| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبدالجبار منديل
Salal17@yahoo.com

 

 

 

                                                                                       الأثننين 7/5/ 2012



الثورات العربية.... بدايات واعدة ونهايات خامدة

أ.د. عبد الجبار منديل *    
 

عندما بدأت مجموعة من الشباب اللذين يتقنون فنون ومهارات الاتصال الحديثة بالتحريض ضد النظم السياسية البالية القائمة في العالم العربي . ونجحت في ذلك توقع الكثيرون ولاسيما في الغرب بان العالم العر بي على عتبة عصر جديد من الديموقراطية والنهضة السياسية ولكن لسوء الحظ فان العرب والمسلمون يثبتون للعالم اجمع على انهم يمتلكون قدرة لا تضاهى على مقاومة العصر وانهم ابناء تاريخ طويل في مقاومة التنوير والتغيير .

ما ان انهارت القوى السياسية القديمة حتى اظهرت القوى السياسية التي تصدرت المشهد بانها لاتقل ظلامية عن القوى التي ثارت ضدها بل انها رجعت الى اسوأ مافي التاريخ العربي والاسلامي من خزين مقيت عن الصراعات الطائفية والدينية والعشائرية وراحت تغترف منه باعتباره (تراثا تاريخيا للامة) لنعود من حيث بدأنا من قبل الف سنة لتقليب صفحات التاريخ المفجع التي كان يجب ان تطوى الى الابد .

الشعوب الحية التي نهضت في الصين وفيتنام وكوريا فهمت العصر فهما صحيحا والغت كل العقد التاريخية التي كانت تضع بينها وبين العالم المتقدم سدودا تاريخيا تدور حول الثار والخوف والتوجس من الاعداء القدماء من مستعمرين وغزاة باعتبار ان كل تلك عصور انتهت واننا يجب ان نتكلم لغة العصرالتي تعتمد التبادل بالافكار والسلع والخدمات واستخدام لغة جديدة تاريخيا بالتعامل مع العصر والدول والشعوب الاخرى بدون العقد التاريخية القديمة .

اننا نأبى الا ان ننهل من ذات المعين الذي بقينا ننهل منه مئات السنين والذي لم يؤدي الا الى الصراعات الداخلية بين ابناء البلد الواحد والصراعات الخارجية مع ابناء الدول الاخرى والاديان الاخرى .

اننا نتهم الغرب بانه يبحث عن اعداء ليقاتلهم او يبحث عن طواحين هواء ليبارزها ولكن في حقيقة الامر نحن الذين يبحثون عن اعداء سواء حقيقيين او متخيلين واذا لم نجد نبحث بين القريبين لنشن عليهم حروبنا المقدسة التي لا تنتهي الا بابقائنا كما نحن او ارجاعنا مئات السنين الى الوراء واعادة انتاج عصور ظلام اخرى وكأن عصور الظلام التي مرت لا تكفي ولنبقى ندور بنفس المدار ثم نلعن الزمن الذي لا يعطينا فرصة للتقدم .

 

* اكاديمي عراقي / كوبنهاغن

 

 

 

free web counter