د. أكرم مطلك
Motlak@email.cz
الأحد 10/4/ 2011
مصالحة وطنية حقيقية أم صفقة مع الملثمين ؟ !!د. أكرم مطلك
المراد من المصالحة الوطنية هي خلق حالة من الأمن والوئام والأتفاق السياسي والأجتماعي وتثبيت سلامة المجتمع المدني ,توضع هذه العملية تحت اسس وشروط موضوعية وذاتية تتطلب قبل كل شيء العمل الصريح والشفاف والنوايا الحسنة في ايجاد الأجواء المناسبة لكل الحوارات التي تدور ما بين القوى السياسية سواء من داخل السلطة او من خارجها وبما ان الوضع العراقي متشابك وتتداخل فيه الكثير من العوامل والظروف سواء الداخلية او الخارجية في بلد يعيش تحت طائلة الأحتلال ويعاني من الأحتقانات الطائفية والقومية لذا يحتاج بلدنا الى مصالحة وطنية حقيقية وجادة تضع مصلحة الوطن والشعب فوق الجميع وتحدد هذه المصالحة الوطنية ثوابت لا يمكن ان يحيد عنها أبدا وهي ان القوى المشاركة في المصالحة غير ملطخة اياديهم بدماء العراقيين الأبرياء ولم يمارسوا عمليات اغتيال او اتلاف وسرق للممتلكات العامة او مشاركيين فعليين في عمليات الفساد الذي يعاني منه المجتمع العراقي .
خرجت وسائل الأعلام العراقية في حديث لوزير المصالحة الوطنية وهو يعلن عن خبر "سار" يزفه للشعب العراقي هو عزم بعض الفصائل المسلحة المقاومة "للأحتلال الأمريكي" بألقاء السلاح والأنخراط في العملية السياسية .
من حق الفرد العراقي ان يتساءل حول مسار هذه العملية والأتفاقات الحاصلة ما بين ممثلي الحكومة العراقية او بالاحرى ما بين هذه الجماعات وحزب الدعوة ومن هذه التساؤلات هي :
1- من هم الشخوص القياديه التي وقع معهم الأتفاق ، اسمائهم الصريحة ، مناصبهم السابقة مع سيرة حياتهم الشخصية ومواقع تواجدهم الحالية .
2- من هي الفصائل المسلحة التي يمثلونها , ارتباطاتها والعمليات التي قاموا بها .
3- من يضمن ان هؤلاء المتحاورون يمثلون المجاميع المسلحة التي تعمل في داخل العراق .
4- ماهو الثمن المدفوع مقابل القاء السلاح والأنخراط في العملية السياسية وما هي الوعود المقدمة لهم من قبل الحكومة .
5- يمكن ان تكون هذه الخطوة من باب النصب والأحتيال من اجل استحصال المغانم وتبذير الأموال وتبادل الأدوار.
6- من يضمن سلامة الموقف الأمني لهذه المجاميع المسلحة في وقت نعاني فيه من كثرة وخطورة الأختراقات الأمنيه .
7- هل من حق وزير المصالحة الوطنية اسقاط الحق العام واين هي صلاحيات الجهات القضائية العراقية ؟
8- من يعوض ضحايا الأنفجارات والأغتيالات التي مارستها هذه المجموعات .
9- ذكر الأعمال التي قاموا بها ضد الأحتلال الأمريكي وبالوقائع للتأكيد من أقوالهم .
10- ان تصريحات وبيانات جميع المجاميع المسلحة تؤكد على انهم يقاتلون الأمريكان وعملائهم وكل المتعاونون معهم وهذا يعني ان عملياتهم المسلحة لم تستهدف الأمريكان فقط.
11- اذا كانت عملياتهم موجهة ضد الأحتلال الأمريكي فقط كما يزعمون فلنتركهم يحاربون المحتل وبهذا نعجل بخروج المحتل من بلدنا.
عند الأقدام على توقيع مثل هكذا اتفاقات يجب ان تكون الشفافية والوضوح والمصارحة واطلاع الجماهير العراقية صاحبة المصلحة الحقيقية في هذه الأمور سواء المعلنة منها أو الخفية لأن امن المواطن وسلامة البلد في المقام الأول كما يجب اشراك جميع القوى السياسية الوطنية في مثل هكذا حوارات ، غير هذا توضع العملية في خانة الضجيج الأعلامي وستكون عواقف هذه الأتفاقات وخيمة حيث ستمهد الطريق لخروج العقارب الملثمة لتلدغ ابناء شعبنا كيف ما تشاء ومتى ما تريد .