| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبدالجبار منديل
Salal17@yahoo.com

 

 

 

                                                                                       السبت 27 / 7 / 2013



نصف قرن من العسكريتاريا الى الثيوقراطيين فمتى يحل عهد اللبراليين ؟

أ.د. عبد الجبار منديل *         

عندما حدثت سلسلة الإنقلابات العسكرية في العالم العربي منذ اكثر من نصف قرن واسماها البعض ثورات وكانت في حقيقة الأمر بداية الحكم العسكر ودخول الجيوش العربية في ميدان السياسة وقد امتدت تلك الحقبة اكثر من خمسة عقود واصبح الجيش في الدول العربية هو احد ا عمدة الحكم الرئيسة حتى وان لم يكن في الحكم .

حاليا يشهد العالم العربي صعود نجم الإسلام السياسي الذي وصل الى الحكم في اكثر من دولة عربية والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي يمكن ان يعقب حكم الإسلام السياسي او بالأحرى كم سيدوم حكم الإسلام السياسي ؟ فإذا كان حكم العسكر قد امتد اكثر من نصف قرن واعقبه حكم رجال الدين فكم سيدوم حكم رجال الدين ومن سيخلفهم في الحكم ؟

في نهاية الحقبة العسكرية من الحكم في العالم العربي كان من الواضح ان من سيأتي لاحقا هو الإسلام السياسي في حالة خروج الجيوش وقياداتها من الحكم فقد كان هو الأقوى في الشارع ، حاليا هل يمكن ان نستشرف او نحدد من هي الطبقة الحاكمة القادمة بعد سقوط حكم الإسلام السياسي ؟ ... الجماهير تتطلع الى ان تكون الحقبة القادمة هي الحقبة اللبرالية وان ينسجم العرب اخيرا مع روح العصر وينضمون الى العالم الديمقراطي الذي يزداد اتساعا يوما بعد يوم, لا ان يبقى العالم العربي خارج العصر ومرتعا للصراع بين العسكر والقوى التقليدية .

من الواضح ان القوى الليبرالية لم تصل بعد الى ما وصلت اليه حركات الإسلام السياسي قبيل سقوط حكم العسكر من القوة الذي سهل عليها استلام الحكم ديمقراطيا . فكيف نستطلع الأفق ؟ .. نعتقد ان قوة موجة الإعلام الحديث واندفاع الجماهير اكثر الى المساهمة في قنوات التواصل الإجتماعي الالكترونية وزيادة جاذبية وتأثير اجهزة الإتصال الحديثة على الجماهير الواسعة سوف يكون لها الدور الحاسم في زيادة قوة اللبرالية وبشكل متسارع مما سوف يزيد من شعبيتها بسرعة فائقة ويساعد على الإنعتاق من رقبة القوى التقليدية، وتراجع قوة التيارات الدينية التي ساعدت حرية الإعلام التي وفرتها الأجهزة الحديثة على فضح بعض رموز الحركات الدينية، وكشف زيف ادعاءاتهم واستخدامهم الدين لأغراض سياسية، وبهدف تغييب جماهير البسطاء والسيطرة عليهم، كما ان استخدام الدين في السياسة عمق الخلافات الطائفية بين ابناء الشعب الواحد، وانه اذا استمر الأمر بذات الوتيرة الخطيرة فان مصير الشعب التفتت ومصير المواطن التمزق . اي لن يكون ثمة وطن موحد كلما أوغلنا في استخدام الدين كأداة سياسية .

قد لا تصل كل البلدان العربية الى شاطئ اللبرالية بسلام لأنها قد تتمزق في الطريق ولكن الذي لا شك فيه هو ان بعض الأفكار سوف تصل وتحقق ذلك حتى ولو بعد خمسين سنة اخرى . اما الأقطار التي لن تصل بسهولة او التي سوف تحطمها الصراعات في طريقها الى ذلك فلإن صوت العقل سوف يتغلب عاجلا ام اجلا وسوف ينتصر عهد الحب والسلام واللبرالية .

 

* اكاديمي عراقي / كوبنهاغن

 

 

 

free web counter