية لذا تريدون وأدها في مهدها . تتهمون الحكم بالطائفية وانتم اول من يثير ويؤجج الفتنه الطائفية من خلال وسائل اعلامكم وفتاوي مشايخكم , تتحدثون عن عدم استقرار الأوضاع الأمنية في العراق وانتم اساس البلاء ، تصبون الزيت على النار وتسهلون دخول الأرهابيين والأسلحة وتقدمون كل التسهيلات اللوجستية للأرهابيين لتنفيذ عملياتهم الأجرامية ضد شعبنا العراقي , تتباكون على تتدهور الأوضاع الأقتصادية والأجتماعية في العراق ولكنكم لم تقدموا له يد المساندة والدعم ولم تسقطوا عنه الديون من جراء حروب ومغامرات الدكتاتور صدام ولم تساعدوا العراق للخروج من البند السابع. تتباكون على عروبة العراق المهددة كما تدعون وابتعاده عن محيطه العربي واقامة علاقات جوار مع ايران وانتم الأشقاء لم يرسل معظمكم سفيرا او يفتح بعثة دبلوماسية رغم تداءات الحكومة العراقية , ماهي مواقفكم المعلنة عندما قلصت تركيا حصة العراق من مياه دجلة والفرات وماهي مواقفكم عندما احتلت ايران حقل الفكة النفطي وماهي مواقفكم الصريحة والمعلنة تجاه العمليات الأرهابية المجرمة التي جعلت ايام بغداد دامية وحزينة . انكم ايها الأشقاء تشاركون في تنفيذ سيناريو ذبح العراقيين وتخريب العراق .