| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبدالجبار منديل
Salal17@yahoo.com

 

 

 

                                                                                       الأربعاء 9/1/ 2013



سوريا الشهيدة

أ.د. عبد الجبار منديل *       

تتكاثر على قتلها الخناجر . خناجر من كل الجهات خناجر الاعراب وخناجر الاغراب. والكل يعلن ان له في دمها حصة . القتلة كثيرون والشهيدة واحدة . لا احد ينكر تهمة المشاركة في قتلها والتمثيل بها . الوحوش الهمجية الضارية تدخل في احشائها وتتسلل داخل شرايينها . العالم المتحضر والمتحجر يتفرجون على دمائها النازفة ويطلبون المزيد بل ويزعمون ان دمائها تهدد جيرانها . وان ارتعاشات جسد الضحية هي عملية ارهابية يجب الحذر منها . وان الدماء النازفة يمكن ان تلوث جيرانها او تحرق اجواءهم لذلك لابد من دروع مضادة حتى لا تصل صرخات الضحية الى اسماع العالم .

كل شيء جاهز لقتل سوريا والشعارات جاهزة لتخدم عملية القتل ولكن لا احد يسأل او يفكر بمرحلة ما بعد نحر سوريا . القتلة الحقيقيون يعرفون انه لا توجد مرحلة بعد عملية القتل لان سوريا سوف تكون اشلاء مبعثرة غير قابلة للجمع او اعادة الخلق والاحياء .وان الاشلاء سوف تتلاقفها الايدي الغادرة المساهمة في عملية القتل من بقايا ال عثمان وميليشيات القاعدة والقوى الظلامية الاخرى . اما اكثر المتحمسين لعملية قتل سوريا من شيوخ الاعراب فلن ينوبهم الا العار والشنار .

الغريب انها المرة الوحيدة التي يتفق فيها الاعداء على هدف واحد . يصرخون ان الوسيلة الوحيدة لانقاذ سوريا هو قتلها . حتى اصبحت عملية القتل هي الطلسم السحري الوحيد الذي يمكن ان يجلب الديموقراطية والسلام والاستقرار لسوريا ولما حولها من دول الجوار وان دماء سوريا يمكن ان تكون البلسم الناجع والدواء الشافي التي يمكن عن طريقها معالجة كل الامراض على شاكلة مرض سوريا .

 

* اكاديمي عراقي / كوبنهاغن

 

 

 

free web counter